هنا مسألة يجب الانتباه لها
هناك علاقة بين الدين والدنيا
قبل ان ينزل الله تعالى الدين من خلال الانبياء والكتب خلق الدنيا
خلق السماوات والارض وجعل فيها الجبال والانهار والاشجار وبالتالي الخشب والحديد والمعادن ..ثم انزل الله تعالى الانسان واوحى اليه بالدين
اذا هناك دين ودنيا
نموذج الدنيا يتخذ بين كل فترة واخرى خلال الحقب التاريخية اشكالا وانماطا متعددة متجددة وفق هداية الله تعالى للبشر
اليوم الدنيا تتكون من كهرباء ومجاري ومستشفيات ومؤسسات وبنوك وطرق وسيارات وطائرات ومحلات تجارية ومكتبات واسواق وموظفين وواقسام شرطة ومخابرات لمتابعة الجريمة وصحافة واكشاك لبيع الصحف وعمال ومدراء ومدرسين ورواتب لهم وكشوفات ومتابعات .....الخ
هذه الدنيا التي خلقها الله تعالى وهدى الانسان الى الاسباب الموجبة للحصول عليها والوصول اليها ...والمشكلة في اصحابنا انهم لايريدون ان يقتنعوا بنموذج الدنيا هذا على انه بات حتما متلازما للدين ومتصلا به فالمساجد لابد لها من كهرباء ومرواح ومكيفات ولابد من مواصلات ولابد من مكاتب للمساجد فيها كمبيوترات وكتب والخ
اذا صار هناك اتصال بين نمط الدنيا الجديد هذا والدين
لايريد ان يفهمه انصار الشريعة وحينما دخلوا زنجبار لم يعتبروا لهذه المقومات الدنيوية لانها ليست في تصورهم على صلة وثيقة بالدين كون الاتصال بين الدين والدنيا بحسب تصورهم للدين والدنيا ينحصر في نطاق ضيق من الخدمات والحاجيات والامكانيات ...وهنا الكارثة
الدين والدنيا متصلان
فبالتالي حينما تأتي مجموعة وتدمر اسس الدنيا العصرية او عدم التعاطي لاسبابها ومقوماتها بقصد اقامة الدين –الحاكمية-توجد نوع من العرج والعور في سير الخلق والامر الكوني والشرعي الذي اراده الله تعالى بارادته الكونية ان يكون هكذا اليوم
الدنيا تتغير وتتطور وتتجدد ولكن لايمكن ان يكون هناك دين بدون دنيا ليبقى الخلاف على نوع الدنيا التي نتفق عليها كنموذج صحيح يتفق مع الدين
هل تدمير البنية التحتية لمدينة زنجبار واعتبارها على انها دنيا غير صالحة او مناسبة لنوع الدين الذي يريدون تطبيقه ....
فنقول لهم لماذا تستخدمون اذا بعض الاسباب المتعلقة بهذه الدنيا لاجل اقامة مشروعكم الديني من السلاح العصري والسيارات والاتصالات والكاميرات والاننترنت ؟
لماذا تجعلون نوع الدنيا المناسبة لمشروعكم بمثابة الدنيا المناسبة بينما بقية الدنيا الاخرى المتصلة بمصالح الناس لاتهتمون بها بل قمتم باهمالها ؟
اذا مشروع اعرج واعور
|