عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-06, 03:07 PM   #94
الفارس النبيل
مشــرف عـــام
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-18
المشاركات: 10,014
افتراضي

نداء عاجل من الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي لتنظيم القاعدة لإطلاق سراح القنصل الخالدي
بسم الله الرحمن الرحيم

نداء من الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف لإطلاح سراح القنصل الخالدي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فقد طالب فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف خاطفي القنصل الأستاذ عبدالله الخالدي بإطلاق سراحه، وبيَّن أسباب هذا النداء وأنها تعود إلى خمسة أسباب:

السبب الأول: أن دم المسلم معصوم، ولا يحل قتله بغير حق، ولا حق في قتل الأستاذ عبدالله الخالدي، وأنه قتله من أعظم الكبائر والمحرمات.

السبب الثاني: أن ترويع المسلم لا يجوز، فترويع الأستاذ عبدالله الخالدي بخطفه، والتهديد بقتله، وترويع أسرته وأهله بذلك أمر عظيم.

السبب الثالث: أنه لا يؤاخذ بجريرة غيره.

السبب الرابع: أن خطفه والتهديد بقتله وسفك دمه من الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة.

السبب الخامس: أن خطفه، والتهديد بسفك دمه لتحقيق أهداف يظنها أصحابها مشروعة -ولو كانت تلك المطالب مشروعة فالوسيلة ليست مشروعة - فهي من الحكم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [المائدة:44]

وذلك الفعل من حكم الجاهلية قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]

جزى الله الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي خيراً على ما يقدمه من خدمة للإسلام والمسلمين ،

وصلى الله وسلم على نبينا محمد



البيان نصياً:

بسم الله الرحمن الرحيم
نداء إلى تنظيم القاعدة في اليمن بشأن القنصل السعودي عبدالله الخالدي
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ونصلي ونسلم على سيدنا و نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد وصلنا بحزن وأسى خبر خطف القنصل السعودي عبدالله الخالدي، وما تبع ذلك من إصدار تنظيم القاعدة باليمن بياناً يعلنون فيه عن أنهم هم الذين اختطفوه، وأنهم يطالبون بعد خطفه بعدة مطالب،قالوا إن لم تنفذ فإنهم سيقتلونه، ويحلون دمه، وهذا أمر عظيم، ومنكر كبير، واستحلال لما حرم الله من المسلم.
فقد تقرر في الشرع حرمة دم المسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات))
قيل: يا رسول الله ، وما هن ؟ قال: ((الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً)).
عن عبد الله بن عباس -رضي اللهُ عنهما-: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أبغضُ الناس إلى الله ثلاثة: ملحدٌ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه))
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله"رواه البخاري
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)) رواه مسلم .
عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : ((ما أطيبك! وأطيب ريحك! ، ما أعظمك! وما أعظم حرمتك! ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك -ماله ودمه)) رواه ابن ماجه
عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ ، ورماه بالشرك))
قال: قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بل الرامي))
والأستاذ عبد الله الخالدي معروف بعقيدة التوحيد، وبصحة إسلامه، ولا يحل ترويع المسلم فضلاً عن قتله.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يحل لمسلم أن يروع مسلما)).
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:
كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير، فخفق رجل على راحلته، فأخذ رجل سهماً من كنانته، فانتبه الرجل ففزع ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يحل لرجل أن يروع مسلماً)).
وإيذاء المؤمنين بهتان وإثم مبين..
قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}
ولا يحل سفك دمه لأجل تنفيذ مطالب لأنه لا يؤخذ أحد بجريرة غيره، ولا يعاقب أحدٌ في الإسلام إلا بذنبه، قال الله تعالى : {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
والإقدام على سفك دمه من الظلم العظيم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((يقول الله تعالى: يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) رواه مسلم في صحيحه.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((تستجاب دعوة المظلوم وإن كان كافراً)).
فندعوا خاطفيه أن يتقوا الله في الدم الحرام، وأن يطبقوا شريعة الله بالكفِّ عن النفس المحرمة، ولا يتعدوا حدود الله وندعوهم إلى أن يطلقوا سراحه، ولا يروعوا به أحداً، قال الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }.
ونسأل الله أن يعيذنا والمسلمين من مضلات الفتن ، وأن يحفظنا من دماء المسلمين ومن أستحلال أموالهم ومن ظلمهم وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يبصرنا في ديننا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن نزغات الشيطان وصلى الله وسلم على وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.

مرجع البيان

التأصيلات الشرعية
الفارس النبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس