عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-25, 08:56 PM   #1
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي المارقون عن الطريق

لا يختلف اثنان على أن الجنوب يعيش في ظل اوضاع غاية في التعقيد والمشاكل
والتحديات التي تواجه قضيتنا الوطنية بسبب
تداخلات منها ما هو متصل بسلطات الاحتلال اليمني ودوره في تمزيق نسيج المجتمع السياسي الجنوبي على مدى
أكثر من عشرون عاما ، ومنها ما هو متصل بذلك الارث السلبي القاتم الذي ورثناه
من صراعات الماضي في ظل الدولة الجنوبية السابقة منذو 1967 حتى آخر
الحروب عام 1994 .

تلك التجربة المريرة والقاسية التي مرت على الجنوبيين بعد عام 1994 ، خرج
الجنوبيون بعدها بفكرة ذات قيمة رائدة تعيد لهم انتماؤهم الانساني والتاريخي
للوطن الجنوب كمجتمع وشعب يمثل الرابط الوثيق مع الارض والمصير والتاريخ
، هذه القيمة الانسانية والدينية والحضارية ، كما هي أيضا ذات معنى سياسي
تمثلت بالشعار العظيم الذي توصل اليه ابناء الجنوب في ( التصالح والتسامح ) عام 2006 في ردفان
من هنا كانت بداية الانطلاق للجنوبيين للملمة اشلاءهم المتناثرة بفعل المتغيرات
الهائلة ، ومن هنا كانت ايضا بداية الفزع الاكبر بالنسبة للمحتل ، فحاول بكل
الوسائل تدمير هذا المشروع الجنوبي وذلك من خلال فتح ملفات العنف
والصراعات الجنوبية الجنوبية ، وزرع الفتن ، ونبش الماضي واستقطاب بعض
الجنوبيين واقصاء آخرين ، وهكذا .. ولكن الجنوبيين كانوا قد خبروا الدرس
تماما ، ولم تمر عليهم كل هذه الاساليب .ومضوا قدما في في استرجاع قواهم
وفهم الدرس والتجربة لفتح صفحة جديدة في بناء مستقبل الجنوب ، كل ذلك تم
تتويجه بثورة 7 يوليو 2007 عندما خرج ضباط
الجنوب الى الشارع معلنيين رفض هذه الوحدة وحدة الفيد والضم والالحاق .
وهكذا توالت الاستجابات الشعبية لحركة الاحتجاجات وتفاعلت القوى المجتمعية
في الجنوب في حالة من الحماس والشجاعة كسرت حاجز الخوف حتى تشكلت
قيادات وقوى وتيارات يرفدها شارع جنوبي قوي من كل محافظات الجنوب لم
يتوقف رغم اساليب القمع والاعتقال والمطاردات التي مارسها الاحتلال .
فشل الاحتلال في اخماد الحراك ، فوجد ضالته مرة أخرى في اسلوب تفتيت
الحراك من داخلة من خلال زرع عناصر والدفع بهم الى مراكز القيادة في
الحراك ، ولكنهم أيضا انكشفوا وسقطت وجوههم بسرعة البرق في سقوط
مخزي تندى لها الجباه ، وكلنا نعرفهم .
لم ييأس المحتل ومازال يمد يده الى داخل الحراك ليحرك عناصر هنا وهناك ،
باسم الحراك نفسه وبطريقه خبيثة لا تدركها للاسف
حتى تلك العناصر نفسها التي تعمل بطريقة او بأخرى لصالح دولة الاحتلال اليمني .
ولذلك نشاهدهم الآن وهم يمارسون فوضويتهم وعبثهم دون ان يراعوا ابسط
القواعد المتبعة في النقد او التعبير عن الرأي وتسمية الاشياء بمسمياتها وبعيدا
عن الفذلكة والنعرات, ولا يتوانوا في طرح الأفكار المتزمتة التي تثير الفئوية
والفوضى والتوتر في الشارع ولدي الجماهير,بالإضافة إلى استخدامهم أسلوب
التحقير والسخرية و التلاعب بالألفاظ , وابتكار المسميات والمصطلحات تعكس
حقدهم وسلبيتهم المفرطة في النقد ,وتسئ لانفسهم اولا ثم للقضية الوطنية فعلى
سبيل المثال: عندما يتحدثون عنحرية الرأي والنقد , يحاول كل منهم استغلالها
حسب مزاجه وفهمه, ووفقا لمصلحته ومصلحة تابعيهم ,بل يتناسوا ولايريدوا ان
يفهموا بان حرية الرأي ليست سلعة تباع وتشتري متى أرادوا وكيفما شاءوا,
وإنها نهج حضاري وديمقراطي مهمتها النهوض بالمجتمعات والشعوب, والتقدم
بهم الى الأمام والتطور إلي الأفضل, وهي أيضا موحدة للفكر والجهد والعمل ،
وليس الرجوع إلي الوراء والتخلف ,واختراع الأفكار التي تدمر الشعوب
ومنجزاتها ، فحرية الرأي عندما تصبح فوضي ونفاق وكذب, ولاتحترم فكر
الشعب وآرائه ومسيرة نضاله, تكون ستارا لتمزيق الوطن وتجاوزا لثوابته
الوطنية, وتصريحا مفتوحا لإضفاء الشرعية علي الفوضى والفساد التي يمكن
من خلالها تدمير الوطن والشعب . وهذا النوع من الناس فانه لن يقنع أحد
ولاحتى أصدقائه المقربين منه بأنه بريء وصادق، ولا يعلم انه بطريقته وحديثه
أضحوكة ومضيعه لوقته وقت الآخرين وتشتيت للعمل الجاد ، وجر الشباب الى
مناكفات ومهاترات جانبية وهامشية لا تسمن ولا تغني من جوع .

عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس