عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-05, 09:40 AM   #2
خط الوسط
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-27
المشاركات: 288
افتراضي

فتوى الديلمي.. القصة الكاملة (الجزء الأول)
بقلم /مرعي حميد
24-03-2012





فتوى الديلمي.. القصة الكاملة

(الجزء الأول)

بقلم /مرعي حميد

لم يكن لفتوى في اليمن من صدى ودوي كما كان لفتوى الدكتور عبدالوهاب الديلمي خلال حرب صيف 1994م،وفي ذات الوقت لم تتعرض فتوى للزيادة إليها و التزييف بشأنها و تقويل صاحبها ما لم يقله ،مثلها وذلك بهدف نشر وتغذية الحقد في نفوس المنحدرين من جنوب الوطن اليمني ضد إخوانهم المنحدرين من شمال الوطن لأن المؤامرة على اليمن الواحد مستمرة من قبل فلول الانفصاليين...



وان بصيغ مختلفة و بظروف مختلفة، غذاها و هيأ تربتها فجور و ظلم نظام الحكم الاستبدادي الذي رسخه المتشدق بكل فضيلة زعيم عصابة الارتزاق والاستبداد علي عبدالله صالح الذي خلعه الشعب اليمني مؤخرا عبر ثورته الشبابية الشعبية السلمية المجيدة المتصاعدة الألق حتى تحقق كامل أهدافها، و يذكرني استخدام هذه الفتوى بفقرة تحريضية في أصلها كانت تقدمها إذاعة الكويت عقب نشرة أخبار الواحدة ظهراً التي كانت لي نافذة و وجبة سياسية يومية ضرورية مع البرنامج السياسي التحليلي الجميل الذي يأتي بعدها نستمع فيه لعايد المناع و معصومة المبارك وغيرهم من المحللين السياسيين، تلك الفقرة كانت مستمرة يومياً منذ تحرير دولة الكويت من الاحتلال الصدامي وحتى الغزو الأمريكي الغربي للعراق وكانت تلك الفقرة تحمل عنوان (أسرانا في الذاكرة) حيث يختار القائمون عليها احد الكويتيين (الأسرى) لدى نظام صدام حسين حينها للحديث عنها بما يُجيّش المشاعر ضد العراق حتى تبقى النفوس الكويتية تواقة للانتقام وحينما دخلت القوات الأمريكية بغداد في ابريل 2003م لم تجد أولئك (الأسرى) لأنهم أصلاً قد قتلوا ومعلوم قتلهم لدى السلطات الكويتية ولكنه التحريض كما اعتقد، وكما هو كذلك حال الحملة التحريضية المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات ضد إيران تهيئة للمشاعر (السُنية) اللازمة لشن أي هجوم عليها، ولكن جاء الموقف الإيراني المُخزي تجاه الثورة السورية لينجز ما لم وما لن تنجزه تلك الحملة التحريضية.

بوسائل عديدة بدأ وتواصل ويستمر نشر وتغذية الكراهية لأبناء المحافظات الشمالية وللنيل من سمعة التجمع اليمني للإصلاح الذي كان له دور في الحفاظ على الوحدة والدفاع عنها في حرب 1994م ومن تلك الوسائل تلك الفتوى التي كانت خلال الحرب، كثير من الكلام قيل ولا زال يُقال عن الفتوى، ولما رأيت الحديث عن الفتوى وبطريقة غير صحيحة، ولما وجدت من إخفاء لحقيقة هذه الفتوى حتى على بعض المناصرين للثورة السلمية، وللوقوف على أمر هذه الفتوى الشهيرة وبالتفصيل التام، كان هذا البحث بياناً للحقيقة لمن يبحث عنها. وسيدور هذا المقال تحت العناوين الجانبية العشرة التالية: أصل الحكاية، الديلمي يتحدث عن (الفتوى)، التلفيق البيّن، اقتباس من كتب الفقه الإسلامي، الاستغلال الرخيص للفتوى، تزييف نشرة(الوثيقة) الفاضح،انفضاح (الوثيقة)، أهل الإنصاف يتحدثون، الحزب الاشتراكي يتخلى عن (الاشتراكية العلمية)، من هو الدكتور الديلمي .

