[محمد اليافعي 99]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعوم

للأسف أن بعض أبناء الجنوب المقيمين في دول الخليج وقعوا تحت تأثير آلة الإعلام المعادية لإيران المتزامنة مع الحملة الامريكية-السرائيلية تحت حجج خطر التمدد الشيعي , والواقع أبعد من ذلك بكثير وله علاقة وطيدة بأجندة أمريكية شاملة يتخذ من دول الخليج رأس حربة ومحصلته النهائية هي المصالح الاسرائيلية الامريكية , هكذا كان الحال مع العراق وهكذا تم تدميره بدعم خليجي وازاحته من ساحة الصراع العربي الاسرائيلي , ثم تسليمه على طبق من فضة للهيمنة الايرانية بفضل الإرتهان الأعمى وغياب أبسط الرؤى الإستراتيجية ..
صحيح أن دول الخليج وقفت مع الجنوب ظاهرياً في حرب 94 وأكتفت بالمشاهدة , بل ورفضت الاعتراف بدولة الجنوب المعلنة رغم ان أمريكا نفسها قد أعلنت عن إستعدادها بالأعتراف في حال أعترفت أي دولة خليجية بإنفصال الجنوب , ثم نكتشف من مذكرات عبدالله بن حسين الأحمر بأن الملك عبدالله كان في الخفاء يشجعهم على اقتحام عدن ويستعجلهم في ذلك حتى يزول عنه الحرج .
أما اليوم فقد أصبح الموقف السعودي شديد الانحياز لنظام صنعاء بعد أن أبرم معه كل المعاهدات السرية والعلنية وتنازل له عن كل الأراضي اليمنية المتنازع عليها وقدم كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة إبان ترسيم الحدود , وكان الجنوب هو الثمن المقابل فأعطى من لا يملك من لا يستحق وأتت المبادرة الخليجية لتعبر عن حجم التجاهل الفج لقضية الجنوب بل والتوجه لدفنها نهائياً ..
صحيح ان السعودية كانت تخشى من فكرة الوحدة اليمنية وعادتها بكل ما تمتلكه من نفوذ لأعتقادها ان الوحدة سوف تؤدي الى كيان يمني قوي يتهدد وجودها ويخرج من دائرة تبعيتها , ولكنها أكتشفت ان الوحدة خلقت كياناً أشد ضعفاً وارتهاناً وتشرذماً وارتماءاً في أحضانها تنامى فيه نفوذها وهيمنتها وتحققت لها فيه حتى المصالح التي لم تكن تحلم بها قط , وتصوروا أن تخرج مظاهرات حاشدة بمناسبة ترسيم الحدود يخرج فيها الشعب مهللاً ومصفقاً لمعاهدة تنازلت عن مساحات هائلة من أرضه لدولة الجوار !
وبناء على المبادرة الخليجية التي تلخص دون لبس الموقف السعودي من القضية الجنوبية وعدم الاعتراف نهائياً بأي تطلعات ينشدها الجنوبيون باستعادة وطنهم السليب , واعتبار الشأن الجنوبي شأن يمني داخلي يعالج مع بقية القضايا والمظالم اليمنية المحلية عبر ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني , فأن الجنوبيين أمام هذا الموقف الرافض لتطلعاتهم والمنحاز لنظام الاحتلال لا يملكون الا الانفتاح على كل الخيارات البديلة بما يخدم قضاياهم الوطنية المشروعة , ولأننا أصحاب ثورة تحررية فاننا سنطرق أبواب كل الامم والشعوب المؤيدة لقضايانا الوطنية دون ان نعادي أو نتحالف ضد أحد عدى المحتل لأرضنا والجاثم على صدورنا .

اضافتك أخي الكريم نعوم تعكس الواقع بحذافيره
اشكرك و لك مني ارق التحيّه و الاحترام