بيان بمناسبة الذكرى الأولى لاحتلال أبين
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مواطني أبين الذبيحة، ويا شعب الجنوب الجبَّار:
في مثل هذا اليوم الأسود 27 مايو 2011م، تعرضت محافظة أبين لطعنة موجعة - بل ومميتة - في خاصرتها زنجبار العاصمة. وقد تمثل هذا الحدث في عمليتين متكاملتين من صنع نظام الجمهورية العربية اليمنية، بشقيه القديم والجديد، او بنوعيه المنهزم والمنتصر.
أما العمليتان اللتان اشرنا إليهما، فهما قيام المؤسسة العسكرية - بمختلف فروعها البرية والجوية والبحري - بتدمير زنجبار وما جاورها من مناطق، وتشريد سكانها وتهجيرهم إلى خارج مناطقهم. أما العملية الأخرى، فهي تسليم المحافظة لمن أطلق عليهم بالقاعدة وأنصار الشريعة. والعمليتان متكاملتان، لأنه من غير الممكن أن يتم انجاز العملية الثانية دون تنفيذ الاولى. ولذلك، فإن بقاء مدينة جعار مرتهنة بحوزة عناصر القاعدة، وأنصار الشريعة لفترة طويلة، يؤكد بالملموس، إن ذلك لم يكن إلا بهدف الانتظار، والاستعداد للوثوب إلى المكان المطلوب. فكان يوم السابع والعشرين من مايو2011م هي اللحظة المنتظرة، علماً بأن المجاميع التي كانت منتشرة في جعار، كانت مدعومة بالكامل من نظام صنعاء، وكانت تحت رقابته ورعايته.
يا مواطني أبين، ويا شعب الجنوب كافة:
إن السؤال الهام الذي يتوجب الإجابة عليه، هو لماذا تم اختيار عاصمة - أبين(زنجبار) - ليتم حشرها في هذا النفق المظلم؟ وهل كانت زنجبار مستهدفه بذاتها، أم إن لذلك الفعل القذر أهدافا غير معلنة؟.
أما لماذا جرى استهداف زنجبار، وحشرها في هذا النفق المظلم؟ فإننا نوجز الإجابة على النحو الآتي:
1. لقد أدركت تلك القوى الإجرامية، المشتركة في خلق مأساة ونكبة زنجبار، إن العبث بمدينة جعار لم يحقق أهدافها التي رسمتها. ولذلك لابد من الانتقال إلى خطوة حاسمة. وكانت زنجبار هي تلك الخطوة.
2. كما أدركت تلك القوى المشتركة في نكبة زنجبار، الأهمية الاستثنائية للموقع الجغرافي، السياسي، والبيئي، والتجاري، التي تمتاز به زنجبار.
فهي - أي زنجبار - تقع في الوسط، أي أن اذرعها ممدودة في مختلف الاتجاهات. ففي الغرب منها تقع عدن قلب الجنوب النابض، وفي الشرق منها نجد جزءاً هاماً من قوة وعزة الجنوب(المنطقة الوسطى بكل مكوناتها، وشبوة). وفي اتجاه الشرق أيضا تقع حضرموت والمهرة، عقل الجنوب، وفي الشمال نجد يافع أحد السواعد المتينة للجنوب.
كما إن الموقع المتوسط لزنجبار، جعلها تتحكم في طريق التجارة، وتموين الكثير من مناطق الجنوب. ولذلك، فإن استهداف زنجبار ونقلها إلى الحالة الراهنة المزرية، ليس سوى استهداف لهذه السمات الهامة التي تمتاز بها زنجبار.
آما فيما يخص الإجابة على السؤال الكبير والهام الآخر، فإن ذلك له علاقة أبين بشكل عام، وزنجبار على وجه الخصوص بوطننا الكبير الجنوب، المحتل والمستباح منذ 7/7/1994م.
إن انفجار الأزمة السياسية في صنعاء 2011م بين الأسرتين الحاكمتين - أسرة علي عبد الله صالح من ناحية، وأبناء الشيخ عبد الله الأحمر من ناحية أخرى- قد وجه بوصلة اهتمام الطرفين نحو الجنوب، باعتباره مصدر استمرار حياتهم وتعظيم ثرواتهم. ولخشيتهم من خروج الجنوب من طاعتهم في أتون تلك الأزمة، فقد أسرعوا إلى زرع ونشر الفوضى في الجنوب بشكل عام، وأبين بشكل خاص. وهكذا فقد استهدفت أبين على ذلك النحو الذي عرفناه.
وكما كان هدف النظام من استهداف أبين، هو إبقاء الجنوب في حالة فوضى، وتعطيل مشروع شعب الجنوب في استعادة دولته، فإن هناك هدفاً آخر خاص بالقوى الدولية والإقليمية، يتمثل في تجميع عناصر القاعدة المطلوبة من هذه القوى، ومن ثم القضاء عليها.
يا أبناء مواطني أبين:
إن هذه الجريمة الكبرى التي حلت بنا جميعا، يجب أن تمدنا بالوعي والعزيمة والإصرار. وعلينا قبل كل شيءٍ أن ندرك بعض الحقائق الهامة ومنها:
1. إن استهداف أبين كان بسبب موقعها المتميز. كما أن استهدافها، هو استهداف للجنوب بالأساس. ذلك لأن أبين هي جزء من الجنوب.
2. إن هدف نظام صنعاء الجديد فيما يخص الجنوب، لا يختلف عن هدف النظام السابق. فهما وجهان لعملة واحدة.
3. إن المتسبب بنكبة أبين – وهو نظام صنعاء – لن يكون هو المنقذ لأبين مما هي فيه. وكل ما نراه على الأرض من أعمال عسكريه في أبين أو غيرها، ليس سوى مسرحية هزلية.
4. إن انقاد أبين من هذه النكبة، لن تكون إلا بواسطة مواطنيها بالأساس، وبمساندة شعب الجنوب بشكل عام.
5. يجب أن ندرك جميعا، بان هدفنا الأساسي هو العودة إلى مرابعنا ووطنا في أبين.
الخلود لشهدائنا
صادر عن اللجنة التحضيرية لمهرجان الذكرى الأولى لنكبة زنجبار – أبين.
27/5/2012مٍ