الجيش اليمني يلاحق فلول "القاعدة" في شبوة ونزوح من عزان آخر تحديث:الأحد ,17/06/2012
صنعاء - أبوبكر عبدالله:
بعد ساعات من تحرير مدينة شقرة الساحلية في محافظة أبين من سيطرة مسلحي أنصار الشريعة الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة، بدأ الجيش اليمني تحركات لنقل مسرح عملياته ضد القاعدة إلى محافظة شبوة المجاورة، حيث شوهدت قوات عسكرية مدججة بالسلاح الثقيل تتجه نحو مدينة عزان المعقل الجبلي الذي قالت صنعاء إن العشرات من المسلحين لجأوا إليه هرباً من نيران الجيش وبينهم أمير التنظيم في أبين جلال بلعيد (أبو حمزة الزنجباري) الذي يعتقد أنه لجأ إلى قبيلته المراقشة طالباً الحماية .
وتحدثت مصادر محلية، أمس، عن جهود وساطة لإقناع مسلحي القاعدة المتحصنين في مناطق متفرقة بمدينة عزان بشبوة على مغادرة المدينة حقناً للدماء، وأشارت إلى أن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وصل أمس إلى مدينة رضوم بمحافظة شبوة للإشراف على عمليات الجيش في عزان .
وقال وجهاء ل “الخليج” إن جهود الوساطة تستهدف تجنيب المدينة أية عملية عسكرية من شأنها أن تلحق أضراراً بالمدنيين؛ فيما أكد مسؤول محلي أن قيادة الجيش قررت إنشاء منطقة عسكرية في هذه المحافظة لتنفيذ عمليات ومهمات عاجلة ضد مسلحي التنظيم الأصولي والحد من مساعيهم السيطرة على مدن وإعلانها إمارات إسلامية .
وقياساً بالهدوء الذي اكتنف أمس جبهات القتال بمحافظة أبين أكد عسكريون أن عملية الجيش مرشحة للتوسع إلى محافظة شبوة المجاورة بعد تحريك صنعاء قوة عسكرية معززة بالسلاح الثقيل نحو مدينة عزان وسلسلة الغارات التي نفذتها مقاتلات سلاح الجو اليمني على تحصينات وأهداف متحركة للقاعدة في هذه المدينة والتي شهدت كذلك مواجهات متقطعة بين قوات الجيش ومسلحي التنظيم أدت إلى مقتل 23 مسلحاً ونحو أربعة جنود إلى جانب جرح آخرين من الجانبين .
وأكد عسكريون ل “الخليج” أن بين قتلى التنظيم الأصولي 17 مسلحاً قضوا في مواجهات اندلعت ليل الجمعة/ السبت بالقرب من ميناء بلحاف لتصدير الغاز وقال عسكريون إن المواجهات حصلت بعدما هاجم مسلحو التنظيم على ميناء تصدير الغاز المسال في مسعى للسيطرة عليه وتفجيره قبل أن تصدهم قوات الجيش المكلفة بحماية هذا المشروع الحيوي .
وشوهدت قوات عسكرية تتجه من محافظة حضرموت باتجاه محافظة شبوة لدعم قوات الجيش التي بدأت الانتشار في محيط عزان .
وأكدت المصادر أن الغارات التي شنتها مقاتلات يمنية على معاقل المسلحين في شبوة أسفرت عن مقتل ثمانية مسلحين وإصابة آخرين، وأشارت إلى أن الغارات استهدفت ضرب أهداف متحركة وثابتة للتنظيم في منطقتي عزان والحوطة وخصوصاً في جبلي سقاة وبن عتش .
وأكد وجهاء ل “الخليج” أن تعزيزات عسكرية وصلت المنطقة وبدأت التحضير لعملية عسكرية تستهدف تصفية أوكار التنظيم في هذه المدينة والمناطق المجاورة ومطاردة الإرهابيين الفارين من محافظة أبين، وأشاروا إلى أن قيادة الجيش نشرت أمس قوات مدججة بالسلاح الثقيل في مناطق المحفد وعزان لتعقب المسلحين الفارين من محافظة أبين، ما دعا وجهاء القبائل ومسؤولين محليين إلى تحريك جهود وساطة تستهدف إقناع مسلحي التنظيم بالخروج من مدينة عزان وتسليمها للجان الشعبية لتجنيب المنطقة ويلات العمليات العسكرية .
وأكد الوجهاء أن الغارات الجوية والمواجهات المتقطعة بين الجيش ومسلحي القاعدة خلال اليومين الماضيين أشاعت الذعر في أوساط المدنيين بمدينة عزان الذين بدأوا النزوح عن البلدة إلى مناطق آمنة .
وتعهدت اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة التصدي لخطر القاعدة وعدم السماح بمحاولتهم تحويل محافظة شبوة إلى معقل بديل للتنظيم بعد دحرهم من محافظة أبين .
وكانت وزارة الدفاع أعلنت أمس حصيلة نهائية لقتلى التنظيم الأصولي الذين قضوا في عملية اقتحام الجيش لمدينة شقرة وتحدثت عن مقتل 62 مسلحاً أكثرهم أجانب إلى إصابة العشرات بجروح، مشيرة إلى أن المواجهات أدت كذلك إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة آخرين .
ونتيجة الهدوء الذي خيم على جبهات القتال في محافظة أبين أمس بدأت حشود المدنيين النازحين بالعودة إلى مساكنهم آتين من محافظة عدن، ما دعا محافظ أبين جمال العاقل إلى توجيه نداء إلى المواطنين بالتريث إلى حين استكمال قوات الجيش تطهير بعض المناطق الخطرة من حقوق الألغام والمتفجرات، خصوصاً بعد وقوع ضحايا من المدنيين نتيجة الألغام والقذائف التي خلفها مسلحو القاعدة في بعض مناطق المواجهات .
وأشاعت انتصارات الجيش في محافظة أبين مظاهر ارتياح لدى الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي والحكومة والانتقالية التي باشرت حملة لجمع التبرعات لإعادة إعمار مدن محافظة أبين ومساعدة النازحين على العودة إلى منازلهم، وأمر الرئيس هادي منح قوات الجيش في محافظات أبين ولحج والبيضاء وسام الشجاعة لقاء ما سطرته من مآثر بطولية في دحر تنظيم القاعدة من محافظة أبين .