هل أصبحت القاعدة أكثر قوة الآن؟ (2)
مفتاح الحل يكمن في إقناع اليمنيين بأن القاعدة لا تشكل مشكلة للأجانب ولكنها تشكل تهديدا محليا أيضا
ترجمة/ مهدي الحسني
بقلم/ توم ايه بيتر
من المرجح أن يبدأ واضعوا السياسات في اليمن الذين يسعون لتغيير المسار، بمحاولة تفكيك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال محاولة فصل القاعدة عن عامة الناس.
يقول محمد حيدر، الباحث في مركز سبا للدراسات الاستراتيجية بصنعاء: «إن استمرار هذه الجماعات يعتمد الآن على الحد الذي يتقبلهم فيه المجتمع. الناس في بعض المناطق يريدون أن يكونوا مستقلين ليس فقط من تلك الجماعات بل أيضا من الحكومة، غير أنهم في نهاية الأمر سيختارون الحكومة. الناس لن يختاروا القاعدة، لأن القاعدة تستطيع أن توفر الأمن، لكنها لا تستطيع أن توفر الخدمات الأخرى».
خطر محلي أيضا؟
اليمنيون يحثون المجتمع الدولي أن يتخذ أسلوبا أكثر شمولا في مساعدة اليمن على مواجهة الإرهاب والتعامل مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية وباقي المجموعات الإرهابية الأخرى، ليس فقط من الجانب العسكري، ولكن الجانب التنموي أيضا. وتعد الولايات المتحدة التي تنفذ عمليات بطائرات من دون طيار في اليمن من أكثر القوى الدولية نشاطا في عمليات مكافحة الإرهاب هناك.
ويقول الباحث السياسي والصحفي المحلي، ثابت: «أمريكا تهتم بأمر القاعدة في اليمن فقط، ولا تهتم بالمشاكل الرئيسية التي تجعل من القاعدة أكثر قوة، مثل الفساد وضعف الجيش. إنهم يهتمون فقط بالقاعدة وكيفية محاربتها، وعليهم أن يطوروا من مواردنا ويجعلونا أكثر قوة، لنتمكن من محاربة القاعدة بأنفسنا».
وبالرغم من ذلك فإن اليمنيين قد يواجهون صعوبة في تسويق هكذا خطة للأمريكان. إن المفهوم العسكري لمكافحة التمرد الذي استخدم في العراق وأفغانستان والذي يركز على مكافحة الإرهاب أو التمرد من خلال خليط من القوة الناعمة والقوة العسكرية، يواجه انتقادات متزايدة اليوم لأنه أدى إلى نتائج موضع نقاش.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عددا من العقبات التي تعيق عملية تنفيذ مشاريع المساعدات في اليمن، حيث تفتقد الحكومة إلى رؤية فاعلة في ترتيب أولويات المساعدات، كما أنها تفتقد إلى القدرات الإدارية لاستيعاب أي مبالغ ضخمة تأتي من المانحين.
في الوقت الحالي، فأن مفتاح الحل يكمن في إقناع اليمنيين بأن القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا تشكل مشكلة للأجانب فقط، لكنها تشكل تهديدا محليا أيضا.
يقول الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس الوزراء السابق في اليمن الجنوبي قبل الوحدة، ياسين سعيد نعمان: «على هادي أن يجعل الناس يشعروا بأن هذا الخطر يشكل تهديدا على الاستقرار في هذه البلاد قبل أن يهدد الاستقرار في الإقليم أو المجتمع الدولي. إنه يهدد الاستقرار في البلاد نفسها. الاقتصاد والحياة الاجتماعية والسياسية و كل شيء آخر».
كريستيان ساينس مونيتور
|