تنفيذاً لمبادرة علماء ودعاة عدن:
انسحاب الآليات العسكرية من ساحة المنصورة ودعاة عدن يثمنون دور المحافظ
الأربعاء 18 يوليو-تموز 2012 الساعة 02 صباحاً
استطلاع/ أبوبكر الجبولي
انسحبت الآليات العسكرية من ساحة المنصورة أمس وذلك بداية لتنفيذ مبادرة علماء ودعاة عدن والتي وافق عليها محافظ المحافظة المهندس.. وحيد علي رشيد, وفي لقاءه بهم أمس بديوان المحافظة ناقش الجميع السبل الكفيلة بتنفيذ بقية بنود الاتفاق, وأثنى الحاضرون على دور المحافظ في حفظ حياة أبناء عدن والعمل بروح المسؤولية لانجاز هذه المهمة..
"أخبار اليوم" رصدت ما جرى في اللقاء في هذا الاستطلاع:
بدأ القاضي/ فهيم عبدالله محسن - رئيس محكمة استئناف عدن- حديثه شاكراً محافظ المحافظة لما بذله من جهود جبارة وتفهمه بالرغم من أن البعض يحاول إثارة الفوضى وإفشال كل الجهود.. وقال: للأسف البعض يحاول تدمير عدن, وأصبحنا اليوم نقول للسارق أحمر عين, وللمجرم بطل, وتناسينا أن النار سوف تمسنا جميعاً.
وأضاف: لقد تواصلنا مع المحافظ وأبلغناه أنه لابد أن يشارك شباب المنصورة في الاطلاع عليها وإبداء رأيهم فيها, وقد استجاب لذلك وتم التواصل معهم وتفاعلوا معها, فنحن نسعى لأن تصبح عدن آمنة ونقف ضد الظلم, فهذه المدينة عمرها ما عرفت التمييز المناطقي, وكنا كلنا يداً واحدة بغض النظر عن انتماءاتنا، عدن مدينة مفتوحة للجميع.
واقترح القاضي فهيم بالنسبة للتعويضات تكليف مدير المنصورة ولجنة من الإنشاءات والمحاميين والأطباء لترفع تقريرها حول التعويض.
وأوضح أن هناك اعتداءات تمارس على ما تبقى من هيبة الدولة على مستوى عدن في مراكز الشرطة والمحاكم وغيرها وللأسف هناك لا مبالاة أمنية حيال ضبط المعتدين, وعليه ولمواجهة هذه التحديات، فعندي صلاحية لرفع صفة الضبطية القضائية عن كل ضابط أمن يتواطأ أو يتقاعس في عمله.
من جهته قال الشيخ المنصب: نشكر محافظ المحافظة لتأنيه وصبره خدمة لأبناء عدن.. مضيفاً: أن ما يحدث في المنصورة من فوضى من العار السكوت عليه, فكثير من الممارسات تحدث أمام أعيننا على يد مسلحين يعيثون فساداً في المدينة والتي كان آخرها سلب تاجر عمره 70 عاماً، قبل يومين مبلغ 18 مليون ريال، إضافة إلى سجلاته.. واختتم المنصب حديثه: الخراب يضر بالكل ولابد أن نكون منطقيين ونوجد هيبة الدولة لتأمين الناس.
الشيخ/ عبدالرب السلامي - الأمين العام لرابطة علماء عدن- أعرب عن شكره لله تعالى أولاً ثم للأخ/ محافظ المحافظة واللجنة الأمنية وأهالي المنصورة وكذا شباب 16 فبراير وذلك لتفاعل الجميع وحرصهم على انجاح المبادرة , لافتاً إلى أن المبادرة لاقت الدعم الشعبي والرسمي.
المحامي هاني سالم ربيع : نثمن دور محافظ المحافظة واستشعاره بالمسؤولية تجاه أبناء المنصورة , وهاهي المبادرة تؤتي ثمارها لصون حياة الناس واستتباب الأمن, فكل ما نأمله هو أن تتوفر السكينة العامة والاستقرار مع العمل على صون دماء أبناء عدن وتجنيبهم ويلات العنف.
الشيخ/ علي اليزيدي - أمام وخطيب مسجد النصر، عضو رابطة علماء عدن- عبر عن ارتياحه لاستجابة قيادة المحافظة لمبادرة العلماء وكذا تفاعل أهالي المنصورة معها, مضيفاً: أنها فرصة سعيدة أن نشهد موافقة سيادة محافظ عدن على مبادرة العلماء, ونلمس ذلك واقعاً، حيث انسحبت الآليات العسكرية من الساحة وأخليت تماماً وذلك في بادرة طيبة حملت بشرى الأخير وأثبتت حسن النوايا.
