بعيد انسحاب المتطرفين من آخر معاقلهم من دون قتال
مقتل قائد الحرب على «القاعدة» جنوب اليمن بتفجير انتحاري نفّذه صومالي في عدن

صورة أرشيفية للواء سالم قطن (ا ف ب) ارسال |
حفظ |
طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
0 0
|
صنعاء من طاهر حيدر |
تلقت السلطات اليمنية الجديدة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، ضربة موجعة بمقتل قائد المنطقة الجنوبية الذي قاد بنجاح الحرب على «القاعدة» في تفجير انتحاري في عدن، بالتزامن مع انسحاب المتطرفين من آخر معاقلهم في الجنوب.
وقتل قائد المنطقة الجنوبية في الجيش اللواء الركن سالم علي قطن في هجوم انتحاري نسب الى «القاعدة» قرب منزله في حي المنصورة في كبرى مدن الجنوب، حسبما اعلن موقع وزارة الدفاع ومصدر طبي.
وذكر الموقع ان «صوماليا مفخخا فجر نفسه في موكب سيارات قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اثناء مروره في حي ريمي الذي يقطن فيه ما اسفر عن استشهاده واثنين من مرافقيه». وأشار المصدر إلى أن الانتحاري «اقدم على رمي نفسه على سيارة».
وتأتي هذه العملية بعد ان حقق الجيش بقيادة قطن انتصارات كبيرة على «القاعدة» في الجنوب اذ دفع مسلحيها الى الانسحاب من جميع معاقلهم في محافظتي ابين وشبوة.
وقاد قطن شخصيا الحرب ودخل بنفسه الى المدن التي حررها الجيش من «القاعدة» خصوصا زنجبار عاصمة ابين ومدينة جعار المجاورة.
في المقابل، أفاد مصدر طبي هو قريب لقطن ان «شخصا نزل من سيارته وقدم للواء قطن ورقة في حي المنصورة في عدن، ثم صافحه وانفجر».
وكان الرئيس هادي عيّن قطن مطلع مارس قائدا للمنطقة الجنوبية من اجل قيادة الحرب على «القاعدة».
ويأتي اغتياله فيما تعهدت «القاعدة» بمواصلة عملياتها رغم انسحابها من معاقلها الجنوبية.
وقال العميد علي منصور، الذي كان من اقرب المقربين لقطن ومرافقا دائما له ان «هذه العملية الانتحارية تحمل بصمات القاعدة». واضاف «ان مقتله خسارة كبيرة لليمن ولجهود مكافحة تنظيم القاعدة».
وذكر ان القطن «احدث في غضون ثلاثة اشهر فقط نقلة نوعية في مكافحة الارهاب والحاق الاضرار بالقاعدة وتطهير ابين وشبوة».
ووصف الرئيس عبد ربه منصور هادي، امس، مقتل اللواء قطن بـ»العمل الإجرامي».
وقال خلال لقائه قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى جيمس ماتيس على رأس وفد، إن «الحادث الإرهابي والفعل الإجرامي الذي أودى بحياة الشهيد البطل قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن سالم قطن أمر مدان بشدة».
وجدد هادي عزم اليمن على مواصلة «الحرب مع تنظيم القاعدة الإرهابي»، مؤكداً أنها «ستستمد قوة أكبر من أجل الدماء الطاهرة والشهداء الأبرار الذين سقطوا وكان آخرهم اليوم هو اللواء سالم قطن».
من جهة أخرى، أفاد مصدر يمني رسمي إن زيارة الوفد الأميركي برئاسة ماتيس، الذي وصل امس، الى صنعاء، تأتي ضمن دعم الولايات المتحدة لسير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014.
بدوره، عبّر رئيس الوفد الأميركي عن «التعازي الحارة» لمقتل طقن، مؤكداً إستمرار الدعم والمساندة الإقتصادية والسياسية لليمن من أجل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن الرقم 2014.
ويأتي مقتل قطن متزامنا مع انسحاب تنظيم «القاعدة» من آخر معاقلهم في جنوب اليمن.
فقد انسحب عناصر التنظيم الارهابي من دون قتال من معقلهم العلني الاخير في الجنوب وهو مدينة عزان في محافظة شبوة، حسبما افاد مصدر قبلي.
وقال يسلم باجنوب، وهو مسؤول محلي وعضو في لجنة وساطة دفعت باتجاه هذا الانسحاب ان «عناصر القاعدة سلموا مساء (اول من) امس لجنة الوساطة القبلية مدينة عزان بالكامل، واللجنة الان تمسك بزمام الامور» في المدينة.
وعزان مدينة في محافظة شبوة الصحراوية اعلن فيها التنظيم الارهابي «امارة» ويعتقد ان المئات من مسلحي «القاعدة» الفارين من محافظة ابين المجاورة التي حررها الجيش، لجأوا اليها.
وانسحب مسلحو «القاعدة» ايضا من بلدة الحوطة التي كانت معقلا صغيرا آخر لهم في شبوة.
وبذلك يكون تنظيم «القاعدة» انسحب من جميع معاقله الرئيسية في جنوب فيما تفيد مصادر قبلية بان معظم مسلحي التنظيم الارهابي لجأوا الى ملاذات آمنة في الجبال والمناطق المعزولة التي يحظون فيها بتغطية قبلية.