[الجنوب أولا]

أخواني الجنوبيين .. علينا أن ندرك مؤامرات الزيود على جنوبنا الغالي .. لم تحدث مأساة مثل ما حدثت لسلطنة آلـ " الرصاص " في البيضاء . فحتى عان 1925 م كانت سلطنة آلـ البيضاء تمثل ثالث قوة في موازين القوى في المنطقة ، من حيث المساحة والكثافة البشرية والقوة . فمن الشمال كانت المملكة المتوكليه ومن الجنوب كانت بريطانيا ومحمياتها ، وفي الوسط كانت سلطنة آلـ الرصاص . سلطان آلـ الرصاص لم يخضع لضغوطات بريطانيا لعقد معاهدة حماية معها . بل كان معاديا لتواجدها على أراضي الجنوب . بالمقابل كان يرفض الخضوع للمملكة المتوكلية ، بل كان معاديا لها . كانت لبريطانيا والمملكة المتوكلية أطماع في ضم سلطنة آلـ الرصاص إلى أحد منهما . فآلـ الرصاص هم شوافع جنوبيون ، ولهم علاقاتهم المتبادلة مع جميع السلطنات والمشيخات الجنوبية . . ودورهم في مقاتلة بريطانيا يشهد له التاريخ ، حين كان الشيخ عبد ربه الربيزي متحالفا مع السلطان الرصاصي في أول مواجهات مسلحة ضد بريطاني واستمرت حتى الإجتياح الزيدي للبيضاء ،. وكثير ما تعرضت السلطنة لغارات البريطانيين . وما يؤكد عداء آلـ الرصاص للبريطانيين هو عدم الإستعانه بهم لإخضاع قبيلة آلـ امحميقاني المتصارعة معه .
وبسبب الفتنة الداخلية بين القبائل ، فقد لقي الأمام يحي فرصته لإحتلال سلطنة آلـ الرصاص عندما أستنجد سلطان آلـ الرصاص به . وبالفعل منذ عام 1925م تقريبا أجتاحت قوات الإمام أراضي سلطنة آلـ الرصاص وكذلك أراضي سلطنة آلـ عوذله ، وصولا إلى كور لودر وضواحيه . وتنكرت لوعودها للسلطان الرصاص ، وأحدثت مجزرة رهيبة إلى الآن الناس يتداولون بشاعتها ويتشائمون من يوم احتلال قوات الإمام للبيضاء (( يوم الربوع على قرنك وقرن الزيود )) . وبسبب وجود اتفاقية حماية بين سلطنة آلـ عوذله وبريطانيا تدخلت بريطانيا ودحرت قوات الأمام يحي حتى الحدود مع سلطنة آلـ الرصاص وتوقفت ، كونه لا توجد معاهدة حماية بين الرصاص و بريطاني . من هنا استمر إحتلال قوات الإمام لسلطنة الرصاص حتى اليوم ، بخديعة وجبانة ، وتم طمس هويتها الجنوبية و كل معالمها وأنهتها من الوجود . لذلك فإن البيضاء حاضرة آلـ الرصاص شهدت مالم تشهده أي سلطنة جنوبية من مأساة وطمس هوية وإذلال وجحود ... الخ . لذلك فإن عودتها إلى الجنوب هو عودة للحق واستعادة لجزء مسلوب من أراضي الجنوب ، تقع هذه المهمة الوطنية على عاتق كل جنوبي حر .