بيان شرعي من الشيخ حسين بن
شعيب فيما يخص(الوحدة
المزعومة)ومكانتهامن الشرع
-1اﻻستدﻻل بقوله تعالى
واعتصموا بحبل الله جميعا
وﻻتفرقوا(ال عمران (103)على
شرعية الوحدة استدﻻل في غير
محله وهو من التﻼعب بنصوص
القران الكريم ﻻن )حبل الله(
فسره العلماء بعهد الله ،لقوله
تعالى )ضربت عليهم الذلة أينما
ثقفوا إﻻ بحبل من الله(ال عمران
( 112)اي :بعهد من الله.
ومن العلماء من فسر)حبل
الله(بالقران لحديث أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ))_كتاب الله هو
حبل الله الممدود من السماء إلى
اﻷرض(رواه الطبري.وروى ابن
مردويه عن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم )أن هذا القران هو حبل الله
المتين وهو النور المبين وهو
الشفاء النافع،عصمة لمن تمسك
به ونجاة لمن اتبعه
والذين يستدلون بهذه اﻻيه ليعطوا
الشرعية للوحدة اليمنية يقولون
أن وجه استدﻻلهم هو قوله تعالى
(وﻻ تفرقوا ( وﻻ حجة لهم في ذلك
ﻷن الله سبحانه وتعالى حين قال
)وﻻ تفرقوا(خاطب اﻷمة اﻹسﻼمية
كلها فأمرهم بالجماعة ونهاهم
عن التفرقة وقد قيل في معنى
الجماعة أقوال منها أن الجماعة
هي السواداﻷعظم من المسلمين
وقال قوم المراد بالجماعة
الصحابة دون من بعدهم ومنهم
من قال أن المراد بالجماعة أهل
العلم والفقه في الدين وقال اﻹمام
الطبري كما ذكر عنه الحافظ ابن
حجر في فتح الباري
)13/37(والصواب أن المراد في
الخبر بلزوم الجماعة الذين في
طاعة من اجتمعوا على تأميره
فمن نكث عن بيعته خرج عن
الجماعة.وقول اﻷمام الطبري هو
في لزوم طاعة ولي أمر المسلمين
الذي ينطبق عليه شرط الوﻻية
العامة وهو الذي يسمى في
الشرع )أمام المسلمين(أو )أمير
المؤمنين ( وهذا الشرط غير
متوفر في أي حاكم من حكام
المسلمين يتعدد دويﻼت اﻷمة
اﻹسﻼمية فلذلك ﻻ حجة في
اﻻستدﻻل باﻵية على شرعية هذه
الوحدة اليمنية.
أما القول بأن الشمال والجنوب
واحدمنذ القدم فهذا يكذبه التاريخ
ﻷنه من المعروف أن الموقع
الجغرافي الذي عرف باليمن
واصطلح عليه لم يكن واحدا منذ
القدم وما قبل اﻹسﻼم وما بعده
فقدشهدت هذه المنطقة عددا من
الدول والممالك مثلت كل واحدة
منهاكيانا حضاريا مستقﻼ ومن
هذه الدول التي عرفت قبل الميﻼد
دولة معين في الجوف في الفترة
من 650 -1400) ق.م (ودولة
حضرموت كانت في عام
1020)ق.م ( وذهب بعض
المؤرخين إلى أن دولة حضرموت
كانت من عدن إلى ظفار عمان وقد
سكن بﻼد حضرموت شعب عاد
في الفترة من 1000_2000)ق
م (وهو شعب سامي وكانوا قبائل
متعددة أرسل الله إليهم نبيه هودا
عليه السﻼم وهو منهم ،ويقول د/
جواد علي عن حضرموت ))إنها
ظهرت قبل الميﻼد ومازال اسما
حيا يطلق على مساحة واسعة من
اﻷرض..ثم ذكر سبب تسمية تلك
اﻷرض بحضرموت فذكر أن من
علماء العرب من أرجع التسمية
إلى أن حضرموت هو اسم ابن
قحطان أو ابن يقطن أو ابن يقطان
وبه سميت اﻷرض(ارجع إلى كتاب
المفصل في تاريخ العرب قبل
اﻹسﻼم ج2صـــــــ109 للدكتور
جواد علي وقامت أيضا في تلك
الفترة من 50 -850)ق.م(دولة
قتبان وقد كانت ممتدة في منطقة
الجنوب الغربي عند باب المندب
إلى بيحان في الشرق الجنوبي
وكانت عاصمتها)تمنع(ثم انتقلت
إلى )حريب(في وادي
بيحان ،وللمعلومية فان ملك قتبان
كان قد توسع في عهد)يدع أب
ذبيان(فضم مملكة اوسان وقتبان
ومراد حتى بلغ حدود سبأ وتعبيرا
عن فتوحاته هذه في شمال
وجنوب قتبان استعمل جملة
)أيمنن وأشأمن(اي )الجنوبيين
والشماليين( وهو لقب يعبر عن
هذا التوسع الذي تم على يديه كما
ذكره د/ جواد علي في كتابة
المفصل ج2/ص .191ويقول
اﻷستاذ محمد يحى الحداد في كتاب
)التاريخ العام لليمن ًصــ(172
واستعمال )يمنا (بمعنى جنوب
)وشاما(بمعنى شمال مايزال في
اليمن اليوم..((
ومن هذه الدويﻼت التي قامت في
جنوب الجزيرة العربية دولة سبأ
حيث قامت في الفترة مابين -950)
ق.م (شمال غربي دولة معين
ويذهب بعض المؤرخين إلى أن
السبئبين إنما هم أصﻼً من العربية
الشمالية وانهم كانوا يعيشون في
مايعرف عند اﻷشوريون )أريي(و
)عربي( وفي القرن الثامن قبل
الميﻼد هاجرو إلى اليمن حيث
استقروا في )صرواح( و
)مأرب(ومن هذه الدويﻼت كذلك
دولة أوسان التي قامت في جنوب
دولة قتبان وامتدت حتى الجزء
الجنوبي من البحر اﻷحمر وكان
ميناء عدن تابعاً لها.
إلى جانب تلك الدول والشعوب
التي كونت حضارات قامت إمارات
ومشيخات قبلية صغيرة في ذلك
العهد منها إمارة )الجبانييين(في
الجنوب الشرقي أو الغربي من
قتبان بين قتبان وسبأ وامارة
سمعي في حاشد وإمارة )اربعن(
ولظالة المعلومات عن هذه
المشيخات لم يكتب المؤرخون
عنهم كثيرا ثم شهدت بعد ذلك
دويﻼت أخرى منها دولة ذو ريدان
في حوالي عام 115ق.م 270-م(
)وذو ريدان (هولقب للزعماء في
حمير والريدانيون الحميريون هم
جمهرة قبائل يسكنون الهضبة التي
عرفت بـ )ريدان( والممتدة في
جنوب )وادي بيحان( الى منطقة
الساحل وكانوا يحكمون هذه
المنطقة حكماً محليا مستقﻼً
وظهرت بعد ذلك في عهد الملك
الحميري )شمر يهرعش( دولة
يمنية والتي أضافها الى دولة سبأ
وذي ريدان وحضرموت ويعلل
محمد عبد القادر بافقيه في كتابه
)تاريخ اليمن القديم صـ(140-133
الى ان سبب اضافة كلمة )يمنت(
في اسم الدولة بقولة أما يمنت
فهي كلمة صادفتنا في النقوش من
قبل مقرونة بكلمة )شامت(وقد
كانت تعني )الجنوب ( على اﻹطﻼق
فيما كانت اﻷخرى تعني )الشمال(
ويؤكد المؤرخ محمد يحي الحداد
في كتابه )التاريخ العام
لليمن(صـ282-281 الى )أن شمر
يهرعش منذ ان استولى على
)شبوة(أضاف إلى لقبة تلك اﻹضافة
الجديدة وهي )حضرموت ويمنت.(
ثم شهدت المنطقة غزوا واحتﻼﻻ
اجنبيا منها الغزو الحبشي والغزو
الفارسي .وبعد ظهور اﻻسﻼم تغير
وضع البلدان في جنوب الجزيرة
العربية فالخارطة السياسية للبلدان
العربية الجنوبية قد تغيرت بسبب
الغزو واﻻحتﻼل الحبشي ثم
الفارسي فلم تبق من الدول اﻻ
حضرموت والمهرة وعمان واما
بقية المناطق اﻻخرى فظهر في
نطاق حدودها اﻻقطاعيات القبلية
التي حكمها )اﻻقيال( بمسميات
مختلفة فكان حكم حضرموت في
يد قبيلة كندة واما المهرة فحكمها
كان على يد قبيلة )قضاعة
المهرية ( وكان احد ملوكها يدعى
)شحريت( اما عمان فكان حكمها
على يد)عبد وجيفر ( ابن الجلندي
اﻻزدي وينقل الشيخ سالم بن
حمود السيابي في كتابه )عمان
عبر التاريخ( قول ابن خلدون )أنها-
أي عمان – من ممالك جزيرة
العرب المشتملة على اليمن
والحجاز والشحر
)المهرة(وحضرموت وعمان (
والشحر هنا ليس المراد بها مدينة
الشحر بمحافظة حضرموت وانما
المرادبها شحريت المهرية.
وقد قسم رسول الله صلى الله
عليه و
|