عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-14, 09:42 PM   #9
فارس لبعوس
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-30
المشاركات: 7,469
افتراضي

البيان رقم "2" السيطرة على مدينة عدن \الصحفي عبد الرازق الجمل

--------------------------------------------------------------------------------

بينما هم منشغلون في قضايا أخرى، تسقط محافظة عدن في أيدي القاعدة فجأة. لم تكن هناك مقدمات توحي بتحرك مريب ولا هم يحزنون، بالإضافة إلى أن صالحا وعائلته وفلوله لم يعد لهم من أمر البلد شيء.

كل محلل ينتظر ما سيقوله المحلل الآخر، وكل صحيفة تنتظر ما ستكتبه الصحيفة الأخرى، وكل جهة تنتظر ما ستخرج به الجهة الأخرى. كان صالح هو مرمى تهم الجميع في السابق وبإمكان أي محلل على أية قناة أن يحمله المسئولية وينتهي الأمر. نفس الأمر ينسحب على الكتاب والصحافيين وغيرهم.

تتصل الجزيرة بسعيد الجمحي لتستضيفه في إحدى نشراتها الإخبارية فتفاجأ بأن رقمه الخاص بها لا يرد. كان سعيد يتابع قناة العربية ليرى ما سيقوله متخصص آخر لكن العربية لم تجد متخصصا أو غير متخصص كي تستضيفه.

من المؤكد أن الجميع يشعرون الآن بحجم الفجوة التي خلفها رحيل نظام صالح، لكن تناول خبر سقوط عدن على ظاهره سيعطي القاعدة الحجم الذي لا يريد أحد أن تحظى به، والوصول إلى مخرج توافقي يحتاج إلى وقت وإلى ظروف مشابهة للظروف التي جعلت من نظام صالح مجرد تهمة ومن تنظيم القاعدة مجرد أداة.

حدث هذا بعد فترة طويلة من انتقال السلطة بحيث لا يمكن لأي أحد استدعاء أي شيء له علاقة بصالح كي يتعامل معه كمخرج من ورطة ما حدث. الجميع لا يريدون أن يتناقضوا مع ماضيهم في هذا الأمر، ولم يستجد في الحاضر ما يعطي الحديث عن جديد مبررا. هذا سيكون قلة حياء ووقاحة مكشوفة بحسب عبد الرحمن بافضل.

أحزاب المشترك تريد أن تكتب بيان إدانة، لكن نصف بياناتها السابقة في هذا الجانب مملوءة بصالح وبمؤامراته، حتى لو أرادت أن تتوصل إلى صيغة توافقية للبيان فستصل في النهاية إلى الاعتراف بما كانت تنفيه سابقا. من الصعب أن تقدم بيان إدانة للناس يخلو من طرف سياسي متورط تطالب بتقديمه للعدالة.

يشتاط محمد قحطان غضبا: كان علينا أن نترك خط رجعة لاحتمالات كهذه بدلا من التأكيد المطلق على وقوف صالح خلف عمليات القاعدة في السابق. المشكلة أن ما حدث اليوم أكبر بكثير مما كان يحدث أيام صالح.. اللعنة.

يوافقه الرأي محمد السعدي لكنه ينصح الحاضرين بعدم الوقوع في أخطاء مماثلة قد تضعهم أمام ورطة كهذه مستقبلا.

لكن قحطان يختلف مع السعدي فيما طرح، كون ذلك يعاني التعامل مع السيطرة على مدينة عدن بمصداقية، وهذا ـ بحسبه ـ سيبقيهم في ورطتهم الحالية بينما هم مجتمعون للبحث عن مخرج منها.

محررو الصحف المحلية ومراسلو الصحف والقنوات الخارجية في ورطة حقيقية أيضا، فعلى الرغم من المحاولات المتكررة للاتصال بسياسيين من الذين كانوا هم يتصلون بالصحف والقنوات ليصرحوا لها دون أن يُطلب منهم، إلا أن جميع المحررين فشلوا في نهاية المطاف في الحصول على تصريح واحد.

يريد أحد المحررين أن يخرج عن خط الصحيفة السياسي والحزبي ويتناول الحدث بمهنية، لكنه لا يدري ما الذي قد يحدث بعد ذلك. ثم يفضل أن يبقى شريكا في الورطة على أن يبحث لها عن مخرج قد يخرجه من العمل في الصحيفة.

النائب شوقي القاضي منشغل بإجازة في مينمار ولا شيء على صفحته في الفيس بوك من الشعوذات التي يكتبها بعد كل عملية للقاعدة.

على بعد ساعة من نشرة التاسعة يقف معدو ومحررو أخبار الفضائية اليمنية حيارى لا يدرون ما الذي يمكن أن يكتبوه لمذيعي الأخبار. من الصعب طبعا تجاوز خبر كهذا في القنـاة الرسميـة.

الحل المؤقت الآن هو أن ينفوا سيطرة القاعدة على محافظة عدن، ثم سيكون لكل حادثة حديث بعد ذلك، لكن النفي يحتاج إلى تصريح من مسئول أمني أو عسكري أو من وزارة الإعلام، وجميع هؤلاء غير متوفرين حاليا.

يجتهد صالح الجبري الذي انتقل من سهيل إلى الفضائية بعد الثورة وينسب تصريحا لوزير الكهرباء صالح سميع نفى فيه سيطرة الجماعة على عدن، لكن صالح سميع يتصل بالجبري بعد النشرة ويسمعه التالي: قررنا فصلك من العمل في القناة وعليك أن تغادرها فورا.

يرد الجبري: تمام لكن الإقالة من مسئولية وزارة الإعلام لا الكهرباء.

سميع: ومن قال لأبوك إذن إن التصريح بخصوص السيطرة على مدينة عدن من عدمه من مسئولية وزارة الكهرباء وليس من مسئولية الدفاع والداخلية والإعلام؟!.

الجبري: يا سيدي حاولنا أن نتصل بمسئولين من كل الوزارات التي ذكرتها لكن لا أحد رد. عموما يمكننا أن ننفي النفي في نشرة قادمة وكفى الله المؤمنين القتال.

سميع: النشرة القادمة يا لوح ستكون في تمام الثانية عشرة، أي بعد أن يكون كل الشعب اليمني من المهرة إلى صعدة في سابع نومة، ثم إنها باللغة الإنجليزية يا كائن، ومعظم الشعب لا يفهمون حتى العربية التي لا تجيد أنت أيضا التحدث بها. ثانيا نفي النفي إثبات، وأنا لا أريد هذا ولا ذاك.

الجبري: وماذا تريد إذن؟.

سميع: ما هذا السؤال!!.. أريدك أن تضع السماعة وتغادر مبنى التلفزيون الآن.. الآن وليس غدا.

قبل أن يضع صالح الجبري سماعة التلفون يصل المسئول الشرعي لتنظيم القاعدة إلى مبنى التلفزيون ليتلو بيان سيطرة التنظيم على العاصمة صنعاء، كما تلا هو نفسه قبل فترة من إذاعة مدينة جعار بيان سيطرة التنظيم على المدينة.
فارس لبعوس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس