هدى العطاس
الساعون الى الحوار الجنوبي بنية الذهاب إلى ( أورشليم ) نوعان: نوع يريد توحيد الرؤية والصف من اجل الذهاب إلى مؤتمر الحوار الشمالي لعلهم يجترحون معجزة هناك، وهولاء رومانسيون حسنو النية مغفلو العمل، فضلا عن أنهم قلة.. والنوع الثاني - وهم الاخطر- لا يريدون من الحوار الجنوبي الجنوبي سوى أخذ شرعية شعبية لا يمتلكونها، ليدخلوا بها الحوار الشمالي ممثلين للجنوب وحينها يتصرفون إزاء القضية الجنوبية وحلولها كما يعن لرؤيتهم ومصلحتهم ومسارهم، مفجرين سقفها الشعبي وضارين عُرض الحائط بإرادة شعب الجنوب وغادرين بثورته وتضحياته، ليضعوا مشروعهم ،الذي هو في الغالب فيدرالي (لأن من بين الساعين من لديه مشاريع اقل من الفيدرالية) .
ومن اجل ضبط مصفوفة اهداف الحوار ولأن مصير الشعوب والاوطان ليست مكانا للمجاملة يجب قبل الدخول في الحوار الجنوبي أن يوضع شرطا جوهريا لا حياد عنه ولا مهادنة... ويتمثل في: أن انبثاق أي إطار أو هيئة أو لجنة أو مكون من هذا الحوار ليس معنيا بالذهاب للحوار الوطني للمبادرة الخليجية، وليس له الحق في المشاركة ممثل للحراك الجنوبي وثورته ولا بأسم شعب الجنوب في ذلك الحوار (الوطني) المزمع عقده في صنعاء. أو اي حوارات اخرى مشروطة بالوطنية وبالوحدة اليمنية أوأي مشاريع لا ترتقي لمطلب الشعب الجنوبي كحوار المبادرة الخليجية الأنف ذكره)
|