[قال بن زين]

برعاية حكومة جلالة الملكة البريطانية انسحاب السلطان الكثيري وغياب السلطان القعيطي من مشاورات ملف الجنوب بالقاهرة «تغطية شاملة» 6/12/2012 المكلا اليوم / القاهرة: خاص
السلطان الكثيري لـ«المكلا اليوم»: انسحابي من المشاورات احتجاجاً لعدم أعطاء حضرموت مساحة في النقاش
معارض جنوبي لـ«المكلا اليوم»: ستكون المرجعية لشعب الجنوب لتقرير مصيره في حالة عدم التوصل إلى أتفاق مع الطرف الشمالي
الاتفاق على عقد لقاء قادم للحكومة البريطانية في عدن
قالت مصادر مطلعة من لقاء القاهرة اليوم الذي عقد في مبنى السفارة البريطانية بمصر وجمع زعماء جنوبيين وسلاطين وأمراء المحميات الجنوبية والغربية وعدد من الصحفيين بما فيهم صحيفة الأيام، وعدد من الأكاديميين بأن خلاف قد نشب أثر اعتراض السلطان عبدالله بن محسن بن حسين الكثيري أحد سلاطين الدولة الكثيرية الذي أدرج في مجموعة السلاطين التي ضمت ايضا (السلطان العبدلى والشريف الهبيلى والسلطان العولقى والشيخ عبدالعزيز المفلحى ) الى جانب مجموعة الرابطة (عبدالرحمن الجفرى ومحسن بن فريد وعلوى الجفرى والدكتور محمد عسكر والدكتور احمد زين ) ومجموعة ابناء عدن (عبدالله الاصنج وتمام باشراحيل ولطفى شطاره وشكيب الحبيشى) .


وقال السلطان الكثيري في اتصال هاتفي لـ«المكلا اليوم»: "بأنني أنسحبت من اللقاء الذي لم يعطي لحضرموت مساحة في النقاش، وقد قدمت مشروع عن حضرموت لسفراء جلالة الملكة في القاهرة وصنعاء وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوربي بالإضافة إلى سفراء ألمانيا، وأسبانيا، وفلندا عن حضرموت الثروة، والسكان، والمساحة، ومن الصعوبة بمكان هضم حقوق حضرموت في هذا المؤتمر وقد قررت الانسحاب من اللقاء وسأصدر بياناً حول موقفي من المشاورات ".
وكان اللقاء الذي بدأ ظهر اليوم بحضور مجموعة الـ14 قد وزع المشاركين إلى 3 مجموعات منها مجموعة السلاطين والأمراء ،ومجموعة الرابطة ،ومجموعة ابناء عدن، و لم يحضر السلطان غالب القعيطي وكذلك السلطان الواحدي، والسلطان بن عفرير سلطان سقطرى والمهرة في تلك المشاورات .
وعلم «المكلا اليوم» بأن السلطان عبدالله بن محسن الكثيري قد رفض التوقيع على البيان لاعتراضه عدم تضمنه للمشروع الذي قدمه في اللقاء عن "حضرموت المتحدة"، ومن المقرر أن يتم اللقاء القادم للحكومة البريطانية لزعماء جنوبيين والسلاطين في عدن الا انه لم يحدد موعد انعقاده بعد .
وقد تغيب عن اللقاء الرئيسان على ناصر محمد، وحيدر العطاس لإرتباطهما باجتماعات سياسية أخرى الا ان مصادر سياسية قالت للمكلا اليوم بعد انتهاء الاجتماع " ربما يتم اللقاء بهما فى وقت لاحق من المشاورات كمجموعة مستقلة تسمى مجموعة الرؤساء" وقد حضر من السلاطين والأمراء والأشراف علي بن أحمد العبدلي، وحيدر الهبيلي، وعوض العولقي وآخرون.
وقد شهد اللقاء دخول أطراف في مشادات كلامية بين السلطان الكثيري، والشيخ عبدالعزيز المفلحي فى مجموعة السلاطين الذي أعترض على السلطان الكثيري، وقال بأنه لا يمثل السلطنة الكثيرية وكذلك لا يحمل تفويضاً في تمثيل حضرموت فى المشاورات ، فيما ردَّ السلطان الكثيري على المفلحي "هل تريد السلطان غالب القعيطي يمثل حضرموت؟" وكما أعترض الشريف حيدر الهبيلي من أشراف بيحان على قراءة السلطان الكثيري مذكرة عصبة القوى الحضرمية في اللقاء.
وقالت مصادر مقربة من المشاورات لـ«المكلا اليوم» بأن حكومة جلالة الملكة سألت عن مشاركة الجنوبيين في الحوار الوطني ولمحوا عن ظهور أصوات جنوبية مؤيدة للوحدة في أشارة إلى حكومة الوفاق بأنها ستأتي بممثلين للجنوب في الحوار.
وقال معارضون مشاركون في اللقاء "بأنهم يحترمون أرائهم"، إلاًّ أنهم أكدوا للسفراء "بأنهم ممثلين عن المؤتمر والإصلاح ولا يمثلون الأغلبية في الجنوب، ولن يكون لهم صوت مسموع وبالتالي فأن رأيهم لن يسهم في حل القضية الجنوبية".
واضافوا " بأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 لا يتعلق بالحوار، ونحن نطالب بضمانات من الدول الراعية، ولا بد من الإجابة على عدد من الأسئلة قبل المشاركة في أي حوار، ومنها، تحديد أطرف الحوار، وموضوعه، وماآلته، والسقف الزمني المحدد له، وضمانات تنفيذ مخرجاته، وتحديد المرجعية في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع الطرف "الشمالي".
وقال معارض سياسي جنوبى بارز مشارك فى مشاورات اليوم رفض ذكر أسمه لـ«المكلا اليوم»: "أن شعب الجنوب سيكون المرجعية، وبالتالي سيتم استفتاءه حول تقرير مصيره في حالة عدم التوصل إلى أتفاق".
وكان السلطان الكثيري قد قدَّم مذكرة باللغتين العربية والإنجليزية من المجلس التأسيسي لعصبة القوى الحضرمية في لقاء القاهرة أستلم «المكلا اليوم» نسخة منها جاء فيها ما يلي:
إلى سعادة السيد / سفير المملكة المتحدة وشمال ايرلندا بالقاهرة المحترم
تحية طيبة وبعد..
فإنّ عصبة القوى الحضرمية وهي ائتلاف حضرمي يضم مجموعة من التنظيمات والمكونات السياسية والشبابية والاجتماعية الحضرمية تُهدي إليكم خالصة التحية والتقدير على الجهود الطيبة التي تقومون بها لصالح سكان الجمهورية اليمنية وقد علمنا مؤخراً بأنّ السفارة البريطانية بالقاهرة سترعى لقاء يضم بعض القيادات الجنوبية من أجل الاطلاع على المشكلات التي يعاني منها "الجنوب" ومن ثَـمﱠ المساهمة في حلها.
وعليه فإننا نود إحاطتكم علماً بالأمور التالية:
أولاً: عصبة القوى الحضرمية وهي تعبر عن مكونات وقطاعات في شعب حضرموت والذي يعد حالياً من سكان الجمهورية اليمنية ترفض أنْ تقوم القيادات الجنوبية بتمثيل شعب حضرموت ولابد من إشراك قياداتٍ حضرميةٍ معروفٍ بانتمائها لحضرموت فقط، أي إنّـها غير مرتبطة بالولاءِ للجنوب أو لليمن، وبصرف النظر عن كون حضرموت قد خضعت لسيطرة الجنوبيين من عام 1967 إلى عام 1990م ثم خضعت لليمنيين من عام 1990م إلى اليوم.
ثانياً: إنّ عصبة القوى الحضرمية وكما أشرنا سابقاً ما هي إلا ائتلافاً حضرمياً يضم مجموعة من المكونات السياسية والشبابية والاجتماعية، وهي وإنْ كانت تمثل قطاعات مهمة من شعب حضرموت إلا أنـه من الضروري إشراك قطاعات حضرمية أُخرى.
ثالثاً: إنﱠ صوت حضرموت وشعبها لابد أنْ يُسمع لديكم، لأنّــكم لا تسعون لظلم احد وإنّـما تهدفون إلى الإنصاف والعدل، ولذلك من العدل والإنصاف أنْ تستمعوا للصوت الحضرمي المستقل الذي يرفض تبعيته لكل من صنعاء أو عدن.
رابعاً: إنﱠ تاريخ القضية الحضرمية قد ولدَ منذ عام 1967م وأنتم بلا شك تُدركون وتَعلمون عن كل الملابسات والتداخلات التي تمت في هذا الصدد وكيف أنﱠ حضرموت أصبحت جزءاً مما سُمي بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في الثلاثين من نوفمبر من عام 1967م "30 نوفمبر 1967م"، ودون إرادة حرة من شعبها أو استفتاء شعبي بذلك، وحيث أُرغم شعب حضرموت مع أرضه على أنْ يكون جزءاً من دولة لا ينتمي إليها لا في هويته ولا في مقومات حضارته ولا في تاريخيه الاجتماعي والسياسي.
خامساً: إنﱠ لدينا وربما لديكم من المعلومات الموثقة والإثباتات الـمُبيّنة بأنّ شعب حضرموت في غالبيته - إنْ لم يكون في مجموعه - يريد حلاً عادلاً ومنصفاً لوضعه الذي يعاني منه منذ عام 1967 وإلى اليوم وأنْ تَعتَمِدوا هذا الحل العادل للقضية الحضرمية على الخطوات التالية:
1- الاستماع إلى ما يطرحه أبناء حضرموت من خلال من يمثلهم تمثيلاً صادقاً وأميناً وشفافاً وليس من خلال من يُـجبرهم على أن يكون جزءاً من الجنوب أو جزءاً من اليمن.
2- تبني القضية الحضرمية وفي اُطُرِها القانونية والشرعية ووفق المواثيق والمعاهدات والاتفاقات الدولية كمثياق حقوق الإنسان الصادر في الأمم المتحدة عام 1948م، وكذلك بموجب كل المواثيق الدولية التي تسمح للشعوب بالتعبير الحر والمباشر عن ما تريده من أنظمة الحكم.
3- إشعار السلطات الحاكمة في الجمهورية اليمنية وبصورة رسمية بأنّ شعب حضرموت ينبغي له أن يُعبر عن مطالبه المشروعة في استرداد حقوقه بالوسائل السلمية الخالية من العنف والإرهاب.
4- الإستجابة لهذه المطالب المشروعة طالما وأنّـها تتفق مع الشرعية الدولية.
5- دعم كل إتجاه سلمي يطالب بهذه الحقوق المشروعة لشعب حضرموت دون إكراه أو تعسف أو تعدّي على حقوق الآخرين إنْ كانت للآخرين حقوق في حضرموت.
سادساً: إن تجاهل حقوق شعب حضرموت وتهميش مطالبهم وإقصاء ممثليهم سيفتح جميع الخيارات أمام شعب حضرموت لانتزاع حقوقهم وتحقيق مطالبهم وستكون حينها جميع الوسائل مشروعة خصوصاً أنكم تدركون أكثر من غيركم أن حضرموت الأرض والإنسان مستقلة تماماً عن شمال اليمن وجنوبه سياسياً واقتصادياً وإدارياً ومن جميع النواحي وأن الأمة الحضرمية كانت في 9 من يناير عام 1968م على موعد إعلان استقلالها كدولة عربية تحظى بكامل السيادة على أراضيها.
وقد صدر عن المشاركين الجنوبيين في مشاورات القاهرة بلاغ صحفي - أستلم «المكلا اليوم» نسخة منه - جاء فيه ما يلي:
"نشكر سعادة سفير المملكة المتحدة الداعي للقاء الذي حضرة أيضاً مندوب السفارة الروسية في القاهرة ونائب سفير الاتحاد الأوروبي في صنعاء والمستشار السياسي في السفارة البريطانية في صنعاء.
لقد كانت اللقاءات التي جمعتنا بالراعين للاجتماع تهدف لطرح مجموعة من الأفكار التي تصب في أطار توحيد الصف الجنوبي لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة.
وقدم الجنوبيون المشاركون عدداً من الأفكار التي يأملون أن توصل إلى عقد لقاء جنوبي - جنوبي شامل في عدن برعاية الداعين للاجتماع لمحاولة توحيد جهود الجنوبيين من أجل قضيتهم".