أمريكا نفذت 23 ضربة جوية منذ مايو الماضي
تقرير: الرئيس هادي رفض طلب الولايات المتحدة توسيع نطاق هجمات الطائرات بدون طيار في اليمن
المصدر أونلاين - ترجمـة خاصــة
قال مسئولون يمنيون أن الرئيس عبدربه منصور هادي رفض طلب الإستخبارات العسكرية الأمريكية والجيش الأمريكي توسيع نطاق ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية لاستهداف المجاميع الجهادية المقاتلة على نطاق واسع. حسبما ذكرت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الخميس.
وإذ لفت تقرير الوكالة، إلى أن الرئيس هادي منح الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات الامريكية (CIA) في استخدام الطائرات بدون طيار لمواجهة توسع تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أن التقرير نوه إلى أن هادي رسم خط الحركة عبر ما يسمى بـ«الضربات المفوضة» – أي تلك التي يتم الموافقة على تنفيذها مسبقا – وذلك خوفا من تعرض المدنيين للإصابة، وبالتالي توسيع عداء رجال القبائل للحكومة.
وقال التقرير «أن القوات الأميركية الخاصة لمكافحة الإرهاب تقتصر عملياتها في الوقت الراهن على ضرب الأفراد الذين يمكن تمييزهم بوضوح على انهم من المعروفين بأن لهم ارتباطات مع تنظيم القاعدة».
وأضاف: يصادق البيت الابيض على أولئك الذين يضافون إلى قائمة الاستهداف، وذلك بعد عملية تدقيق قانونية مطولة في وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية، وبعد موافقة الحكومة اليمنية على كل ضربة. حسب مسئولين يمنيين وأمريكيين.
وقالت الوكالة أن كافة المسئولين كانوا يتحدثون شريطة عدم نشر اسمائهم في مناقشة المسائل الاستراتيجية الحساسة.
ونقلت على لسان مسئولون امريكيون قولهم أن وكالة المخابرات المركزية الإمريكية والجيش الامريكي كانوا قد طلبوا من البيت الأبيض الحصول على إذن [رخصة] تسمح لهم باستهداف المزيد من المجاميع في حال اشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أنهم من النشطاء المرتبطين بتنظيم القاعدة. ومثل هذه الضربات تعرف بـ «الضربات المفوضة»، التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية ضد اهداف من المتشددين في المناطق القبلية في باكستان.
وأكد التقرير أن المسئولون قالوا بأن البيت الابيض لم يبلغهم حتى الآن بقراره [النهائي]. وأضاف: ولم يتسن الاتصال بمسئولين في البيت الأبيض للحصول على تعليق.
وكان الدافع وراء طلب القوات المشتركة لفريق مكافحة الإرهاب الأمريكية في استخدام الضربات المفوضة مبني على المخاوف من أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن يؤسس لملاذ آمن في جنوب البلاد، والذي ثبت عدم قدرة القوات المسلحة اليمنية على اختراقه. بحسب تقرير الوكالة، الذي أضاف على لسان مسئولين قولهم أنه «كلما اصبح تنظيم القاعدة أكثر أمانا، كلما أصبح من المرجح أكثر بأن تركز الجماعة مرة أخرى على مهاجمة الولايات المتحدة».
وأعتبر التقرير ان «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما يعرف الفرع اليمني، أصبح أيضا يجذب نسبة أعلى من المقاتلين الأجانب من الذين سافروا للجهاد إلى أفغانستان أو باكستان». ولذلك يقول مسئولون أمريكيون أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن ينظر إليه على انه يسعى لفرض سيطرته على الأرض ضد حكومة متحالفة مع الأميركيين.
ويضيف تقرير الوكالة، أن رئيس اليمن الجديد عبد ربه منصور هادي يدرك جيدا ان قواته فقدت الأرض أمام تنظيم القاعدة، وأنه طلب من الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من التعاون في مكافحة الإرهاب لمواجهة ذلك، ويسعى الى الاستعانة بالمستشارين والمدربين العسكريين الأمريكيين.
وقال أحد المسئولين إن هادي أيضا منح الضوء الأخضر لتوسيع نشاط الطائرات بدون طيار التابعة لوكالة الإستخبارات المركزية الإمريكية. وأضاف المسئول «اننا ببساطة نسمح لوكالة الاستخبارات المركزية بزيادة وتيرة ضرباتها لتتوافق مع قدرات الجيش الأميركي».
وأشار التقرير إلى أن «الولايات المتحدة نفذت 23 ضربة جوية في اليمن منذ مايو الماضي، بينها 12 ضربة في العام 2012»، وفقا لما نشرته مجلة الحرب الطويلة، على موقعها الإلكتروني، الذي يتعقب حرب الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب ونشاط المتشددين.
وقال مسئولون يمنيون «وعلى الرغم من ذلك إلا أن هادي رسم الخطة عند الضربات المفوضة، وذلك خوفا من أن استهداف التجمعات الكبيرة يمكن أن يعرض المدنيين أو رجال القبائل من غير الجهاديين للإصابة، وبالتالي يمكن أن يستغل ذلك لتجنيد المزيد من رجال القبائل المعادين للحكومة عن طريق تنظيم القاعدة».
وأكد التقرير: «كما أن الحكومة اليمنية ترفض أيضا السماح للطائرات بدون طيار لتقلع من الأراض اليمنية أو تهبط فوق التربة اليمنية».
وتقلع طائرات وكالة الاستخبارات المركزية (بدون طيار) من قاعدة جديدة في بلد مجاور، في حين أن الجيش الأميركي يطلق أسطوله من قواعد أخرى، إحداها تقع في جيبوتي.
ق
* الصورة: الرئيس هادي أثناء استقباله مدير مكتب الاف بي آي الامريكي يوم الثلاثاء الفائت.