2012-05-23, 12:17 PM
|
#84
|
قلـــــم ماســــي
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
|
بيان مجلس يافع العام في بريطانيا بمناسبة ذكرى نكبة الجنوب في الوحدة المغدورة.
شيفلد /صحيفة يافع - خاص / 22/مايو/2012م الثلاثاء
http://yaf3press.net/Display.asp?pag...1#.T51-olJahPg
يستقبل شعبنا الجنوبي العظيم ذكرى الزج به في ما سُمّي بالوحدة في الثاني والعشرين من شهر مايو عام 1990 التي سرعان ما تحوّلت إلى ضم وإلحاق للجنوب من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية، وبلغت تلك المؤامرة الدنيئة ذروتها في احتلاله بالسابع من شهر يوليو عام 1994 من خلال حرب قذرة شنها نظام الغدر والخيانة في صنعاء وجنّد لها جحافله من قوى الظلام والردة والارتزاق، بل دفع بعملائه من علماء دينه ليفتوا بهدر دماء الجنوبيين .. وهكذا أصبح الجنوب وشعبه منذ ذلك التاريخ غنيمة لتلك الحرب الجبانة، حيث نسفت مؤسسات دولة النظام والقانون لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليحل محلها نمط نظام الجمهورية العربية اليمنية بكل مفاسده وتخلّفه وهمجيته مستهدفاَ طمس هوية الجنوب وإذلال وإفقار شعبه ونهب ثرواته وأراضيه وتعميم قيم الرذيلة والفساد في مجتمعه الطاهر التواق دوماَ للتمدّن والتحضّر.
لكن هيهات لنظام الغدر والخيانة أن يديم احتلاله لجنوبنا المفدّى ويعيث في أرضها الفساد والنهب والسلب .. فشعبنا الجنوبي الابي الذي جبل عبر تاريخه القديم والحديث على مقاومة الغزاة والمستعمرين من شتى الأصناف ودحرهم وتطهير الأرض من رجسهم لعلى اصرار وعزيمة لا تلين في مقاومته السلمية لذلك الاحتلال المركّب لنظام الجمهورية العربية اليمنية وإستعادة حريته وهويته وسيادته على أرضه.
ففي هذا السبيل قاوم شعبنا الباسل تلك الحرب الغادرة وما ترتّب عنها من احتلال وتسلّط بشتى اشكال المقاومة الشعبية الباسلة التي توّجها بحراكه السلمي الجنوبي العارم في العام 2007 وقدّم في هذا الدرب المجيد قوافل من الشهداء الميامين وآلاف من الجرحى والمعتقلين والمشردين بفعل آلة القمع والتنكيل وانتهاك حقوق الانسان لنظام صنعاء البربري.
ورغم التعتيم الإعلامي العربي والاجنبي على عدالة القضية الجنوبية وثورة الشعب الجنوبي .. فقد كان للحراك السلمي الجنوبي أثره الإيجابي الساطع في الداخل والخارج، ليس في إبراز عدالة القضية الجنوبية كحامل سياسي لها واستنهاظ همم مختلف شرائح وأطياف المجتمع الجنوبي للولوج في معتركها فحسب، وإنما أيضا شكّل حافز ومثال إحتذت به مؤخراَ عدد من شعوبنا العربية في ثورة الربيع العربي، ويأتي في المقام الأول منها شعبنا في الجمهورية العربية اليمنية الذي انتفظ بدوره كالإعصار لأسقاط نظام صنعاء .. ولأنّ تمكّنت قوى محلية وإقليمية ودولية من الالتفاف على الثورة الشبابية والشعبية السلمية في الشمال ومحاولة إيقاف زخمها وإطفاء وهجها والانحراف بأهدافها إلا أن المارد قد خرج من القمقم وهيهات أن يعود اليه.
وحيث أن القضية الجنوبية العادلة تمثّل المحور الرئيسي في الأزمة المتفاقمة لنظام صنعاء المتهاوي .. بإعتبارها قضية شعب أُحتل وطنه ومحيت دولته ونهبت اراضيه وثرواته وطمست هويته وتحول أرضاَ وانساناَ إلى غنيمة حرب شنها عليه نظام الجمهورية العربية اليمنية ظلماَ وعدواناَ، ومع سبق الإصرار والترصد .. إلاّ إن ذات القوى المحلية والإقليمية والدولية الممثلة - بطريقة مباشرة أو غير مباشرة - بالمبادرة الخليجية، ووفقاً لمصالحها وحساباتها الخاطئة، قد استهدفت تهميش القضية الجنوبية وجعلها قضية شأنها شأن أي قضية من القضايا التي تطرحها المعارضة والتي تحاصصت مع النظام المتهالك مفاصل الدولة بما فيها الحكومة التوافقية دون أن تسلّم بحق القضية الجنوبية وحاملها السياسي الحراك الجنوبي السلمي كونها حركة تحرر وطني تهدف إلى إستعادة شعب الجنوب لحريته وكرامته وثروته وهويته وسيادته على وطنه، أي أنها ليست معارضة أو ثورة شعب قام ضد نظام دولته.
ويواصل اليوم شعبنا الجنوبي الباسل تحت لواء حراكه السلمي التصدي لمثل تلك المؤامرة وذلك الإجحاف في حقه، وكان انتصاره عظيماَ حينما قام بإفشال إحدَ أهم فصول المبادرة الخليجية والمتمثلة بالانتخابات التي رفضها شعبنا الجنوبي بإجماع ساحق .
وحتماَ سيمضي الحراك الجنوبي السلمي رغم ما يعانيه من تجنحات وإنقسامات وغياب رؤية وبرنامج موحد وقيادة موحدة وعمل مؤسسي يضبط مساره .. فإنه سيمضي في إفشال الفصل الآخر من المبادرة الخليجية والمتمثلة بالحوار الوطني .. فمالم يكن حوار شمالي جنوبي ندي حول القضية الجنوبية وبإشراف عربي ودولي ووفقاً لقراري مجلس الأمن 924 و 931 الصادرين أثناء حرب نظام صنعاء ضد الجنوب في عام 1994 .. والذي سيفضي إلى التسليم بحق الشعب الجنوبي بتقرير مصيره .. فإنه سيكون في حل من مثل ذلك الحوار وسيمضي في نضاله السلمي حتى تحقيق كامل أهدافه.
ولن تجدي أجنحة نظام صنعاء القديم/الجديد نفعاً في المحصلة النهائية من أي من مناوراتها والأعيبها ومن بينها دعم وتوظيف الجماعات الظلامية المسلّحة في ساحة الجنوب حصرياً بهدف إرباك وتعقيد الأمور على القضية الجنوبية واختطاف الأضواء على مسيرة وأهداف الحراك الجنوبي السلمي بهدف الإبقاء على الجنوب فرعاً ملحقاً ومضموماً إلى الشمال وتحت نفوذ وسيطرة قوى التسلّط والنهب مهما ذرّوا الرماد على العيون ووضعوا لذلك من مساحيق وإخراجات برّاقة.
إننا في مجلس يافع العام في بريطانيا نرى بأنه لا مندوحة من وحدة قوى وأطياف وفئات الشعب الجنوبي وحراكه المجيد في الداخل والخارج من التوحد والأتيان برؤيا موحدة وبرنامج تكتيكي وإستراتيجي موحّد للنضال وفقاَ للقواسم المشتركة التي تجمعهم وذلك في سبيل الانتصار للقضية الجنوبية العادلة وتفويت الفرصة على الطامعين بالجنوب وثروته ولإجبار المنظومة الإقليمية والدولية بالتسليم بحق شعبنا الجنوبي بتقرير مصيره في إستعادة حريته وهويته وسيادته على أرضه .. ونرى كذلك بأنه لا سبيل لتحقيق ذلك سوى باعتناق مبدأ وثقافة التسامح والتصالح الجنوبي وممارسته قولاَ وعملاَ .
وإنها لثورة جنوبية سلمية حتى النصر
والمجد لشهداء الثورة الجنوبية السلمية
والشفاء لجرحاها .. والحرية لمعتقليها
صادر عن : مجلس يافع العام في بريطانيا
بتاريخ : 22 مايو 2012
|
|
|