عبدالله السنمي;
اهلا دكتور عبيد ،
ومداخلتك المفزعة هذه انما تحمل إشارات في غاية الخطورة
وتبرز كيف ان الثورات يمكن ان تختطف في لحظة من الزمن بطريقة اللعب السياسي وخفة الحركة في الوقت الضيق وفي المكان الضيق .
المثال المطروح عن الثورة الليبية ، في غاية الأهمية وربما كان
هذا الافتراض الذي تفضلت به مستمدا من تجربة الثورة اليمنية وواقعها المأساوي الذي تعيشه اليوم بين أنها ثورة ولكنها أضحت مغيبة كسيحة ومنهارة
وذلك بفعل الفهلوة والحركة السياسية التي بادرت بها قوى الاحزاب ومن حالفهم
في عقد اتفاقات مع النظام كمخارج لتجنيب الشعب اليمني - كما يقولوا - ويلات
الحروب والدمار ، وبهذا فقد تحولت الثورة من تغيير نظام مستبد الى اتفاقية تقاسم للسلطة ولا غير ذلك . هذه هي الصورة الشاخصة اليوم في صنعاء .
المفزع في مداخلتك والتي شممت رائحته هو تلك الاشارة المبطنة عن احتمال
اسقاط مثل هذه التجارب الانتهازية على ثورة الشعب الجنوبي وبسهولة فائقة
ووممارسة خفة اليد على الشارع الجنوبي وثورته في اتجاه مشاريع أشبه
بما آلت اليه الثورة اليمنية .
والواقع في الجنوب ان الحراك الشعبي الواسع هو حامل القضية وهدفها السامي بالتحرير والاستقلال التام لدولة الجنوب ، ولكن قضية استنبات الكيانات
الجانبية وتحت مسميات وتوجهات وعناوين في ظاهرها العقلانية والنضوج ولكن
هي لغرض تحييد خط الاستقلال والتحرير ، ومن منطلق أن كل كيان هو جزء من مكون الشعب الجنوبي له كل الحقوق والواجبات في المشاركة في
قضية الجنوب الوطنية .
ولك التحية .
================================================== ===
صديقي السنمي .. لك مني أطيب تحية
أولاً ، أنا لست متشائم ، أو متخوف من أن قيضتنا في التحرير قد تتعرض لأي عثرة في طريقها إلى التحقيق الكامل للهدف الثوري إطلاقاً .. فالهدف قريب جداً ولا محالة من انتصار الثورة ! ، بالرغم من محاولات أعداء الثورة التي نحن بصدد الحديث عنها في نقاشنا هذا .
ومن المعروف أن ثورة الشباب اليمنية كانت موجهة لإسقاط الرئيس " صالح " ، وكانت أيضا استحقاق ومزاج سياسي ، لكن القوى القبلية العسكرية المذهبية قد خططت تجييرها للتحايل على ثورة التحرير الجنوبية ، حتى كاد بعض الجنوببيين أن يصدقوا أنه باسقاط صالح ستحل القضية الجنوبية .. هذه الحقيقة الأولى .
الحقيقة الثانية ، أنه لا شبه بين ثورة الجنوب وبقية ثورات "الربيع العربي" .. فثورتنا أشبه بالثورة الفلسطينية ؛ والمحتل يشبه الاحتلال الاسرائيلي .
الحقيقة الثالثة ، أن أي ثورة سلمية تسعى إلى الخلاص النهائي من سلطة محتلة أو نظام مستبد لا بد أن تجد نفسها أمام عدو يدفعها إلى استخدام القوة ، وهذا ما حصل في ليبيا على سبيل المثال .
الحقيقة الرابعة ، أن الثورة الجنوبية الأولى والثانية متشابهتان .
الحقيقة الخامسة ، أن اليمن وجدت في الجنوب بكل أشكال وأصناف وألوان الغزو والاحتلال ، منها العسكري والثقافي والفكري وغير ذلك .. وهذا هو الخطر الحقيقي !! .
ولكم مني جل الإحترام والتقدير