أكاديمي يمني: أخطر العقبات تكمن في بقاء النظام السابق آخر تحديث:الثلاثاء ,14/08/2012
صنعاء - عبدالرحمن أحمد عبده:
اعتبر أكاديمي يمني متخصص في إدارة الأزمات أن أخطر العقبات والمشكلات التي تواجه اليمن الآن تتمثل في بقاء النظام السابق وثقافته وتفكير رموزه، خاصة السلوك الأمني، لأنه مازال يمتلك في يديه الكثير من المعلومات والأوراق، ويستطيع عن طريقها أن يدمر أية عملية تسوية أو تحسين للأوضاع في البلاد .
وقال الاستاذ الجامعي دكتور نبيل الشرجبي في حديث ل”الخليج”: إنه يؤيد رؤية الكثير من المحللين والكتاب الذين يقولون إن خلاص اليمن من كل هذه المشاكل يكمن في توقف هذا النظام أو رحيله خارج اليمن . وردا على سؤال حول الموقف من معرقلي التسوية السياسية في اليمن وتلميح المجتمع الدولي باتخاذ العقوبات ضدهم، أوضح الشرجبي أن اليمن دخل في عملية استقطاب حاد جدا وهو الاستقطاب الصراعي وليس الاستقطاب التنافسي، بمعنى أن الأطراف ظلت في حالة مواجهة بعضها البعض، كلما يقدم طرف شيئاً ما، يضع الطرف الآخر الضد .
وأضاف قائلاً: “لو قمنا بمراجعة سجل العمليات التخريبية في الفترة الأخيرة التي هدفت إلى ضرب العملية السياسية وتطبيع الأوضاع في اليمن، سنجد أن من يقوم بها هم الدائرة الضيقة حول رئيس النظام السابق، أي أقاربه والمرتبطين به بعلاقات أسرية واجتماعية، ومن ثم أصبح هناك تركيزاً شديداً على هذه المجموعة، التي تقوم بهذه الأعمال” . ورأى الشرجبي أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي ربما كان ابعد خطوة من خطوات التلميح باتخاذ عقوبات ضد معرقلي التسوية السياسية، وأن أي قرار جديد سيصدر عن الأمم المتحدة لن يلجأ إلى التلميح، لكنه سيلجأ إلى التسمية مباشرة وربما إلى فرض العقوبات .
وحول إشكالية بقاء تأثير النظام السابق في اليمن، يرى الشرجبي أن “مشهد الربيع العربي بعد الثورات العربية أفرز نماذج قد تكون متشابهة في المنطقة العربية فحيثما تكون هناك دولة قوية مع وجود جيش محترف يؤدي إلى ترسيخ الأوضاع، أي إسقاط النظام لكن مع المحافظة على الدولة وهذا النموذج رأيناه في مصر وتونس، لكن عندما تكون الدولة ضعيفة ولا يوجد جيش محترف، بل جيش منقسم بين أكثر من طرف تخاف الأطراف المختلفة أن تدخل في حرب أهلية قد تسقط الدولة، وهذا هو النموذج اليمني بصورة خاصة” .
وأضاف قائلاً: “في النموذج اليمني كان الدخول في حرب أهلية هو الأمر الذي كانت تخشى منه كل الأطراف الداخلية والخارجية، ما دفع كثير من الأطراف الإقليمية والدولية للتدخل السريع والمباشر لمحاولة إنقاذ الأوضاع وحتى لا تتدهور بشكل خطير جدا، فرأينا المبادرة الخليجية التي حاولت أن تحتوي هذا الموقف، واستطاعت المبادرة أن تنجح حتى الآن في ذلك، إلا أن هذا النجاح بطيء وعلى حساب أمور أخرى ولكن في ظل توافق عام أصبح مقبولاً بأن تسير الأوضاع إلى ما لا نهاية” . وحذر الشرجبي من تفاقم الأزمة في اليمن، بخاصة الاجتماعية منها واخطر هذه الأزمات الاجتماعية وتتمثل في سيادة ثقافة البلطجة وزيادة انتشار الإنفلات الأمني وفي زيادة ظهور الجماعات الراغبة في الانفصال أو الجماعات التي تستخدم السلاح أو تقوم بعملية مغالاة في المطالب الانفصالية أو المطالب الفئوية، مثلما يحدث في المناطق الشمالية ولبعض فصائل الحراك الجنوبي في جنوب البلاد .
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
|