صدى عدن / كتب : المحرر السياسي
يرى كثير من المراقبين أنَّ هناك ما يشبه المبادره من جانب المملكه السعوديه لم يتم الاعلان عنها رسمياً حول المسأله الجنوبيه ، ويتم الآن حشد قوى جنوبيه وتكوينات جديده لهذا الغرض ، من خلال لقاءات معلنه وغير معلنه . وهناك مؤشرات واضحه لمشاورات خلف الابواب المغلقه دون الاعلان عن مضامين هذا التحرك وهل هو مقدمه لإطلاق مبادره علنيه ام مجرد ادخال عناصر جديده على المشهد الجنوبي .
لكن الواضح بأنَّ تمَدُّدْ قوات الشريعه في الجنوب حرَّك المياه الاقليميه الراكدة تجاه القضيه الجنوبيه بغرض دعم اي تحرك من شأنه ان يحدث تطوراً ما في المعادله السياسيه لمواجهة خطر القاعده والعنصر الجديد يتمثل بتحريك قضية الجنوب بشكل يحدث تغييراً في موازين القوى السياسيه فلربما استطاع الجنوب ان يشكل أضافة حاسمه في معركة الدفاع عن ارضه بعد ان اتضح بان اي رهان على القوات الشماليه لمكافحة الارهاب رهان خاسر.
لكن من ناحيه اخرى هناك غموض يكتنف المبادره وهل هي مبادره جديده لا تدخل في اطار المبادره الخليجيه ، التي اهملت القضيه الجنوبيه بشكل ملفت للنظر ، خاصة وان هناك آراء تُطرح بان المملكه تسعى لان تمسك بخيوط القضيه الجنوبيه دون حلها نهائيا وتدفع لأجل ذلك بكتل جديده الى الحلبه حيث ياتي في هذا السياق إشهار تكتل جديد في غضون ايام حسب التوقعات .
الخوف الان هو أن يتم إبهات الكتل الجنوبيه الاخرى والتي تتمتع بقواعد جماهيريه عريضه في الوقت الحاضر وتمثل طيف واسع من الحراك الجنوبي..
خاصة وان كتلة الاستقلال حاليا منكمشة خلف مواقعها دون اي ديناميكيه او خطاب جديد يتفاعل مع الوضع المتحرك جدًاعلى اكثر من صعيد.
بالاضافه الى ان كتلة الفدراليه (المشروطه ) بحاجة الى تطوير رؤيتها وخطابها الاعلامي لكسب مزيدا من الالتفاف الشعبي حولها حيث تضم تكتل نخبوي واسع الطيف وتلقى صدى إقليمي ودولي كبير.
ويظل ألسؤال الأكبر هل سيستلهم الجنوبيون معرفة الضروره الملحه الان لتكامل الادوار والتنسيق فيما بينهم ووضع خلافاتهم في مسيرة الضرورات التاريخيه الحاليه والتمسك بخيار تقرير المصير كشعار جامع وله دلالته السياسيه والقانونيه .. والاقتناع بأن يسعى كل فريق في نضاله بشكل تنسيقي مع الآخر دون النظره الفوقيه لصحة هذا الموقف او ذاك حتى يتم تحقيق الاهداف وفقاً للمعطيات والظروف السياسيه التي تتطور يومياً بشكل دراماتيكي ، مع الاخذ بعين الاعتبار انه في اللحظة هذه لاتوجد اي نوايا من الجانب الشمالي للاعتراف حتى بالفدرالية المشروطه مما يبرر للجنوبيين تمسكهم بحقهم في تقرير المصير واستعادة الدوله ، ومن هذه الزاويه فقط يفهم الاقليم والعالم ان التنوع في نضالات ابناء الجنوب يعني حاجة واحده وهي الاختلاف حول الطرق للوصول استعادة الدوله وليس اختلاف في الرؤيا حول المصير . سؤال مهم ستجيب عنه الايام القادمه