مثلما لم يفهموا ماطرحت فى الجزء الاول من موضوعك ، وشنوا حملة حامية الوطيس على البيض الشيوعى السابق الذى باع دينه فى السابق المستعد ليبعه ثانيا ويصبح شيعيا ، مثلما لم يفهوما ذاك الحديث لم يفهموا هذا الحديث ... لقد حفزهم المقال الاول للجولة الثانية من المعركة ، المعركة المقدسة ، معركة الانتصار للدين ، فلم لا وهم حماة الاسلام وحراس العقيدة . لكنك انهزمت ، وفرح فرسان الهيكل المقدس بنصر الله . وكانت فرحتهم مضاعفة بعودة المقاتل " خالد بن الوليد " - احمد بن فريد - الى حوزة الاسلام وترك اتباع عمرو بن هشام .
ونقتبس من الجزء الاول الجملة التالية :
" الأخوة المناوئين لمد علاقة سياسية " مصلحيه " طبيعية مع إيران تحت أي ظرف كان – والذين نحترم آرائهم - بدا واضحا أن ما يسوقونه من " حجج و مبررات " هي ابعد ما يكون عن المنطق وقواعده المتعارف عليها في شروط العلاقات السياسية " .
ونذكرهم بمضمون ماجاء فى الجزء الاول تعليقا على زيارة هنية ، وهو
1- لم تؤثر علاقة حماس مع ايران فى دين اعضاء حماس ولا فى دين الفلسطيين ولا فى سنية اسماعيل هنية .
2- انه لم يتحرج الى الذهاب الى طهران من الكويت الدولة الخليجية ، فهو انسان حر مستقل القرار ، يقيم علاقات مع كل دول العالم سواء كانت شيعية او بوذية او نصرانية او ملحدة
3- لم يخطر ببال هنية انه سيغضب الكويت بتوجهه الى ايران ، لانه ليس لديه هذا الهاجس الدينى المريض وليس لدى الكويت كذلك لان الجميع يتعامل بمنطق السياسة
4- ان الذى يحكم اسماعيل هنية هو قضيته الوطنية العادلة ويتحرك لخدمتها عن طريق البحث عن مساندة وتاييد ومساعدة وتفهم ، ولم يمنعه ذلك من التصريح انه لن يكون فى صف طرف ضد طرف بمعنى لن ينجر الى معارك الاخرين تحت اى مبرر وعلى راسها المبررات الدينية ( الكاذبة التى تخفى مصالح سياسية وليس دفاعا عن اى مذهب او دين )
5- ان اعضاء حماس يتنقلون بين الدول هنية يسافر الى طهران ومشعل الى الدوحة وعمان ى نفس الوقت ( ولو كان هناك اختلاف لكن لم يقحكم الدين ويخون هنية انه ضد يحب الشيعة ويهوى التشيع وسوف يشيع الفلسطينيين )
6- ومهما كان الامر لا يمكن مساواة طهران بتل ابيب ( ايران شعب فى ارضه منذ الوف السنين ولم يغتصب ارض احد ويجب علينا البحث معه على قواسم مشتركة مهما اختلفنا ، ولكن اسرائيل غاصبة معتدية ولايمكن مقارنتها بايران اطلاقا لكن البعض لن يثير لديه القول بالسفر الى تل ابيب الخوف مثل القول السفر الى طهران ، لماذا ؟ )
ارجوا ان اكون اوردت مضمون نقاط احمد عمر بن فريد بشكل صحيح ... كان يقصد ابو يريد من ايراد مثل حماس ، ليس المقارنة ، وانما تقرير حقيقة من واقع مشاهد ملموس ، اننا يجب ان ننطلق من خدمة القضية الوطنية الجنوبية بدون اية حساسات دينية او سياسية تقوم على مجامل دول اخرى والاخذ بخاطرها على حساب قضيتنا ( علينا ان نحترم قضيتنا وحريتنا وارادتنا المستقلة قبل ان نضع اية حسابات اخرى ، علينا ان نمتلك ارادتنا اولا ونتصرف كرجال احرار ، وعندها نجلس ونخطط وننظر ما يخدم قضيتنا ويعزز موقفنا ، دون اية حسابات اخرى الا حساب مصلحة قضيتنا الوطنية )
ماذا حدث ؟ كانت ردات الفعل تؤكد ماقرره احمد بن فريد فى بداية مقاله ، وعوضا عن التعامل بعقلانية ورجوع البعض عن تفكيرهم ونظرتهم من خرم ابرة ويالتها ابرة الوطن بل ابرة اخرين وقضايا دول اخرى ، عوضا عن التعامل بعقلانية استنفروا استنفارا غريبا ـ استنفار مفجوع كانهم حمر فرت من قسورة . ولو بحثنا الاسباب النفسية سوف نجد اولها خوف ورعب مستكن فى نفوس البعض ، وغرس غرسا حتى تشربته نفسوهم نتيجة عملية تدجين طويلة تمت فى هذه الدولة او تلك ، بدليل ان اسم تل ابيب لن يثير احد فعلا ، لان تل ابيب منيعة من جهة وصديقة من جهة اخرى لتلك الدولة العزيزة ، فلن ياتينا خطر على الاطلاق
وهؤلاء الذين يقدمون انفسهم فى شكل مدافعين عن الدين فى الحقيقة خوف من اثارة غضب تلك الدولة ، غضب الناس ، اكثر مما هو خوف الله ... ولو تصالحت تلك الدولة مع ايران لخرست هذه الالسنة جميعا
وهذه الفقرة الاخرى التى ابدع فيها بن فريد :
( ستة نقاط تضمنت ما استطعت ان احلله وأسلط الضؤ عليه في خبر الزيارة السياسية " الرسمية " للزعيم الفلسطيني اسماعيل هنيه ،لعل وعسى ان تجدي نفعا في تهدئة الخواطر المشتعلة الحانقة على غير هدى من منطق او من مصلحة وطنية .. متمنيا على ألا يحاول البعض ان يكيف " قضيتنا الوطنية " وفقا لمصالحه الشخصية , أو أن يفصل شروط التعاطي معها " سياسيا وفقا ل " شروط الإقامة " في هذه الدولة او تلك ) .
ونضيف ، هناك البعض ليس لديهم شروط اقامة بل شروط الدين ، فالطالما تلك الدولة عزلانه على ايران فمن شروط الدين ان نزعل نحن ، واذا تصالحت مع ايران فقد رفع الحضر الدينى واصبح الامر مباح
هل فهموا شيئا مما قاله المناضل احمد عمر بن فريد فى الجزء الاول
وماذا فهموا من الجزء الثانى ؟
الجزء الثانى ، فى اشارته العابرة الى الجزء الاول ، يقول ليس هناك علاقة مع ايران انما المسألة التى وردت فى الجزء الاول هى مناقشة الامر فيما لوحدثت هناك علاقة او اضطررنا الى ذلك ، هل هناك ضير فيها ؟ هذا مضمون الحديث كله .
لقد فرح هؤلاء بعدم وجود علاقه وصبوا الغضب مجددا على البيض لاسباب اخرى ، وهذا يدل على ان سبب الحملة على البيض فى الجزء الاول والثانى هو نتيجة لموقف مسبق من البيض ، فالبيض هو الخطيئة والخطر فى القضية الجنوبية ، ولو ابتعد سوف تتعافى القضية الجنوبية
يتبع
|