سياسيون يمنيون يعتقدون أن صالح لا يزال يمسك بخيوط اللعبة آخر تحديث:الاثنين ,26/03/2012
تنحى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بعد فترة طويلة في الحكم الشهر الماضي في اتفاق مدعوم من الدول الخليجية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي . وقد حل محله نائبه عبد ربه منصور هادي وتشكلت حكومة وحدة وطنية من الحزب الحاكم والمعارضة . لكن الكثير من اليمنيين يشعرون بأن الوضع في بلادهم يجب أن يكون أكثر ردعا خاصة أن صالح وجد أنه من الصعب أن يعيش في دوره الجديد كرئيس سابق بعد 33 عاما في السلطة . ويوضح مسؤول حكومي سابق “إنه يقحم نفسه في كل شيء ولا يدع الحكومة تمارس أعمالها في سلام” .
وقد تم توزيع صور هادي على الوزرارات الحكومية على مدار الأسبوع الماضي، ولكنه لم يتم تدبير المسامير في أماكن كثيرة لتعليق الصورة . بل إن هادي حتى الآن فشل أيضا في أن يخرج من ظل سلفه . فهو لم ينتقل بعد لمقر الإقامة في القصر الرئاسي ويظهر فيه فقط في مناسبات لمقابلة الزوار .
وهناك مزاعم بأن صالح الذي لا يزال رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام وهادي عضو به قد اتصل بالرئيس الجديد في عدة مناسبات لإصدار تعليمات له ما حدا بالبعض إلى وصف صالح بأنه “رئيس الرئيس” .
ويعتقد محمد السعدي وزير التخطيط والتعاون الدولي أن الحل اليمني قد أوجد عقبات ولكنه لا يزال يأمل بأن التجربة ستحقق نجاحا بمساعدة وضغط من المجتمع الدولي . وقد وقع الوزير وهو عضو في حزب الإصلاح الإسلامي مؤخرا اتفاقية مع بنك التنمية الألماني من أجل مشروع في مجال الصحة والشؤون الأسرية . وأوضح “إن أولوياتنا هي الأمن وتقديم الخدمات للمواطنين وآمل بأن يواصل أصدقاؤنا الذين وقعوا اتفاق نقل السلطة حضورهم في اليمن” .
وأشار وزير الإعلام علي العمراني إلى أن إصلاح قوات الأمن والجيش له أولوية على كل الموضوعات الأخرى . فلا يزال صالح يمارس نفوذا واسعا على أجهزة الأمن اليمنية التي يحتل فيها أبناؤه وأبناء عمومته مراكز بارزة . ويشكو الوزير الذي استقال من حزب صالح في بداية الثورة العام الماضي من أن “الجيش لا يزال يسيطر عليه حتى يومنا هذا أقارب صالح” .
الوزير الذي نجا من محاولة اغتيال في 31 يناير/كانون الثاني عندما فتح أشخاص النار على سيارته وهو يغادر مبنى رئاسة الوزراء عقب اجتماع مع رئيس الوزراء محمد باسندوة، يشعر بالارتياح لأنه لن يكون هناك مجال لوزارة الإعلام عندما تطبق الديمقراطية بشكل كامل في اليمن حيث لن تكون هناك حاجة لممارسة هذه الرقابة الصارمة على الإعلام . وقال العمراني “هدفي هو إلغاء هذه الوزارة على المدى المتوسط” .(د .ب .أ)