هل نجح الحسني في كشف نوايا مدعي الحوار الوطني ؟
اعتقال السفير الحسني في عدن كان اختبار خطير للقوى التي تدعى السير وفق المبادرة الخليجية والتي نصت بان القضية الجنوبية محورية ويجب ان تحل بالتراضي كونها تاتي بعد الخطوة الأولى من تنفيذ المبادرة مباشرة وهي ازاحة صالح وتولي هادي الرئاسة وتقاسم الحكومة بين المؤتمر والمشترك .
لقد اثبت اعتقال السفير الحسني بان من يدعون الحوار ليس على مستوى الحدث وان الأمر مجرد لعبة لا يقصد من ورائها حل المشكلة الرئيسية باليمن وهي القضية الجنوبية وفق ما نصت عليه المبادرة في خطوطها الظاهرية على اقل تقدير وان اعتقاله ناجم من فوبيا توحد الموقف الجنوبي للمطالبة بحقوق ابناء ذلك الشطر الذي اعترف بها كل اطياف اليمن ولطالما كان الأمر بهذه الصورة فانه لامعنى للحوار ولا معنى للبقاء في وحدة يديرها اناس غير وطنيين مجرد رعاع لا يفقهون الف باء الوطنية
اعتقال الحسني ربما كان متوقعا من قبل القوى الجنوبية والرجل لاشك بانه كان شجاعا عندما خاطر بنفسه وعاد للجنوب ليؤكد لمن به ذرة ايمان بالمبادرة (الحوار) مدار البحث بانها غير وطنية ولا يقصد من ورائها غير ادامة الصراع واهمال حقوق ابناء الجنوب وهذا الأمر اثبت للكثير من ابناء الجنوب الذين كانوا يظنون بان هناك توجه حقيقي لحل ارهاصات الوحدة وتصحيح مسارها بالشكل الذي يامله المواطن سواء بالجنوب او بالشمال .
من اصدر الامر باعتقال الحسني يجب ان يحيد ولا يعتد برايه كونه اصدر امرا لم يحسب نتائجه بشكل دقيق واعطى صورة سيئة عن الذين يدافعون عن الوحدة اليمنية بانهم يدافعون عن مصالح ضيقة لاتمت للوطن ولا الوطنية باي صلة وبالتالي نستطيع القول بان الحسني نجح فعلا في كشف تلك المخططات والنوايا الغير وطنية على افتراض بان تلك الجهات لديها حس وطني فعلا لكن نستطيع الجزم بان تلك الجهات ليست خطر على اليمن ووحدته وحسب ولكنها تشكل خطر حتى على نفسها
ومن غير المنطق ان تبقى في اي مصدر قرار ان اراد اليمنيين الحفاظ على الحد الادنى من تماسكهم
سلام