أولا أعتذر للأخ بن عفرير و للأخوة الأعضاء عن تأخري في التداخل في هذا الموضوع المهم... الذي للأسف لم يتم التفاعل معه على الأرض و لم نر أي حوارات أو لقاءات تتم بين الحراك الجنوبي و قيادات أو قواعد الإصلاح الجنوبي و لا حتى أي حوارات أخرى مع أي قوى خارج الحراك سواء كانت جنوبية أو يمنية.
الأخ بن عفرير يوجه النداء للأخوة في الإصلاح أن يأتوا إلى كلمة سواء... إلا أنني أرى أن النداء كان يجب أن يوجهه للأخوة في الحراك الجنوبي بأن يسعوا إلى محاورة الأخوة الجنوبيين في الإصلاح و خاصة في عدن من أجل الوصول إلى كلمة سواء و ذلك اليوم قبل الغد. النصر الذي حققه الحراك في إفشال إنتخابات 21 فبراير في الجنوب كان يجب أن يمنح الحراك دافعا قويا لإستثمار هذا الإنتصار و ذلك بأخذ زمام المبادرة و بدء حوار مع كل القوى على الساحة الجنوبية كالإصلاح الذي سيشكل إلتحامه بالحراك خطوة مهمة قد تربك قوى الإحتلال الشمالية لأنه سيفقدها واحدة من أهم القواعد التي تشرعن بقائها في الجنوب. وحتى في حالة فشل الحوار مع الإصلاح... فإن الحراك يمكن أن يستفيد من الحوار من عدة نواحي... سواء من ناحية إعلامية أو سياسية. فيكفي أن يستطيع إستغلال الحوار من أجل التصدي لحملة التشوية التي يقودها قادة الإصلاح في صنعاء... و من ناحية أخرى يمكن كشف دور الإصلاح الجنوبي الداعم للإحتلال و إستغلال الدين في صراعه مع المؤتمرفي نهب ثروات البلاد و إستعباد العباد... و رغم أن الإصلاح يقدم الكثير من الثغرات الفكرية (إستغلال الدين في صراعات الكراسي) و التنظيمية (قيادة الإصلاح تعتبر الأكثر فسادا إلى جانب قيادة المؤتمر و ربما الأكثر عنصرية حيث أن قيادته الفاعلة كلها من مطلع) التي تجعله هدفا سهلا في أي حوار إلا أنه ينبغي عدم الإستهانة بقدرة أعضاءه على الحوار و المحاججة و الإقناع مستغلين في ذلك الخلفية الدينية واللغوية التي يمتلكوها و هو ما يفتقره قادة الحراك...
الإنفتاح على الآخر و خاصة من يختلف معك في الرأي أمر في غاية الأهمية في هذه الظروف الحساسة بدلا من التقوقع و الإنغلاق على النفس... و بصراحة مسألة التمترس خلف الأهداف و المبادئ أصبح مضر بالقضية الجنوبية... و معاداة كل من لا يؤمن بالإستقلال يكاد يؤدي إلى عزل الحراك داخليا و خارجيا و يشل قدرته على المناورة... فأنا بصراحة أرى أن إصلاحي أو فيدرالي يفيد القضية الجنوبية بعمله في الميدان أو طرحه العقلاني في الحوار خير من إستقلالي لا يكل من توجيه الضربة تلو الأخرى للحراك لهدمه بمعول التخلف و الأنانية و حب الذات. الحوارات و التحالفات لا تقام على الأهداف المعلنة و التصريحات الرنانة فقط... بل على القدرة و النية الحقيقية في العمل على تطبيق الأهداف حتى و لو كانت أهداف مرحلية فحسب.
نجاح أو فشل أي حوار يعتمد في الأساس على قدرة و مهارة المتحاورين أكثر من إعتماده على الشروط المسبقة أو الخطوط العريضة الي يُعقد الحوار تحتها. لهذا على الحراك الجنوبي - من أجل كسب الحوار - أن يرسل مثقفية و متعلمية إلى طاولة الحوار و ليس قادته الميدانيين أو قادته السياسيين الذين بالكاد يستطيعون التعبير عن ما يدور بخاطرهم... و قد لفت إنتباهي ما نقله العقيد أحمد عمر محمد في إحدى مشاركاته عن علي عنتر يرحمه الله "نحن ايادينا على الزناد , مقاتلين , ولاشي اجتماع او مؤتمر ارسلنا ذي يعرفوا الهدره " و هي عبارة بسيطة و لكن يبدوا أن قادتنا يجب أن يحفظوها عن ظهر قلب حتى لا تتكرر غلطة الحوارات التي جرت في عدن مع بن عمر و سفراء الإتحاد الأروبي... من المفارقات التي تكاد تكون مميزة للحراك الجنوبي... أننا نستغرب كيف تغيرت تصريحات بن عمر قبل و بعد اللقاء و نحمله نتيجة تغير خطابه ولا نتساءل عن سبب التغير بعد الحوار... و عن إمكانية أن يكون السبب هو أسلوب المحاورين الجنوبيين الذي شاركوا في اللقاءات؟ و هو ما سيقودنا بالتالي إلى العمل على إختيار محاورين متمكنين جذيرين بالثقة و بالمهمة الموكلة إليهم في المرة القادمة.
الحوارات يمكن تنظيمها على شكل لقاءات مغلقة أو ندوات مفتوحة أو حتى حوارات في المنتديات و المواقع الأخبارية... و المواضيع التي يمكن نقاشها متعددة و لأنها حوارات - رسمية أو غير رسمية - فيفترض أن لا تكون هناك شروط مسبقة و لا حدود معلنة و لكنها فرصة لتبادل الآراء و كسب النقاط. فهل نأمل بأن ينفتح الحراك على الآخرين و يبدأ الحوار بدلا من رفض كل فرص الحوار و الإكتفاء بدور المراقب الصامت؟
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|