عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-11, 02:47 AM   #5
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

قبس عربي

كي لا تتكرر الأخطاء ويستمر نزيف الدماء

كتاب مفتوح إلى الأخضر الإبراهيمي

إلى السياسي والدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي، الذي أفيد أمس بشكل غير رسمي أنه سيحل مكان كوفي عنان مبعوثا خاصا بشأن الأزمة السورية.

في الحقيقة، العالم كله يشهد بأن لديكم تجربة عريقة، ليس في العمل الدبلوماسي والمهام «التفاوضية» فحسب، وإنما أيضا في خدمة بلدك الجزائر، وفي الدفاع عن قضايا العرب والأفارقة.

أما المهام التي كنت مكلفا بها في العراق ما بعد صدام حسين، وقبلها في أفغانستان المتأججة بالصراعات، وصولا الى حكم حركة طالبان، فكانت محفوفة بالمخاطر على جميع الصعد..

بالطبع لم تكن أنت مسؤولا عن إرباكات أفغانستان الخارجة من السيطرة السوفيتية، أو العراق الخارج من حكم الطاغية.. لكن ضعف الدور الفعلي للأمم المتحدة في هذين الملفين الشائكين كان من بين أسبابه حدة الاستقطابات الإقليمية والدولية، ونشوب حروب متنقلة لاتزال تدفع ثمن تداعياتها شعوب العراق وجواره، وأفغانستان وجوارها.

أما في جنوب أفريقيا فكان لك دور فاعل في دعم كفاح شعبها ضد الفصل العنصري، وأنت الذي كنت تدرك الترابط بين كفاح الأفارقة عموما، وبين قضية تحرر شعبك الجزائري من الاستعمار الفرنسي.

أما الآن فإن الأزمة السورية قد تختلف عن قضايا أخرى، فالقمع الدموي قوبل بردود فعل متباينة ومتشعبة، منها إنشاء بعثة مراقبين وتكليف كوفي عنان بمهمة واضحة في الشكل، وغامضة في المضمون.

أمام الإخفاقات المتتالية لخطته بنقاطها الست كان عنان يتصرّف بأعصاب باردة ،لكن الدماء كانت تغرق الخطة في بحر عميق.

وفي حين راهن الشعب السوري ومناصروه على دور إنقاذي للأمم المتحدة، غير أن الفيتو الروسي والصيني والتحرك الإيراني وسواه كانت كفيلة بإحباط المساعي.

وحتى السقف العربي كان أحيانا يتدنى، وسط دعوات إلى الحوار بين نظام بشار الأسد والمعارضة. وعقدت مؤتمرات لأصدقاء سوريا، ولكن لم يصل الأمر إلى احتضان آلية متكاملة للدعم الفعلي للثوار.

إزاء هذا كله، ما الذي يمكنك القيام به، معالي الأستاذ الإبراهيمي، في حال تكليفك بمهمة كهذه، بعدما صار النظام يتباهى بالتدمير المنهجي.. وفيما يتخوف العاهل الأردني من لجوء الأسد إلى الانكفاء وإقامة دويلة للعلويين في شمال سوريا؟!

نكتفي الآن بهذا القدر، لكي نصارحك بالقول إن المهمة «العربية الدولية» ستكون فاشلة سلفا ما لم تتأمن الضغوط - والإجراءات - المتفاعلة لأجل تأمين الانتقال الفعلي إلى سوريا ما بعد الأسد.. وهذا لمصلحة شعب سوريا، ولمصلحة العرب جميعا، ولمصلحة الأمم المتحدة.

د. نبيل حاوي

http://www.alqabas.com.kw/node/98740
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس