2012-04-14, 09:36 PM
|
#152
|
مشــرف عـــام
تاريخ التسجيل: 2008-11-18
المشاركات: 10,014
|
منذ 30 دقيقة
شبكة عدن حرة | كاتب وناشط جنوبي يوضح حقائق ما يجري في محافظة أبين الجنوبية
أجرت شبكة الطيف الاخبارية اتصالاً هاتفياً بالكاتب والنشاط السياسي الجنوبي الأستاذ/ محمد عباس ناجي, وسألته عن ما يجري في محافظة أبين الجنوبية ؟ فكان رده على هذا السؤال على النحو التالي:
في البداية أشكر موقع شبكة الطيف الاخباري والقائمين عليه لاهتمامهم بما يجري في داخل وطنهم. والاجابة على هذا السؤال متعددة الجوانب, ومع ذلك سوف نختصر الاجابة قدر الإمكان.
يا عزيزي القضية ليست مجموعة عناصر تقوم بأعمال قت...الية بغرض إقامة إمارة إسلامية في مدينة جعار أو مدينة لودر أو مدينة مودية أو أي مدينة جنوبية أخرى كما تزعم سلطات صنعاء, لأن هذا أمر مستحيل. وإنما الأمر أكبر واعمق من ذلك بكثير, وسنوضح هنا بعض الحقائق:
أولاً: هناك عناصر تقود هذه المجاميع لها ارتباط كبير بأقطاب سلطات صنعاء ومنذ فترة طويلة, وهي من تمولها وتدعمها بالأموال والسلاح وتسهل لها مهامها باستمرار, وكانت ومازالت تستخدمها لخدمة أهدافها السياسية من وقت إلى آخر. وكانت هذه العناصر في السابق تستخدم من قبل الدكتاتور علي عبدالله صالح واللواء علي محسن الاحمر كشخصين اساسيين في الحكم, وقد أعترف قبل أسابيع علي محسن الاحمر في مقابلة مع صحيفة 26 سبتمبر أن ما يسمى بأنصار الشريعة هم صنيعة الرئيس صالح. ولكن الجديد في الأمر أن هناك اقطاب جديدة في السلطة بدأت تمد يدها لهذه العناصر, لأن لديها رسائل تريد إيصالها إلى جهات أخرى, ولا سيما لقيادات جنوبية من أبناء محافظة أبين وفي مقدمتهم عبدربه منصور هادي, وعلي ناصر محمد, ومحمد علي أحمد وغيرهم . لتقول لهم بأننا قادرون على الوصول إلى عقر داركم.
ثانياً: صحيح أن أقطاب الصراع السياسي موجودة في صنعاء, ولكنها على ماذا سوف تتصارع في صنعاء على الجبال المحيطة بصنعاء أو على مزارع القات؟, الصراع أساساً حول ثروات وأراضي الجنوب, فالمصالح المادية هي أساس أي صراع. ولهذا الصراع على الجنوب لم يعد يختصر على أشخاص وإنما تشترك فيه احزاب مثل المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح, وما يسمى مؤخرا بالسلفية.
ثالثاً: السيطرة من قبل هذه المجاميع سوى ما يسمى بالقاعدة أو بأنصار الشريعة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين هو سيطرة على خاصرة الجنوب الشرقية, وتقسيم الجنوب إلى جزئيين شرقي وغربي, وهو مقدمة للسيطرة على عاصمة الجنوب مدينة عدن, ولهذا نجد هذه المجاميع تسعى بكل السبل للسيطرة على مدينة الحوطة محافظة لحج, الخاصرة الشمالية والغربية للجنوب, وبذلك تستكمل سيطرتها على مداخل مدينة عدن حتى يسهل عليها دخول عدن في الوقت الذي تأمر فيه. والهدف الأول من ذلك هو إنهاء الحراك السلمي الجنوبي, فهذه المجاميع تفتك بكل من يوقع بين يديها, وليس لها هدف سوى القتل. ولعلمك هذه المجاميع ليس لها أي ارتباط ديني, وإنما الكثير من عناصرها من مدمني المخدرات, ويمكن تقسيمها إلى عدة فئات: فئة تقود القتال تحت ذريعة دينية وهي المسيسة والمرتبطة بالجهات الداعمة في صنعاء, وفئة تم تجنيدها وهي من أبناء اليمن الجنوبي تحت قسوة ظروفها المادية الصعبة, وهي مجاميع صغيرة, وفئة من أبناء اليمن الشمالي وهي المجاميع الكبيرة وهي مشتركة بغرض الحصول على الفيد من أموال وسيارات واسلحة, وفئة يتم تسهيل دخلوها إلى البلاد من دول عربية أخرى تأتي بغرض ديني كما يصور لها.
رابعاً: أطراف الصراع في صنعاء لديها خطوط حمراء في مدى صراعها.. هذه الخطوط تتمثل في عدم المساس الجسدي والمادي المباشر في الطرف الآخر. كما أن لديها ممتلكات كبيرة في صنعاء ومناطقها ( اليمن الشمالي) لهذا جعلت من اليمن الجنوبي ساحة لصراعها, وهنا تهدف إلى تحقيق عدة أهداف منها: اظهار شعب الجنوب بأنه شعب متطرف وغير راشد وليس لديه قيادة مستغلة الخلافات الطفيلة بين بعض القيادات الجنوبية السابقة الموجودة في الخارج, وأن الجنوب سوف يتحول إلى أرض خصبة للتنظيمات الإرهابية في حالة التعاطي الاقليمي والدولي الايجابي مع حقه في تقرير مصيره.
خامساً: وهو الأهم إن جعل الجنوب ساحة صراع مع ما يسمى بتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة هو تدمير لثورة شعب الجنوب التحررية وحراكها السلمي, فهذا الصراع قد أحدث اربكاً لسكان الجنوب من خلال النزوح الجماعي الكبير للسكان من مناطقهم, وإجبار بقية مناطق الجنوب إلى تحويل واجهة الصراع نحو هذه العناصر بدلا من وجهته الأساسية مع المحتل, وتدمير لمقومات الجنوب الاقتصادية والعمرانية... الخ. وبالتالي إحداث إنهاك كبير لشعب الجنوب وجعله غير قادر على النهوض بمهامه التحررية.. وهناك اهداف خفية من الصعب الاجابة عليها في اتصال هاتفي.. وعلى العموم علينا أن نفهم أن القوى المتصارعة في صنعاء قد تختلف وتتباين حول مصالحها وفي مواقفها من بعضها البعض, ولكنها بالنسبة للجنوب غير مختلفة, وهو الجامع الوحيد الذي يجمعها في هذه المرحلة على الأقل.. وبالمقابل علينا أن نوجه لأنفسنا نحن الجنوبيين سؤال: ماذا نحن فاعلون تجاه هذه المعضلة الخطيرة لمجابهتها؟مشاهدة المزيد

|
|
|