بقلم / الباركي الكلدي
ان لكل مدينة او منطقة عادات وتقاليد واعراف اسلامية وحضارية تقدسها المجتمعات وكانت عدن المدينة اكثر تنوع الأعراف وتنوع الاستايلات وتنوع الوجوه والثقافات وحتى منوعة اللهجات واللغات .!
لكنها ظلت عدن مدينة تصدر الحضارات والعلم والثقافات
فرغم محاولات طمس تلك العادات من قبل الاستيطان اليمني * نجد اهالي عدن يحيون عاداتهم وبصورة مختلفة عن الماضي القديم * خروج اهالي عدن في الافطار على الارصفة وساحات النضال وشوارع المدينة حدث ينقل لنا مشهد من تاريخ عريق وعادات حاول الاحتلال اليمني طمسها على مدى عقدين من الزمن *ويعيدنا المشهد الى اول خروج للمتقاعدين العسكريين في 2007م وكيف كان التعامل معهم بطرق اشد هستيرية حتى اصبح اليوم سيل بشري عارم يهتف بثورة شعب واحد * اهالي عدن والعقاب الجماعي الذي يحاول الاحتلال يشد الخناق على اخماد نيران الثورة في عدن مستغلا” حرارة الجو والمنطقة ومستغلا” ايضا” شهر رمضان وتعب الاهالي من المعاناة التي تمارسها قوات الامن المركزي والجيش في قطع التيار الكهرائي و حصار المدينة واستهداف الشباب وصعوبة وصول السلع الغذائية وعدم تسهيلها الى عدن نفسها *والتي كانت عدن
تعكس الاوضاع الاقتصادية كونها القلب الذي تتصل به جميع شرايين المناطق الجنوبية
فتجد الناس قبل ايام رمضان تشكل ذلك الاقبال على عدن لتنقل لك الواقع الذي ينبئك على مدينة تجمع كل الجهات وتحتضن كل التفاصيل البشرية لتلبي حاجات جميع المناطق من متطلبات الشهر الفضيل * وتعيش فرحة قدوم شهر رمضان بين اهاليها التي لا تقتصر على الكبار فقط . ولكنها ايضا تضم الاطفال الصغار وهم يغنون وهم يقرعون على القصع الفارعه قائلين
((مرحب مرحب يا رمضان
شهر العبادة وشهر الصيام
شهرالسعاده وشهر الاحسان
شهر محمد عليه السلام
مرحب مرحب يا رمضان))
كما يقوموا باستخدام الالعاب الناريه الصغيرة في الشوارع .
لتشكل نموذجاً حضاري للمدنية الرائعة ..في تقاليدها الرمضانية العريقةلاستقبال رمضان التي تتحول الى ما شبه بالاعياد والمناسبات. لتعظيم الشهر الفضيل في نفوس الاهالي كما تتزين شوارع عدن قبل ساعات المغرب في بيع أنواع البهارات من فلافل ومخللات والخبز والكدر الاحمر.. وحلوى المشبك والسنبوسة والمقرمش وقبل لحظات اطلاق مدفع الافطار
يتجمع الاطفال أمام المساجد يسمعون الأذان وعند سماعهم الأذان واطلاق مدفع الافطار يدخلون المسجد وتوزع عليهم التمور ثم ينتشرون بين الحارات والاحياء متوجهين الى منازلهم لمشاركة اسرهم في تناول الصحن الرمضاني مرددين عبارات يطلقونها بعد الأذان: «أذّن.. أذّن عبدالحميد.. جعبة مخلم وجعبة زبيب».
وتتحول مساجد عدن الى لآلئ تتسع بنورها الروحاني على مدينة عدن وأحيائها وساحاتها العامة.
والتي حافظ عليها
آباؤنا وأجدادنا في كل منطقة بالجنوب العربي * ومنها عدن ونحن نشاهد اليوم واهالي عدن يفطرون على الشموع وفي الشوارع والارصفه يعيشون واقع اليم من الممارسات الانتهاكية وطمس العادات التي يرفضها شعب الجنوب ويرفضها اهالي عدن * فرغم كل الضروف والقسوة على عدن تحاول عدن ان ترسم لنا ملامح من عاداتها الاصيلة ولو انها ممزوجة بالطابع الثوري الذي يردد شعاراته الاطفال والشباب والشيوخ والنساء ويرفعون فيه اعلام الجنوب عند كل أذان عهدا للشهداء ووفاء” للجنوب* فشل الاحتلال اليمني بكل التصرفات والاعمال الابتزازية التي يريد يخضع بها شعب الجنوب * وانتصر شعب الجنوب بالاصرار على مطالبهم التحرريه * كما انتصر اهالي عدن في لم شملهم وتوحيد صفهم وجلوسهم على مائدة افطار واحدة بسطت على طول شارع المعلا *تحديا” لفرض العقوبات واطفاء الكهرباء . لزيدهم ايمانا” بعدالة قضيتهم واصرارا” في المضي قدما” نحو التحرر. والاستقلال .