أولاً: أصل الحكاية

حديث للشيخ الدكتور عبدالوهاب بن لطف الديلمي أذاعته إذاعة صنعاء في 6 يونيو من عام 1994م بحسب ما يذكر الكاتب علي هيثم الغريب في مقال له بصحيفة الأيام عدد 3805 الصادر بتاريخ 4 مارس 2003م وأشار إلى أنّ (الفتوى) نُشرت في صحيفة الشورى العدد 160 الصادرة يوم 8 يناير 1995. ونشرته صحيفة صوت الإيمان. ما هو نص (الفتوى)؟.

هناك نصين للفتوى منشورين بينهما فرق يسير:

الأول: ضمّن الأستاذ ناصر يحيى ـ الرئيس الأسبق لتحرير صحيفة الصحوة ـ نص الفتوى في مقال له بعنوان (فتوى الدكتور عبدالوهاب الديلمي ...الانفصاليون ما يزالون يدافعون عن مؤامرتهم؟) نشرته صحيفة الصحوة العدد 451 الصادر يوم الاثنين 14 شعبان 1415هـ الموافق 15 يناير 1995م .

قال الأستاذ ناصر يحيى في مستهل النص أنّ (حديث الدكتور الديلمي) جاء (في سياق تفنيد الشبهات التي روجها البعض حول جواز القتال ضد قيادات الحزب الاشتراكي .... بحجة أنّ الاشتراكي مسلمون) وهذا نص حديث الدكتور الديلمي لإذاعة صنعاء:

(وقد يكون مدخل التشكيك إلى عدم شرعية القتال هو إن الذين يقاتلون مع المرتدين مسلمون فكيف نقاتل مسلمين؟ فقد يكون القاتل والمقتول في النار! والجواب على هذا أن يُقال إن الحزب الاشتراكي هم عبارة عن عدد محصور وهم أصحاب القرار فلو كانوا في الساحة وحدهم ولم يكن معهم مَن يناصرهم ويعاونهم و يتجند في صفوفهم ويقاتل معهم،ما كان لهم من قدرة على أن يفعلوا شيئاً مما فعلوه، فالذين وقفوا إلى جانبهم وجندوا أنفسهم لخدمتهم و طاعتهم ومتابعتهم هم الأدوات التي بها دمروا وفرضوا الإلحاد واستحلوا المحرمات وسفكوا الدماء، و لولاء هؤلاء الناس الذين تسمونهم بالمسلمين ( بحسب ما جاء في نص التساؤل) والذين نفذوا لهم كل ما أرادوه ما كان لهم من قدرة على أن يحققوا شيئاً مما أرادوه.. وقد أجاز أهل العلم قتل المتمترس بهم في الحرب وهم المسلمون الذين يجعلهم العدو في المقدمة ليمنع جيش المسلمين من قتالهم وبالتالي لا يستطيع مقاتلة العدو الذي جعل نفسه من وراء هؤلاء المغلوبين على أمرهم من الأسرى والمستضعفين..

وهذا سيؤدي إلى انتصار العدو وغلبته على المسلمين.. من أجل ذلك أجاز أهل العلم قتل هؤلاء المسلمين لأنه لا يمكن مقاتلة العدو إلا بقتل المتمترس بهم، ولأن عدم قتل هؤلاء المسلمين يترتب عليه مفسدة أعظم من مفسدة قتلهم وهي غلبة الكفر وأهله على أهل الإسلام، وحينئذ سيحدث العدو في المسلمين من القتل والدمار والتشريد والتخريب والإفساد أعظم بكثير من مجرد قتل أولئك المتمترس بهم).

الثاني: النص الذي نشرته نشرة الوثيقة:

وهو منشور،مثلاً،على الموسوعة الحرة ويكيبيديا، وهو كما يلي): إننا نعلم جميعاً أن الحزب أو البغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة, ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طيال خمسة وعشرين عاماً، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة ولم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات, هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فاخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريد هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل وهنا لابد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر:

أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض.

إذا ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح.

هذا أولا، الأمر الثاني: الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضا )
والفرق بين النص الأصلي والنص المتداول بشكل رئيسي:

1ـ إضافة هذا النص كلمات ومعنى: هذا أولا، الأمر الثاني: الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً.

2- إضافة هذا النص معنى وكلمات:

فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح.

3- تمتين لصياغة الفتوى التي جاءت حديث إذاعي.

4- استخدام مفردات لم ترد في النص الأول:

شوكة الكفر ، منافق.

ثانياً : التلفيق البيّن:

من يقرأ الفتوى لا يجد (تكفير) لا لعامة أهل الجنوب ولا للمقاتلين مع الحزب الاشتراكي بل ولا حتى عموم أعضاء الحزب الاشتراكي، ولا يجد إباحة لـ (دماء الجنوبيين) ولا أموالهم ولا أعراضهم، كما ادعى ويدعي البعض كما ستأتي نماذج لذلك، بل اعتبر أنّ قتل الأبرياء منهم مفسدة لا تجوز إلا إذا كانت ضرورية لدفع مفسدة أعظم.

ويتضح كذلك أنّ الفتوى صدرت تماماً في منتصف مدة الحرب، وليست في مبتدأها فلم يكن اعتماد الحرب عليها ولم تكن مستندة إليها وهي في غير حاجة إليها بكل حال، ومعلوم أنّ حرب صيف 1994م استمرت من الخامس من مايو5/5 إلى السابع من يوليو 7/7..وبعبارة أخرى من خمسة خمسة إلى سبعة سبعة.. وحين صدرت الفتوى يوم 6 /6 كانت قوات الشرعية الدستورية قد استعادت قاعدة العند وبلغت منطقة كدمة أم شعيبي ومدينة الوهط ومدينة صبر (تبعد حوالي خمسة كيلومتر عن الحوطة عاصمة محافظة لحج) على جبهة عدن، واستعادت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوه واجتازت مدينة ميفع حجر على محور شبوة حضرموت كما جاء في كتاب ألف ساعة حرب للدكتور عقيد عبدالولي الشميري.

ثالثاً: الدكتور الديلمي يتحدث عن (الفتوى)

1 ـ تحدث الدكتور الديلمي للأستاذ نصر طه مصطفى خلال حرب 1994م، ونشر ذلك الأستاذ نصر طه في مقال له بصحيفة الصحوة بعنوان (قراءة في دوافع الحملة المشبوهة ضد الدكتور الديلمي) على حلقتين، والنص الآتي منشور في العدد 453 من (الصحوة) الصادر بتاريخ 22 شعبان 1415هـ الموافق 23/1/1995م، قال الدكتور الديلمي: (لقد سُئلتُ عن جواز مقاتلة الجنود الذي يقاتلون في صف الاشتراكيين الانفصاليين خصوصاً أنهم مسلمون، فأجبتُ بأنه إذا كان العلماء الأوائل المجتهدون قد أجازوا قتل المسلمين الذين يتترس بهم العدو درءاً لمفسدة أعظم فإن قتال هؤلاء الجنود الذين يرفعون السلاح في وجه الدولة والشرعية والوحدة هو أولى وأوجب).

2ـ كتب الدكتور الديلمي مقالاً بعنوان (حقيقة فتوى الديلمي وإثارة الفتنة) خاص لموقع مأرب برس ونشره الموقع يوم الخميس 13/ديسمبر/ 2007 م، ولا يزال منشوراً على الموقع حتى اليوم 20 مارس 2012م، وهذا بعض مما جاء فيه:

(هناك نفوسٌ طُبعت على حبِّ إثارة الفتنة والوقيعة, ويُقلقها استقرار الأمة, وانتشار المحبة والأمن وروح الأُخوة, فلا يهدأ لها بال إلا إذا رأت النار تشعل هنا وهناك, فهي مليئة بالحقد والكراهية والبغضاء على الشعوب, ولعلها عانت أو تعاني من أزمات حادّة مرت بها, لذلك فهي تحمل روح الانتقام على كل شيء حسن وجميل.

ومن هؤلاء الذين يتخذون الكذب وإلصاق التهم والافتراءات والأباطيل بالأبرياء, ويوغلون في الكذب, بل ويكررونه حتى يطبعوا كذبهم في أذهان الناس, بكثرة الطَّرق والإمعان في محاولة جعل الأوهام حقائق, خاصةً إذا لزم الطرفُ الآخرُ البريء والمستهدف الصمت ولم يجار هؤلاء المفترين فيتصدَّى لهم بالرد كلما نعقوا, وما أصدق قول الله عز وجل: (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) "النساء: 112". في أمثال هؤلاء.

وهؤلاء لم يعد عندهم شعور ولا حِسّ بخطورة الكذب, وآثاره على صاحبه في الدنيا والآخرة, وما يورثه الكذب من فتن على مستوى الأفراد والجماعات والمجتمعات, ولو كان عندهم من الإيمان ما يردعهم ويزجرهم عن اقتراف هذا الإثم العظيم ما أقدموا عليه دون مبالاة ولا اكتراث..

»وهذا كله ينطبق على الذين يفترون الكذب عليَّ بأني أفتيت باستحلال دماء وأموال أبناء المحافظات الجنوبية, في حرب 1994م وهم في كل تقوّلاتهم لم يستندوا إلى أي دليل يثبتون به دعواهم, سوى الشائعات المغرضة التي تناقلتها الألسن, والأقلام الأفَّاكة, وهم إلى هذه الساعة لا يملكون أي دليل على ذلك.

وقد كان بعض العقلاء الذين يسمعون هذه الإدِّعاءات يأتون إليَّ فيسألونني عن مدى صحَّة ذلك, فأجيب عليهم بالنفي, وأقول لهم ولغيرهم, إنَّ الله تعالى أرشد المسلمين عند سماعهم مثل هذه الأقاويل, بالتثبت, وعدم التسرع في التصديق قبل معرفة الحقيقة, يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات: 6.

والقاعدة تقول: الأصل في المتهم البراءة حتى تثبت إدانته, وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه قال: إذا جاءك أحد الخصمين وقد قلعت عينه فلا تصدقه, فلعل خصمه قد قلعت عيناه.
غير أن مشكلة كثير من الناس لا يتورعون في تصديق الإشاعات..

وبالرغم من أنه قد سبق تكذيب هذه الإشاعات المغرضة, عبر عدد من وسائل الإعلام, إلَّا أن الإصرار على إدانة البريء ما يزال يحمل أصحابه على السير في نفس الخط, وهذا دليل على ما أولعت به هذه النفوس من الزور والبهتان.

وكان هؤلاء المرجفون قد صمتوا فترة عن ترديد هذا الاختلاق غير أنهم اليوم عادوا من جديد عندما رأوا الظروف مواتيه لإشعال فتيل الفتنة, لتعبئة النفوس, وإقناع أبناء المحافظات الجنوبية أن هذه الفتوى المزعومة إحدى ظواهر الظلم الذي يمارسه أبناء المحافظات الشمالية, وهذا كله من الكيد الذي يراد به توسعة دائرة الخصومات, وتعبئة القلوب بالبغضاء والشحناء, دون إدراك للعواقب الوخيمة, التي تورثها مثل هذه التوجّهات.

والأصل في المسلم أن يسعى لجمع الشمل, ورأب الصدع, وغرس المحبة في النفوس, مع القيام بالنصح بالطرق المشروعة, والوقوف إلى جانب المظلوم وردع الظالم, حتى تستقيم الحياة, مع مراعاة العدل والإنصاف في التعامل مع الجميع, الأمر الذي لا يحلو لدعاة الفتنة)
3 ـ وتحدث مرة ثالثة، بحسب متابعتي، في وقت انشغالي بإعداد هذا البحث، لقناة سهيل مساء الأحد 11 مارس 2012م برنامج في ظلال الشريعة، وسجلت نص حديثه وهو يرد فيه خصوصاً على التسجيل الصوتي على اليوتيوب المعنون بـ( لكل من يُنكر فتوى الديلمي في تكفير الجنوبيين) من إنتاج وإخراج (صوت الجنوب 2006)، و ورد في التسجيل نص الفتوى كما نشرتها نشرة الوثيقة، قال الدكتور الديلمي لقناة سُهيل الفضائية:

((ليس هناك فتوى أساساً، هي عبارة عن كلام في الإذاعة وأنا قلت كلاماً لا يمت بصلة إلى ما يقوله بعض أبناء الجنوب وأنا أبرئ معظم أبناء الجنوب، إنني استحليت الدماء والأعراض هذا افتراء افتراء افتراء ...أقول دائماً الله تعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا) اليوم اسمح لي أن أقول التكنولوجيا الحديثة يستطيعوا من خلالها أن يُدبلجوا الكلام، يدخلوا كلام على كلام، يدخلوا الحق في الباطل وربما يدخلوا صوت مُشابه لصوت مُشابه فيفترون على الناس ،هم الآن لماذا يرفعون هذه الشعارات،لماذا ينشرون هذه الفتوى، هناك انفصاليون يريدوا أن يعودوا بالمحافظات الجنوبية إلى حكم الاشتراكيين القديم الذي الاشتراكيين اليوم قد رفضوه،قد تركوه..)) وأضاف( أعوذ بالله أن أفتي بحلة دماء أي مسلم أو مسلمة، هذا كله افتراء وقد قلتها صراحة في أكثر من مناسبة)
4 ـ وفي مؤتمر السلفيين الاثنين 12 مارس 2012م نفى في كلمة له إصداره أي فتوى خلال حرب صيف 94 (تستبيح دماء الجنوبيين)، وقال بأنّ هذه كذبة لا أساس لها من الصحة، متهما بعض الاشتراكيين بالترويج لمثل هذه الأكاذيب.

رابعاً: اقباس من كتب الفقه الإسلامي:

1ـ جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية تحت بند(كيفية قتال البغاة)(وَيَقُول ابْنُ قُدَامَةَ : أَمَّا غَنِيمَةُ أَمْوَالِهِمْ وَسَبْيُ ذُرِّيَّتِهِمْ فَلاَ نَعْلَمُ فِي تَحْرِيمِهِ بَيْنَ أَهْل الْعِلْمِ خِلاَفًا ؛ لأَِنَّهُمْ مَعْصُومُونَ ، وَإِنَّمَا أُبِيحَ مِنْ دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ مَا حَصَل مِنْ ضَرُورَةِ دَفْعِهِمْ وَقِتَالِهِمْ ، وَمَا عَدَاهُ يَبْقَى عَلَى أَصْل التَّحْرِيمِ).

2 ـ جاء في فقه السنة : (أما إذا كان القتال لأجل الدنيا، وللحصول على الرئاسة ومنازعة أولي الأمر، فهذا الخروج يعتبر محاربة ويكون للمحاربين حكم آخر يخالف حكم الباغين، وهذا الحكم هو الذي ذكره الله في قوله: “ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم - إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم “ (1).فهؤلاء المحاربون جزاؤهم القتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف، أو الحبس والنفي من الأرض: حسب رأي الحاكم فيهم وجرائمهم التي ارتكبوها، ومن قتل منهم فهو في النار، ومن قتل من مقاتليهم فهو شهيد).

* كاتب وباحث من حضرموت



في العدد القادم: الاستغلال الرخيص للفتوى- تزييف نشرة(الوثيقة) الفاضح - انفضاح (الوثيقة) - أهل الإنصاف يتحدثون، الحزب الاشتراكي يتخلى عن (الاشتراكية العلمية)، من هو الدكتور الديلمي .

http://www.al-manaber.com/WritingDet...5-abeefd90a65d
خط الوسط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس