عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-08, 08:29 PM   #3
حراكنا نضالي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-06
المشاركات: 33
افتراضي


دورية متخصصة في الشئون الدولية
تصدر عن مؤسسة الأهرام


العديد من الكتابات والتحليلات بين الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي منذ منتصف عام 2008، وآثارها المستمرة إلى وقتنا هذا، والحرب الأمريكية على الإرهاب التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" عقب أحداث سبتمبر الإرهابية. وذهب معظمها إلى أن آثارها الكارثية على الاقتصاد الأمريكي يتحمل تبعاتها دافعو الضرائب الأمريكيون، وأن أعباءها ستستمر لفترة طويلة.

وفي محاولة لتقدير تكلفة الحرب الأمريكية على الإرهاب وحماية الأراضي الأمريكية ، قدرت إحصاءات- نشرتها أخيرا مجلة "نيوزويك" في الرابع من سبتمبر الجاري- أن تكلفة حماية الأراضي الأمريكية والمطارات والبرامج الأمنية والاستخباراتية تُقدر بـ(628) مليار دولار.

وهناك انقسام حول تقديرات الحربين اللتين تخوضهما الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. فمنذ ثلاث سنوات، قدر "جوزيف ستيجليتز" و"ليندا بيلميز" تكاليف الحرب التي تخوضها أمريكا في العراق ما بين 3 و5 تريليونات دولار، وهي أرقام في تزايد مستمر، في حين تقدر إحصاءات مجلة "نيوزويك" ـ السابق الإشارة إليها ـ العمليات العسكرية في باكستان والعراق وأفغانستان بـ (2.6) تريليون دولار، وبذلك تصل تكلفة حماية أمن الولايات المتحدة ، حسب مجلة "نيوزويك"، إلى (3.228) تريليون دولار.

مليارات الدولارات التي دفعتها واشنطن من أجل أمنها وحماية أراضيها نقلت أمريكا من فائض مالي بلغ 2% من الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي مع انتخاب "بوش" الابن رئيسا للولايات المتحدة في عام 2000 إلى عجز مالي بلغ الخطورة، وديون هائلة أسهمت في إضعاف الاقتصاد الأمريكي الكلي، وتفاقم عجزه، وأعباء ديونه، حسبما ذهب "ستيجليتز" و"بيلميز" في كتابهما المعنون بـ"حرب الثلاثة تريليونات دولار".

ويري " ستيجليتز" في مقال له عن تكلفة أحداث سبتمبر أن كل أسرة أمريكية تتحمل ما يقدر بـ(17) ألف دولار من تكلفة أمن أمريكا، وهو في تزايد بنسبة 50% مع ارتفاع تكاليف حربي واشنطن في أفغانستان والعراق وعملياتها العسكرية الخارجية التي لم تحسم بعد.

يثير تفاقم التكلفة الأمريكية لحماية أمنها تساؤلا رئيسيا مفاده: هل تستحق هجمات سبتمبر كل تلك التكلفة؟، وهل جعلت أمريكا أكثر أمنا عما قبل؟ . الإجابة "لا"، فتنظيم القاعدة لم يقهر ، إلا أنه لم يعد يشكل ذلك التهديد الذي كان عليه عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لكن الثمن الذي تكبدته الولايات المتحدة كان باهظا، وكان جزء كبير منه يمكن تجنبه. فتكلفة الحربين وأمن أمريكا تكلفة ثقيلة ستتوارثها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، مما يدفعها إلى التفكير المستقبلي والتأني قبل الإنفاق.

تعريف الكاتب: باحث متخصص في الشئون الأمريكية، محرر مشارك في مجلة السياسية الدولية

التعديل الأخير تم بواسطة حراكنا نضالي ; 2012-05-08 الساعة 08:31 PM
حراكنا نضالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس