يبدوا أن المشهد السياسي الجنوبي سيشهد في قادم الأيام تطورات غير مسبوقة من خلال تحركات جدية وملموسة لبعض الرموز الجنوبية في الخارج التي أحدثت إضافة نوعية في مسار توطيد علاقاتها السياسية لدى القيادة السياسية لدول الجوار ..!!
موقع " صدى عدن " تابع لآخر التطورات حيث يجد أن تقبلاً ملحوظاً برز في الآونة الأخيرة بهدف السعي الجاد والفعلي لإيجاد حلولاً عادلة تضمن حل المشكلة الجنوبية من قبل نظام الحكم الملكي السعودي حيث الصحف السعودية الكبرى تفرد صفحاتها للحديث عن قضية شعب الجنوب ، وما تناول تلك الصحف لتصريحات دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس مؤخراً إلا دليلاً ملموساً على أن إشارة قبول خضراء رفعتها السياسة السعودية للتعاطي والنقاش الجاد بشأن الجنوب وقضيته العادلة التي يناضل كل أبناء الشعب الجنوبي من المهرة إلى الضالع في سبيل نصرتها وتحقيق مطالبها العادلة كاملة من دون نقصان ..!
إن التوجه السعودي الجديد يأتي بعد مرحلة غير قصيرة من التعنت والرفض التام للتعاطي مع الشأن الجنوبي حفاظاً على مصالح متبادلة كان نظام الرئيس المخلوع الديكتاتور علي عبدالله صالح يتبادلها مع دول الجوار والمملكة على وجه التحديد وهو ما سهل استمراره في سدة الحكم زهاء ثلاثة وثلاثون عاماً ..!
لكن وبعد زوال حكم الطاغية ( صالح ) في اليمن واستمرار غليان الثورة الشعبية الجنوبية فإنه من الصعوبة بمكان أن تحافظ الشقيقة المملكة العربية السعودية على مصالحها بتلك الضمانة الكافية .!
ولعل من مؤشرات تلك التحركات السعودية الجارية حالياً هو ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً من تصريحات صحفية لمسئول سعودي رفيع مفادها أن الوقت قد حان لحل القضية الجنوبية بشكل نهائي ،، وهذا ما عده مراقبين تخوفاً سعودياً كبيراً جداً من احتمال فرضية أن تسعى جمهورية إيران الإسلامية إلى تقديم مساعدات للجنوبيين من أجل استعادة دولتهم الأمر الذي يجعل القلق الإقليمي والدولي يزداد ويبلغ ذروته خوفاً وهلعاً من سيطرة إيرانية على الممر الدولي الاستراتيجي " مضيق باب المندب " لأنها بذلك ستشكل نقطة قوة غير عادية على طريق الملاحة الدولية حيث وإيران اليوم تحكم سيطرتها المطلقة على مضيف هرمز ..!
وعلى ضوء تلك المعطيات يتضح جلياً أن الدور الإقليمي سيكون لاعباً محورياً في قادم المراحل فيما يتعلق بالملف الجنوبي ،وعليه فأن الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هنالك من نوايا حقيقية في سبيل سعي تلك القوى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لإيجاد حلاً للقضية الجنوبية ،، أم أن تلك التحركات لا تعد سوى كونها محاولات احتوائية تعمد على إرسال تطمينات شكلية لأبناء الجنوب ليس إلا
|