وقال: نسعى جاهدين حالياً وبالتواصل مع قيادة مديرية المنصورة ومحافظ المحافظة لإيجاد التعويض اللازم لأسر الشهداء والجرحى والمتضررين, ونزع فتيل التوتر حتى تنعم المديرية والمحافظة بشكل عام بالأمن والأمان.
وأشاد الشاعر علي البجيري بدور المحافظ ودعا كل أبناء عدن للتكاتف وإعادة المكانة للمدينة في قبول الآخر.. وأردف: نرفض الفوضى ونرفض إثارة النعرات أو الاستفزاز.. مضيفاً: نحن عامل مساعد في حفظ الأمن, لكن الدور الرئيسي يقع على الدولة.
من جهته قال مدير المديرية نائف البكري: منذ بداية عملنا في مديرية المنصورة ونحن نتواصل، ولدينا محاضر اجتماعات مع أكثر من 450 شخصية اجتماعية في المنصورة, ومن المفرح اليوم أن نرى الشخصيات الاجتماعية ورجال الدين, والمجلس الأهلي وهم يشاركون في صنع الحلول وقد بدأت الآليات العسكرية تنسحب من مديرية المنصورة ونشكر كل من عمل على تهدئة الأمور والعمل على إنجاح هذا الاتفاق وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ومحافظ المحافظة , وما نطمح إليه هو أن نرى المنصورة تعيش في أمن واستقرار وبما يخدم حياة المواطن، فلدينا مشاريع عاجلة بمبلغ 100 مليون ريال.
وحول لجان التعويضات قال البكيري: سيجري تشكيل اللجان من المختصين في المجالات المتعددة ومن المحاميين.. والقضاة فيما يخص الأعمال الدامية التي شهدتها المديرية , والأمر الأجمل هو أن هذه المبادرة جاءت لحقن دماء أبناء المنصورة وتسعى لنهضة أبناء المديرية .
من ناحيته أوضح محافظ المحافظة أن المبادرة التي تقدم بها علماء ودعاة المنصورة وكذا الشخصيات الاجتماعية قد تم قبولها والعمل على تطبيقها بالتنسيق معهم ومع الجهات ذات العلاقة , وقد بدأت القوات الأمنية تنسحب من فرزة الرويشان (الساحة ) بشرط أن تبقى للعمل السلمي فقط وأن أي نشاط مسلح فيها سيؤدي إلى انتكاسة.
وأضاف: نحن قبلنا كل شيء من أجل أبناء عدن ومواطنيها, لا نريد الفوضى، نريد الاستقرار وان يتمكن المواطن من الوصول للخدمات, وتعود الحياة إلى وضعها الطبيعي ويتفرغ الجميع للمشاريع الخدمية والتنموية.
واختتم: كل شباب عدن سواءً في المنصورة أو المعلا أو صيرة أو غيرها من المديريات، جميعهم أبناؤنا والمواطنون أهلنا نسعى للحفاظ عليهم، فكل قطرة دم تراق سواءً للمواطنين أو الجنود تحزننا جميعاً، لذا نتمنى أن يستشعر الناس حجم المسؤولية ويتعاونوا لخدمة محافظتهم.
وتتلخص المبادرة التي تقدم بها العلماء في النقاط التالية :
أولاً: تقوم السلطة بسحب جميع المدرعات والمصفحات والأطقم العسكرية من شوارع وأحياء المدينة وإعادتها إلى مواقع تمركزها خارج المدينة.
ثانياً: يظل الشارع العام مفتوحاً ولا يجوز التعرض له بالقطع أو الاعتداء .
ثالثاً: تظل الساحة مفتوحة للشباب لممارسة نشاطهم السياسي السلمي وإقامة الفعاليات السلمية.
رابعاً: عدم ملاحقة النشطاء السياسيين وإطلاق سراح جميع المعتقلين إلا من ثبت عليه قضية جنائية فيحال للقضاء الشرعي ..
خامساً: تباشر الجهات الخدمية والبلدية أعمالها بإعادة الخدمات ونظافة المدينة بتعاون الشباب والمجتمع الأهلي في المنصورة.
سادساً: تشكيل لجان حكومية وأهلية مشتركة لحصر الأضرار وتعويض أسر الشهداء والجرحى وأصحاب الممتلكات الذين تضرروا من جراء الأحداث, والكشف عن المسؤولين عن ارتكاب جرائم القتل ونهب الممتلكات وإحالتهم للمحاكمة العادلة.
سابعاً: تشكيل لجنة أهلية لمراقبة الالتزام ببنود هذه المبادرة، تتكون من رئاسة المجلس الأهلي بالمنصورة وممثلين عن علماء وخطباء المنصورة وأعضاء مجلس النواب والمجلس المحلي بالمنصورة .
|