التحركات السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها بعض السفارات والمنظمات الغير حكومية لممارسة ضغوط قوية وحرب نفسية شرسة على الجنوبيين للقبول والانخراط في الحوار اليمني وفق الرؤية الامريكية ـ الاوروبية لحل القضية الجنوبية في الاطار اليمني تحمل في طياتها عدة مؤشرات ايجابية رغم قتامة الصورة العامة وفي مقدمتها:
• ان القضية الجنوبية باتت تفرض نفسها بقوة على الاجندة الدولية لم يعد يجدي او بمقدور احد تجاهلها والقفز من فوقها او التعاطي معها كقضية حقوقية بحثة او مظالم كما تسعى وتروج لها الحكومات اليمنية المتعاقبة اعلاميا.
• الضغط النفسي عبر الايحاء بان آفاق الحل للقضية الجنوبية خارج الاطار اليمني مسدودة ومعدومة بهدف دفع الجنوبيين تقديم تنازلات قبل الدخول في تفاوض جدي.
• اختبار جدية وصلابة موقف الجنوبيين و تمسكهم بمطلب استعادة الدولة وعدم القدرة على اختراقهم وحدود التنازلات للممكن تقديمها .
وتأتي تصريحات بعض الدبلوماسيين الفجة والغير لائقة وتسخين جبهة محافظة ابين كأحد اشكال هذه الضغوط وهذه الحرب النفسية .
ان الموقف المنحاز والمتحيز إلي جانب النظام اليمني ووضع القضية الجنوبية الدولة والشعب الذي دخل في شراكة سياسية مع الجمهورية العربية اليمنية في اطار واحد مع قضية الحوثيين ياتي في سياق:
• ان الولايات المتحدة الامريكية لاسباب استراتيجية من مصلحتها ان يبقى الجنوب بموقعه الاستراتيجي المتطل على البحرين العربي والاحمر وباب المندب والشريان لمعظم امدادات النفط القادم من منطقة الخليج العربي في اطار الدولة اليمنية التي تقع تحت هيمنتها.
• و هنا تلتقي مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية مع مصلحة النظام اليمني المستميت في الاحتفاظ بالجنوب في أمداد ما يسمى بأنصار الشريعة بالسلاح لتسهيل سيطرتهم على المحافظات الجنوبية القريبة و المحيطة بعدن يتيح لها التدخل المباشر في الشأن اليمني باعتبار عدن خط احمر لن يسمح بسقوطها في ايدي أنصار الشريعة.
• توجس القوى الدولية و الاقليمية من نظام جديد في الجنوب لا تعرف ما هيته و توجهاته المستقبلية، بعكس النظام اليمني القائم الذي يقدم لها التسهيلات لتمرير مشاريعها بكل يسر و بدون أي ممانعة.
• إن ما يجري في محافظة أبين هو أحد السيناريوهات لإفشال مطلب استعادة الجنوبيين لدولتهم الوطنية المستقلة و منعهم من التطلع خارج إطار المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية.
و ستزداد هذه الضغوط و هذه الحرب النفسية قوة و شراسة عندما تدنوا مواعيد الاستحقاقات المترتبة على المبادرة الخليجية المتعثرة بفعل صراع القوى على السلطة و سيكون صلابة و وحدة الموقف الجنوبي المؤمن بعدالة قضيته و حتمية انتصارها الصخرة التي تتحطم عليها هذه الضغوط و الحرب النفسية و الرضوخ لمطلب الجنوبيين باستعادة وطنهم و بناء دولتهم الوطنية الديمقراطية.
|