2012-06-05, 09:41 AM
|
#3
|
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2010-01-27
المشاركات: 288
|
فتوى الديلمي.. القصة الكاملة (الجزء الثاني)
بقلم/ مرعي حميد*
31-03-2012
فتوى الديلمي.. القصة الكاملة
(الجزء الثاني)
بقلم/ مرعي حميد*
لم يكن لفتوى في اليمن من صدى ودوي كما كان لفتوى الدكتور عبدالوهاب الديلمي خلال حرب صيف 1994م،وفي ذات الوقت لم تتعرض فتوى للزيادة إليها و التزييف بشأنها و تقويل صاحبها ما لم يقله ،مثلها وذلك بهدف نشر وتغذية الحقد في نفوس المنحدرين من جنوب الوطن اليمني ضد إخوانهم المنحدرين من شمال الوطن لأن المؤامرة على اليمن الواحد مستمرة من قبل فلول الانفصاليين...
خامساً: الاستغلال الرخيص للفتوى:
تم استخدام (الفتوى) واستغلالها بعد تزييف حقيقتها و باستمرار وتواصل لايكاد يتوقف حتى يعود من جديد للتشويه ولإثارة الكراهية ضد الوحدة وضد الاخوة في شمال الوطن و ضد التجمع اليمني للاصلاح وضد تنظيم الاخوان المسلمين وضد الدكتور الديلمي وذلك منذ صدورها وحتى الآن وهذه نماذج من ذلك الاستغلال الرخيص:
1 ـ في بيان (مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية) الانفصالي الصادر بتاريخ 3/7/1994م ونشرته صحيفة حضرموت العدد 23صفحة 3عدد الاثنين 25محرم 1415هـ الموافق 4/7/1994م جاء ما يلي((القوى الضلالية التي تقدم فتاوى لا صلة لها بروح الاسلام الحنيف)) ثم يحمل البيان ((مسؤلية هذه الحرب وكامل السلوكيات الاإنسانية الناجمة عنها مجموعة بذاتها مضت في الغي والضلال واستخدمت كل أدوات الدمار المادية والمعنوية وتمادت ،....،وسمحت بتعميم الخطاب الأسود في فتاوي لا صلة لها بديننا الحنيف إذ يبيحون فيها دماء و أموال و أعراض مواطني اليمن الديمقراطية )) وذكر البيان اسم الدكتور عبدالوهاب الديلمي وأورد اسمه مرة ثانية ضمن المسؤلين عن التخطيط للحرب وتفجيرها برقم (16) ،الصحيفة لم تنس في ترويستها وهي تختصر خبر صدور البيان أن تكتب ((مشيراً إلى الفتاوى التي لا صلة لها بديننا الحنيف،والتي أباحت دماء و أموال و أعراض مواطني اليمن الديمقراطية)).
2 ـ حديث للشيخ علي بن علي شكري (عضو الجمعية الوطنية في اليمن الديمقراطية) ـ الانفصالية ـ نشرته صحيفة صوت العمال بعنوان عريض(( أسرة بيت الأحمر والزنداني والديلمي ينحدرون من أصل إيراني)) الصفحة الثانية العدد1165السنة الخامسة والعشرون الصادر يوم السبت 16 محرم 1415هـ الموافق 25 يونيو 1994م قال فيه عن الشيخ الديلمي : (( المدعو عبدالوهاب الديلمي،أصله إيراني عجمي أيضاً،وهم أمثال أولئك الذين قال عنهم رسول الله صلعم [هكذا في الصحيفة] (إنهم اليائسون من رحمة الله). إن هؤلاء لا يمثلون اليمنيين،وإنما يمثلون إيران))...ويضيف(( ولاتهم الشعب فتوى الغريب..لأن الشاعر قال،كيف يرجى الخير من وجه الغراب؟!)) ويقول (( أما فتواكم فهي خارجة عن الشريعة والأعراف و الأخلاق والله سبحانه وتعالى قال :بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) ...))و قال في حديثه لصوت العمال ((والشعب اليمني موحد تاريخياً ،ولكنه لا يمكن أن يكون مع بيت الأحمر الفرس))انتهى النقل ...واليوم تتحدث وسائل الإعلام عن إرتماء علي سالم البيض في أحضان (الفرس) إيران !!!
3 ـ مقال بعنوان (( هذه وحدة يصعب ان يدافع عنها)) للشيوعي المعتّق الدكتور رفعت السعيد أمين عام حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي (في مصر) الذي ساوق الافتراء وذهب يسوقه وما كان ينبغي لمثله إلا أن يفعل ذلك ،كتب في مقاله الذي نشرته صحيفة صوت العمال أعلى الصفحة الأخيرة من العدد ذاته [1165]السبت 16 محرم 1415هـ الموافق 25 يونيو 1994م ،كتب ((فيما شيخ متأسلم شرير يصدر فتوى باستحلال أموال وأعراض ودماء الجنوبيين الكفار))ـ هكذا نصاً وبدون أي علامة ترقيم لكلمة(الكفار) وهو ما كان يستلزمه النقل المزعوم، ويكرر فيقول ليبني حكم على دعوى باطلة ((البعض في اليمن يصمم على أن اليمن واحد ثم يأمر باستحلال دماء وأموال وأعراض قسم من هذا الواحد)) ويضيف مباشرة متسائلاً عن (( الجندي الساذج))عى حد زعمه وتعبيره ((كم من الوقت سيحتاجه كي ينسى الفتوى المتأسلمة التي قالت له:ان الجنوبيين كفار،وان أموالهم ودمائهم وأعراضهم مستباحة ؟))...ويتضح محاولة الشيوعي (صديق الشيوعيين) الطرق باسم الفتوى ليشوه صاحبها والتيار المنتمي إليه (الإخوان المسلمين)الذي يبدو أن رفعت السعيد قد عاهد الشيطان أن يناصبهم العداء إلى أن يموت سواء كانوا إخوان مصر أو إخوان اليمن أو إخوان الدنيا بأسرها...
4 ـ مقال للدكتور عمر عبدالعزيز بعنوان (أحاديث عن حرب المتاهة (4)) بصحيفة حضرموت الصفحة الأخيرة من العدد أعلاه الإثنين 4/7/1994م ورد ما يلي: (( تقدموا بفتاوى التكفير الجماعي لسكان اليمن الديمقراطية و أباحوا دماء أطفالهم ونسائهم كما أباحوا كل ممتلكاتهم)) ..كم ينجرف الكاتب خلف الوهم والعاطفة و بث السموم ..
5 ـ مقال لعبدالقادر سعيد بصعر بذات العدد من صحيفة حضرموت [كان يرأس تحريرها المرحوم فؤاد محمد بامطرف ونائبه الأستاذ العزيز سعيد صالح بامكريد ومدير التحرير الأستاذ علي عبدالله الكثيري ]الصفحة الثانية تحت عنوان(أين أنتم من تعاليم الإسلام السّمحة)ورد: ((وأغرب ما حدث أن أطلق أحد علماء السلطة والجاه الفتوى الغريبة الفتوى التي ما أنزل الله بها من سلطان وهو شيء الصيت عبدالوهاب الديلمي الذي أفتى ظلماً وبهتاناً بجواز اباحة دم الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء جمهورية اليمن الديمقراطية )) ثم يقول (( إننا في الوقت الذي نشيد بالجهد الذي يبذله الأستاذ الفاضل مصطفى عبدالرحمن العطاس وزير الأوقاف و الارشاد ،.....،نطالب ونشدد على أن يكون لبعض الهيئات العلمية والإسلامية رأي حول هذه الفتوى الظالمة وبالتحديد الجامع الأزهر الشريف،...،إضافة إلى رابطة الدول الإسلامية ،وكل الهيئات الإسلامية في العالم ،والعلماء الأجلاء والمصلحين يجب أن يعبر عن رؤية الشرع ـ خطاء طباعي ـ وتعاليم ديننا الإسلامي من هذه الفتوى)) وذهب الكاتب ليقول إن الفتوى ليست غريبة مستعرضا(نماذج) للتكفير ((فقد أفتى زعيم الجهاد في مصر عمر عبدالرحمن بتكفير عدد من الأدباء والمفكرين من رموز مشعل الثقافة فقد سبق أن أفتى بتكفير عبقري الرواية العربية نجيب محفوظ وأحل دمه ))
6 ـ في مقابلة مع عبدالجبار سعد ،الذي لا يخفي كراهيته المتأصلة للتجمع اليمني للإصلاح ولقياداته، أجرتها معه مجلة معين الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة والنشر العدد196 الصادر بتاريخ 31 أغسطس1996م ضمن ملف (الإسلاميون والسلطة)قال متحدثاً عن الإصلاح ((لقد كان ثمن وصوله ـ إلى السلطة ـ فتوى الديلمي التي صاغها له السيد(ارثر هيوز) ـ سفير أمريكا حينها في صنعاء ـ وبموجبها علمنا أن هناك مسلمين عدا غير اليهود في اليمن.وبموجبها كوفئ أصحاب الفتوى بالسلطة..وبوصولهم وضعوا عائقاً كبيرا أمام تبلور ملامح الحكم الإسلامي.ونسأل الله لنا ولكل مؤمن العون لدك هذا العائق المخزي..وتدمير فتنة الفتوى وأصحابها )) وأضاف ((وهل هناك لغة للحوار غير فتوى الديلمي الكافرة....))
7 ـ مقال للكاتب علي هيثم الغريب بصحيفة الأيام العدد 3805 4مارس2003م بعنوان((إلى الأخ اليدومي:هذه فتوى الديلمي،فما هو ردك؟)) صفحة رقم 5 والتتمة للمقال صفحة 6،ولو كانت نية الغريب إثبات ذلك للأستاذ محمد اليدومي أمين عام الإصلاح حينها لذهب بالفتوى له شخصياً ولكنها نية التشويه المستمر للإصلاح وللوحدة وللشيخ الديلمي شخصياً . في مقاله أشار الغريب إلى(( الاعتذار لأبناء محافظات الجنوب عن فتوى الأخ الديلمي)) وهو يطلب الاعتذار من الإصلاح ،وقال علي الغريب زوراً في مقاله النص التالي وهو يتحدث عن الفتوى التي لم ينشر نصها في مقاله ليكتفى فقط باقتطاع فقرات منها في السياق الذي يخدمه ((وقال عن السكان الآمنين،الساكنين في المحافظات الجنوبية والشرقية: (( هم الذين نفذوا لهم كل ما أرادوه،ما كان لهم من قدرة على أن يحققوا شيئاً مما أرادوه،وقد أجاز أهل العلم قتل المتمترس بهم في الحرب)) ولك أن تعود أخي القارئ إلى نص الفتوى أعلاه وتقارن لتعرف حجم الكذب والافتأت ،وحتى لا تتعب إليك مايلي: ضمير (هم) في الفتوى يعود إلى ((مَن يناصرهم ويعاونهم و يتجند في صفوفهم ويقاتل معهم)) أي يناصر الاشتراكيين و يقاتل معهم وليس ((السكان الآمنين،الساكنين في المحافظات الجنوبية والشرقية)) كما يزعم الغريب في محاولة منه لتعميم وغرس الكراهية عبر صحيفة الأيام واسعة الانتشار والتي كانت ترحب جداً بهكذا أصوات بأكل أسف،ثم يضيف الغريب كذباً جديداً ((وقد طالب الدكتور الديلمي بشرعية قتل السكان الآمنين بل وشدد على ذلك )) ثم قال عن الفتوى((نحن لن نرد على هذه الفتوى التي كانت مجرد ستار لحزب الإصلاح ـ لاحظ محاولة تشويه الإصلاح وموقفه هنا ـ من أجل تقاسم الكعكة )) ليواصل هذيانه عن الإصلاح بعدها.... ثم يقول وبكل صراحة كاذبة (( لأن الشريك(حزب الإصلاح) قد كفّر سكان هذه المحافظات)) وفي ذات الفقرة يسأل الغريب أعضاء الإصلاح(( إذاً لماذا كفرتم السكان الآمنين فيه؟! هل لأنكم نجحتم بين ((الكفار))؟!)) يقصد سكان الجنوب ...ثم يختم مقاله بقوله((ونقولها بصدق ـ لاحظ هنا بصدق ـ إن فتوى الديلمي قد أفرغت عقيدة حزب الإصلاح من محتواها الحقيقي)).
وبهذا الزعم من الغريب يغدو كل إصلاحيي الشمال كما الجنوب بلا عقيدة ...فعقيدة بلا مضمون ليست عقيدة...وبمعنى آخر أراد أن يقول أنّ الإصلاحيين بلاعقيدة و بمنطق علي هيثم الغريب بلا عقيدة يعني ملاحدة فالكافر قد تكون له عقيدة كفرية في صنم أو وثن لكن من لاعقيدة له هو الملحد،هكذا يذهب ويزعم الفيلسوف صاحب عقيدة الصدق الصراح والمصداقية البالغة علي هيثم الغريب ، حاول أن يحفر للاصلاح حفرة بتفلسفه فوقع فيها....ببساطة لو كان الكاتب الغريب صادق في عنوانه للمقال و في قصده الذي صرح به منه لنشر نص الفتوى ولكنه يدرك أنها لا تتضمن ما تم تحميلها إياه من قبل وما يريد هو أن يؤكده .وهذا غاية التدليس والكذب .ولو نشر نصها لكانت عرت كل الأقاويل التي قيلت عنها منذ صدورها.
8 ـ عنون موقع حشد نت المؤتمري ونشر تحت عنوان :
((علماء ومفكرون إسلاميون يردون على فتوى قتل أبناء الجنوب من قبل وزير العدل السابق الدكتور عبدالوهاب الديلمي القيادي الإخواني))
نقلا عن شبكة اليمن الإخبارية بالفايس بوك : تنفرد بوثيقة فتوى قتل أبناء الجنوب من قبل وزير العدل السابق
ونشر صورة من صفحة نشرة الحقيقة المذكورة أعلاه
9 ـ نشرت النص يمن برس بعنوان ((صورة نادرة لفتوى عبد الوهاب الديلمي عن الحزب الإشتراكي في سنة 1994 وردود العلماء)) فعلق أول الأشخاص باسم صالح باعمرين وعنون (الحقيقة واللف والدوران) : مهما تلفوا وتدوروا وتحاولوا تغيروا الموضوع هي حقيقة واضحة وضوح الشمس الديلمي أفتى بإباحة دم أبناء الجنوب وحتى لو حلف مليون يمين في تسجيل لفتواه التي بثت من إذاعة وتلفزيون شمال اليمن )) في دلالة على الاختلاق في التسجيل الصوتي المنسوب زورا للشيخ
10 ـ جاء في موقع السفير برس،والقائمين عليه يزعمون كما يزعم غيرهم،أن الدكتور الديلمي قد أنكر ما قاله ،في محاولة للنيل من الشيخ عبدالوهاب الديلمي وكأنه قد قال بدعاً من القول و زوراً،جاء في الموقع هذا النص::
– عبدالوهاب الديلمي بإصدار فتوى في عام 94 م ضد من يحمل السلاح من الحزب الاشتراكي , لكنه نفى أن يكون قد أفتي بقتل النساء والأطفال .((اعترف القيادي في جماعة الإخوان المسلمين – حزب الإصلاح
وجاء إعتراف الديلمي بعد أن كان في وقت سابق قد نفي أي صلة له بفتوى 94 الشهيرة .
وكان الديلمي قد نفى في خطبة ألقاها في إحدى جمع الستين إصداره لفتوى عام 94 تبيح دماء وأموال وممتلكات اليمنيين الجنوبيين في حرب صيف 94، وتحدى متهميه بإثبات فتواه أو وجود إي دليل يثبت صحة إدعاءهم.))
سادساً :تزييف (الوثيقة) الفاضح :
في 1/6/ 1995م نشرت نشرة الوثيقة الصادرة عن فلول الانفصاليين المقيمين في مصر الفتوى ونشرت إلى جانبها أقوال مزورة،مُختلقة على السنة علماء و دعاة من مصر ينددون فيهاـ بزعمها ـ بالفتوى وهم : الدكتور محمد سيد طنطاوي مفتي مصر حينها،الشيخ محمد الغزالي،الدكتور عبد الصبور شاهين،الدكتور محمد سليم العوا ..و يروج البعض في هذه المرحلة ما زعمت النشرة لهم من أقوال ويصدقها البعض ،بل وينشرون تلك الأقوال،معذورين غالباً لعدم إطلاعهم على حقيقة ما أقدمت عليه تلك النشرة .
سابعاً : انفضاح (الوثيقة):
في نوفمبر 1995م قام الدكتور عبدالوهاب الديلمي بزيارة إلى مصر و فوجئ بهذا النشر و استغرب أن ينطلي كذب الانفصاليين على أمثال هؤلاء العلماء،فأخذ صورة للنشرة وذهب إلى كل واحد منهم ـ يضيف الأستاذ محمد الرويشان في مقاله بصحيفة الصحوة عدد 15 رجب 1416هـ الموافق 7 ديسمبر 1995م بعنوان(( فضيحة إعلامية جديدة للانفصاليين تزوير أحاديث لعلماء مصريين بشأن فتوى الديلمي)) ـــ وكانت المفاجأة أن هؤلاء العلماء والدعاة لم يدلوا بأي تصريح للنشرة الانفصالية؛ بل وأثبتوا تزكيتهم للدكتور الديلمي و تأييدهم للفتوى وإدانتهم للإنفصاليين. وقد نشرت صحيفة الصحوة في عددها ذاك التعليقات التي كتبها هؤلاء العلماء بخطهم و توقيعهم ،وهذه أقوالهم بالنص :
الشيخ محمد الغزالي:
لم أقرأ فتوى الشيخ الديلمي إلا عندما أطلعني عليها،وبداهة لم يصدر مني رد عليها و لا أنا ممن ينصرون ((الشيوعية)) على الإسلام. كيف أرتد عن ديني الذي وقفت على نصرته حياتي؟ذلك،وما أعلمه عن الشيخ عبدالوهاب الديلمي ـ منذ كنا في مكة ـ أنه من الأبرار الثقات ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن)) محمد الغزالي 20/11/1995م
مفتي مصر محمد طنطاوي :
و أنا شخصياً أؤيد ما قاله فضيلة الشيخ : محمد الغزالي في هذا الشأن و أرى أن فضيلة الدكتور: عبدالوهاب الديلمي،بعيد كل البعد عن أن يُفتي بشيء حرمه الله تعالى،ونسأل الله لنا جميعاً الهداية . محمد طنطاوي مفتي الديار المصرية 22/11/1995م
الدكتور محمد سليم العوا :
أطلعني فضيلة الأخ الكريم د.عبدالوهاب الديلمي على كلام منشور في صحيفة تسمى((الوثيقة)) بتاريخ 1/6/1995م،زعم ـ ناشر هذا الكلام ـ أنني اطلعت على فتوى لسماحة الأخ الشيخ الدكتور:عبدالوهاب الديلمي،عن الحرب التي كانت دائرة في اليمن الشقيق،وأنني عقبت عليها بأنها أفقدت الثقة برجال الدين،و المصداقية لأهل الحكم. و أنني وصفت الفتوى بأن خطورتها تأتي من كونها تُحلّل ما حرمه الله،و تُشرّع ما لا يُشرِّعه الإسلام.
و حقيقة الأمر أنني لم أطلع أصلاً على الفتوى المنسوبة إلى فضيلة الدكتور:عبدالوهاب الديلمي،ولم أعلق لأحد عليها،و لم أقابل أحداً ممن يعملون لحساب صحيفة((الوثيقة)) المذكورة أصلاً،و لم أدلي بأي حديث عن هذا الموضوع نهائياً،وكل ما هو منشور منسوباً إلي،و إثم من فعل ذلك على نفسه،و حسابه على الله.وحقيقة الأمر أن القتال في الإسلام مشروع لأغراض من أهمها تثبيت الدين،و رد الباغين،وعدوان المعتدين،و لعلمائنا تفصيلات كثيرة في قتال أهل القبلة،وفي قتال المرتدين،وفي قتال الكافرين الخارجين على الملة،وفي قتال أهل دار الحرب،عندما تقع دواعي كل نوع من هذه الأنواع،وتتجمع أسبابه وموجباته.و المفتون الذين يسمع إلى أقوالهم في مثل هذه الأحوال هم أهل الإستمساك بالكتاب والسنة،البرءاء من البدع و الفتن،والعصبيات القبلية و الشخصية والحزبية و الإقليمية،و هم الذين إذا أفتوا اعتمدوا على نصوص الكتاب والسنة و إجماع الأمة.أما أهل الأهواء و أصحاب المصالح،وبائعوا الدين من أجل الدنيا فإنهم لا يعتمد لهم على قول،و لا يسمع منهم رأي،و لا يتبع لهم سبيل.
والذي نعرفه عن أخينا سماحة الشيخ الدكتور:عبدالوهاب الديلمي،و لا نُزكيه على الله تعالى،أنه من أهل الحق والعلم والعمل الصالح،وأنه ممن يجهرون بكلمة الحق لوجه الله تعالى.هذا علمنا عنه،وماتواترت به أخباره إلينا من مواقفه وأعماله.
ونسأل الله أن يُجزي الصادقين بصدقهم،وأن يُجازي المفسدين بقدر ما يستحقون. والله ولي التوفيق. د.محمد سليم العوّا23/11/1995م.
http://www.al-manaber.com/WritingDet...0-5c76bd811cae
|
|
|