غارة أمريكية تستهدف معقلاً لمسلحي "القاعدة" في شبوة مخاوف يمنية من تأثيرات سلبية نتيجة تحذيرات واشنطن آخر تحديث:السبت ,31/03/2012
صنعاء - أبوبكر عبدالله:
شنت طائرات أمريكية من دون طيار أمس الجمعة غارة جوية استهدفت معقلا لتنظيم القاعدة في منطقة عزان بمحافظة شبوة اليمنية والتي كان التنظيم أعلنها إمارة إسلامية .
وقال وجهاء وسكان ل “الخليج” إن الغارة استهدفت تجمعاً لمسلحين من التنظيم نصبوا في منطقة مفرق الحوطة بمنطقة عزان حاجز تفتيش، وأن صواريخ سقطت على سيارة يعتقد أن مسلحي التنظيم كانوا يستخدمونها للتنقل ما أدى إلى تدميرها كليا ومقتل من فيها، فيما تحدثت مصادر أخرى عن إصابة مدنيين من جراء هذه الغارة .
وقال أطباء في مستشفى عزان العام إن المستشفى استقبل ستة جرحى من المدنيين كانوا قريبين من المكان الذي استهدفته الغارة الجوية .
وجاءت الغارة بالتزامن مع تحذيرات أطلقتها السفارة الأمريكية بصنعاء وحذرت فيها الأمريكيين المقيمين في اليمن من “المستوى المرتفع للخطر الأمني”، وحضتهم على مغادرة البلد مع وجود احتمالات بشن “القاعدة” هجمات ضد أمريكيين ومصالح أمريكية في هذا البلد .
وعزت دوائر سياسية التحذيرات الأمريكية إلى التهديد الذي أطلقه مسلحو الذراع اليمنية ل”القاعدة” باستهداف الرعايا والمصالح والأمريكية في اليمن، وبعد أيام من مقتل المدرس الأمريكي جويل شرون برصاص مسلحي التنظيم في محافظة تعز الجنوبية .
لكن هذه التحذيرات أثارت مخاوف لدى بعض الأوساط السياسية والاقتصادية اليمنية من نتائج سلبية على الوضع الاقتصادي لليمن الذي يعاني اختلالات عميقة نتيجة مخاوف المستثمرين ورجال الأعمال من تصاعد الهجمات الإرهابية لتنظيم الأصولي في هذا البلد المضطرب .
واعتبروا التحذيرات الأمريكية “انعكاساً لرغبة واشنطن في الحصول على المزيد من الصلاحيات في الحرب التي تقودها على الإرهاب بعد الانتقادات التي تصاعدت نتيجة استمرار الطائرات الأمريكية في انتهاك المجال الجوي اليمني وشن غارات من دون تنسيق مع الحكومة اليمنية تؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين .
وأبدت أساط سياسية خشيتها من أن تقود الخطوة الأمريكية إلى إجراءات مماثلة من دول العالم ما يعني عزل اليمن ووضعها من جديد تحت وطأة الحصار والرقابة التي ألحقت بالاقتصاد اليمني في وقت سابق خسائر باهظة .
وميدانياً شهدت محافظة أبين الجنوبية مواجهات متقطعة بين مسلحي التنظيم وقوات الجيش اليمني وقال وجهاء إن أكثر المواجهات حصلت في جبهتي زنجبار والكود بعد هجمات شنتها قوات الجيش على تجمعات للمسلحين الذين توافدوا إلى هذه المناطق لدعم مسلحيهم في مدينة جعار الخاضعة لسيطرتهم وأوقعت ثمانية قتلى بينهم قيادي يحمل الجنسية العراقية كما أوقعت قتلى وجرحى من الجنود .
وأكد سكان أن مدينة جعار شهدت خلال الفترة الماضية نزوح الآلاف من سكانها باتجاه محافظة عدن وإلى مناطق بعيدة خصوصا بعد الهجمات التي شنتها مقاتلات جوية وقطع بحرية أمريكية على معاقل مسلحي القاعدة في هذه المدينة .
ويسيطر مسلحو تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب على العديد من المدن الرئيسة في محافظة أبين بعد هجمات شنوها على مواقع عسكرية واستولوا خلالها على ترسانة كبيرة من السلاح الذين كان في مخازن معسكرات الجيش .
وفي غضون ذلك دان خطباء الجمعة ورجال الدين أمس “ثقافة الإرهاب والتخريب التي يمارسها المتشددون من تنظيم القاعدة والعناصر الإرهابية التابعة لها الذين يقودون حرباً قذرة ضد المجتمع اليمني وقواته المسلحة والأمن” .
وطالب رجال الدين الذين ينشطون ضمن “الحملة الوطنية الشاملة ضد الإرهاب سائر أبناء الشعب اليمني ومنتسبي الوحدات العسكرية إلى التلاحم صفاً واحداً لمواجهة الإرهاب وناشدوا القوى السياسية والاجتماعية بالانحياز إلى الوطن والتصدي لكل المخربين” وأكدوا أن “الضرورة الشرعية توجب على جميع أبناء الشعب اليمني التلاحم والاصطفاف والوقوف بكل شجاعة وحزم ضد الفئة الضالة التي أوجب الدين الإسلامي الحنيف محاربتها وجرمتها القوانين النافذة” .