السياسة الكويتية / داوود البصري
الحراك الجنوبي كان الضمير النضالي المعبر عن ديمومة النضال من أجل الحرية والإستقلال والتي دفع شعب الجنوب العربي الصابر المجاهد أغلى سنوات العمر وأغلى التضحيات في سبيل جعل جنوب الجزيرة العربية واحة للأمن والسلام والإستقرار والتنمية وبناء الإنسان بناء عصريا, وبما يتجاوز قيم التخلف والتوحش السائدة في أماكن أخرى.
لقد أغتيل الجنوب العربي وأغتصبت جمهورية الجنوب في مؤامرة خبيثة وسوداء رتبت بليل فاحم من معسكر الفاشيين والقتلة, وفي ظل ظروف دولية إقليمية كانت تتسم بالفوضى والإلتباس و عدم وضوح الرؤية , وأنساقت قيادة الجنوب, وقتذاك, نحو مشاعر عاطفية لم تراع خلالها أي وقفات تعبوية لتقويم المشهد الستراتيجي العام, ومن ثم التصرف. لقد تم كل شيء بسرعة وعجلة وذبحت الحرية في 22 مايو عام 1990 تحت راية الوحدة التي تحولت إلى هيمنة وإستئثار وسرقة للموارد وحجر على الحريات.