اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الشعب قانون
احييك دكتور حسن
اغلب الناس لاينطلقون من منطلق سياسى بحت ولا يسألون ابسط الاسئلة البديهية فى السياسة ، ويحسبون السياسة حسن نوايا وامانى وترقب الاحسان ، ويحسبون ان السياسة علاقات اجتماعية وعلاقات دينية ...
قبل كل شئ علينا تقرير مبدأ ، بدون تقرير هذا المبدأ لن نصل مع اصحاب سياسة النوايا الحسنة الى حل .
هذا المبدأ هو : هل يحق لنا اقامة علاقات مع جميع دول العالم دون استثناء بلا قيد او شرط ام لا ؟ اذا كان للاخرين هذا الحق لماذا ليس لنا هذا الحق .. من له حق الاعتراض ؟ وعلى اى اساس ؟
لماذا يطرحون شرط رضى السعودية ؟ هل لابد ان ترضى وتوافق السعودية ؟ ولنتذكر :نحن هنا بصدد تقرير المبدأ كمبدأ ... هل من حقنا ذلك ام لا بغض النظر عن رضى فلان او علان ؟
عندما نقرر المبدأ ونتفق عليه ، بعدها نسال ماهى العلاقات التى ستعزز موقفنا فى الصراع ؟
لكن بعض الناس المبدأ عنده رضى السعودية ، وليس لديه الا سؤال واحد : كيف نرضى السعودية ونتمسح بها ونتحكك بها ونستدر عطفها ؟
البعض الاخر لا ينظر الا من زاوية نظره للدين وفهمه له وليست لديه اية مشكلة ، فاليسلخ الشعب الجنوبى وليسحق ، لكن فكرته وفهمه للدين يجب الا يمس ...
للنظام فى السعودية وضع خاص من حيث علاقته بالشيعة ، وهذه العلاقة انتجت موقفا دينيا ، فى السعودية كراهية طائفية وتغرس هذه الكراهية فى اوساط الناس بمختلف الوسائل وهناك موقف سلبى من الشيعة شائع غى اوساط الناس ولا يعرفه الا من يذهب للسعودية واغلب الذين عاشوا فى السعودية تشربوا هذه فكرة العداء للشيعة واصبحت جزءا من شعورهم الدينى ، والمشكلة انهم يريدون فرضها على الاخرين . ولذلك تجد لدى هؤلاء اصرار عجيب على ربط الجنوب بالسعودية بطريقة او باخرى .. فالسعودية بالنسبة اليهم مرجع دينى وسياسى يقاس عليه غيره ، وكل ما خالفه خطأ فى خطأ ...
اما بالنسبة للمصالح ، نقول لهم لا تخافوا اطلاقا ، فالبيض ليس رئيس دولة الجنوب القائمة التى ستضر سياسته بالجالية الجنوبية فى السعودية .. فلم يتضرر الجنوبيين ابان الدولة السابقة ناهيك الان .. لا بل ستزيد اسهمكم وكما بحثت السعودية عن مرتزقة قديما سوف تعود للبحث عن مؤيدين جنوبيين لها الان فى السعودية وربما تعمد الى تجنيدهم ، ولكن لاى هدف ... عندما تتصل بهم السعودية وتحاول تجنيدهم لاغراض اخرى سوف يفهون عندها - اذا كانوا فعلا مخلصين للجنوب - ماذا تعنى سياسة .. وان اخر ما يهم السعودية او غيرها شئ اسمه دين ، وان الدين مجرد كرت وورقة فى اللعبة السياسية ، وتتلون هذه الورقة بالوان تناسب المرحلة وتختلف قائمة المحرمات من زمن الى اخر فما كان حراما فى الماضى يصبح فرضا فى الحاضر ..
انصح هؤلاء ان يذهبوا الى مكتبة جرير ويشترون كتاب صن تسو عن فن الحرب قيمته بضعة ريالات ، ولو اشتروا كتاب الامير لميكيافللى ايضا سيكون افضل ، وهندما ينتهون من القراءة عليهم ان يعلموا حقيقة واحدة ان افكار ميكيافللى لم تعد تمثل الا بدايات ساذجة بالنسبة لسياسة اليوم ..
واخيرا علاقتنا مع اى طرف لا تعنى عداء لطرف اخر ، الا اذا كان للطرف الاخر مشروعا ضدنا .. واذا كان الامر كذلك فليتكم ان تعيدون النظر فيما تقولون . وتتحدثون بشئ من السياسة لا بفهمكم الخاص للدين وليس بمفهوم العلاقات الاجتماعية التى تقوم على حسن النوايا ..
|
كل ذلك جيد ولا نختلف علية
ولكنني لا استطيع ان اعلم الفائدة من العلاقة مع دولة تعاني من مشاكل اقليمية ودولية ناهيك ان القضية الجنوبية ليس مجهولة الهوية ولم نستحدثها من العدم وهي لا تحتاج كل هذا الدعم المفترض بقدر ما تحتاج الى الوعي السياسي والوطني الخالص وعلى راسها توحيد الصف وايجاد نقطة اشتراك لجميع الجنوبيين .
فما وصلنا الية ليس نتيجة غياب التعاطف الدولي او الاعتراف الدولي وكل هذه تحصيل حاصل للتشتت الجنوبي وتعدد الاتجاهات .
فنحن نبحث عن الحلول في غير محلها وطالما مارسنا هذا العمل والنتائج دائما سلبية.
لا يهمني ان كانت ايران شيعية او حتى يهودية فليس هناك شعب تم فرض علية عقيدة نتيجة احتلالة ولكن ما يهمني هو الوضع السياسي والدولي لايران .
فنحن هنا في موضوع الاستاذ بن فريد (واقول البعض وليس الكل) انطلقنا من منطلقات عدة منها عاطفية ومنها مناطقية ومنها تعصب ومنها شخصية ....الخ وجميعها مغلفه بطابع الوطنية , وهذا جميل بغض النضر عن المكنون, ولكن هل كلفنا انفسنا في معرفة ماهية هذا الكيان الذي نود العلاقة معه قبل اطلاق الاحكام؟
فا اكاد اجزم بان الاغلبية لا يعرفون عن ايران الا انها دولة شيعية لا اكثر!
وما اريده ان ننطلق من منطلق الفائدة والخسارة في هذه العلاقية على كل الاصعدة سواء السياسية او الاقتصادية ومردودها على القضية سلبا وليس ايجابا, لان الايجاب يصب في خانة القبول ولكن السلبي هو ما سيوضح حجم الضرر الذي قد نلتقية من هذه العلاقة وعلية نستطيع الحكم بالاستمرار او العدم.
عن رايي الشخصي ولا اخص به احد ومن حكم دراستي مع بعض الاخوة الايرانيين في المهجر وما عرفته وسمعته عن ايران ونضامها ومستقبلها وعلاقاتها ....الخ
لا اعتقد بانها من الممكن ان تكون الصديق الذي يفيد بقدر ان تكون الصديق الذي يضر!