عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-11, 06:32 PM   #56
bakre
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-05-04
الدولة: عدن
المشاركات: 4,274
افتراضي

في الطريق إلى الاستقلال

اللواء / سالم علي ناجي حلبوبعندما نتحدث عن يوم الاستقلال 30 من نوفمبر 1967م نتذكر بإجلال وإكبار قوافل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل الحرية وخروج المستعمر من جزء غالي وطأته أقدام المستعمرين في 19 يناير 1838م وطوال فترة 129 عاماً من الاحتلال البريطاني قدم الشعب اليمني تضحيات كبيرة شهد لهم بها عدوهم ودونها في كتبه التاريخية وبأدق التفاصيل ويوجد منها الكثير في مكتبة دار الكتب اليمنية اليوم خاصة ماتم تسليمه من أحد الرعايا البريطانيين الدار الكتب في العام الماضي وكذا ما جمعته الباحثة البريطانية ليلى انجرامس وآخرون ووضع في عشرين مجلداً من الحجم الكبير الذي يتجاوز الواحد من تلك المجلدات ألفاً وخمسمائة صفحة جمعت فيها مراسلات المندوبية السامية بعدن مع وزارة المستعمرات البريطانية طوال الفترة من 19 / 1 / 1838م وحتى 29 / 11 / 1967م ناهيك عن مذكرات المندوبين الساميين عملوا بعدن ابتداء من الكابتن هينس عام 1838م وحتى السير همفري تريفليان أخر مندوب سامي في عام 1967م وكذا الضباط السياسيين من (بري) الذي سمى نفسه (عبدا لله منصور) إلى صاحب كتاب الرمال المتحركة ديفيد ليدجر.

ولو كان هناك اطلاع على مادونوه في مذكراتهم من قبل البعض لما اختلف رئيس تحرير صحيفة 14أكتوبر مع أحد ضيوف الصحيفة على مادونه فيتالي نأوم مكين في كتابة الجبهة القومية من اجل الاستقلال أن ما جاء به هو من كتاب الشرق الأوسط في ثورة الجزء الثالث صـ 263 لمؤلفه السير همفري تريفليان آخر مندوب سامي بريطاني بعدن والذي اختاره اللورد شكلتون خلفاً للمندوب السامي الذي كان قبله واسمه ريتشارد ترنبول في 20 مايو 1967م والذي كان قادراً على التكيف مع أوضاع الجنوب العربي وقد اطلع على أوضاعها اللورد شكلتون أثناء جولته الميدانية في الجنوب وعاد لتوه من هناك وبعد تشخيصه وجد أن السير همفري تريفليان صاحب الحاسة السادسة كما يسميه البريطانيون هو القادر على تنفيذ المهمة .

وقد رسمت الخطة في احد البارات وباركها وزير الخارجية جورج بروان الذي كان متواجداً وتبادلوا نخب التأمر على الجنوب العربي الذي لم يقبل به ريتشارد ترنبول وكان شريفاً تتمثل به القيم والأخلاق البريطانية كما وصفته الصحف البريطانية حينها بذلك . وقد أورد ذلك الضابط السياسي البريطاني ديفيد ليدجر في كتابه الرمال المتحركة الجزء الحادي عشر .

هناك من يحاول أن يغطي على الشمس بالمنخل ويقول أحد أعضاء وفد جنيف المفاوض من قبل الجبهة القومية أنهم اجتمعوا مع الرئيس عبد الناصر لمدة ثلاث ساعات بعد عودتهم من جنيف ولم يغادروا القاهرة إلا في اليوم التالي ثم يعود ليناقض نفسه بنفس المقابلة ويقول أن الطائرة لم تمكث في مطار القاهرة سوى ساعة واحده متناسين ما قاله فيهم عبد الناصر للأستاذ / محسن احمد العيني قبل مغادرتهم إلى جنيف بساعات معدودة حيث قال : أن الحديث معهم حول الوحدة اليمنية مضيعة للوقت فأن حاولت لمدة ستة أشهر أن يتوحدوا مع أخوانهم في جبهة التحرير ولم أتمكن فكيف يقبلوا الوحدة اليوم معكم بعد أن اعترفت بهم بريطانيا وحقيقة أن اللورد شيكلتون وصف الوفد بطلبه الثانوية ماعدا رئيس الوفد الذي يسبقهم بعمر جيل كامل وأردف قائلاً : والحقيقة أنني كنت أتوقع وفد يماثل وفد غانا برئاسة كوامي نكرومان أو وفد كينيا التفاوضي برئاسة جوموكينياتا أو وفد تنزانيا برئاسة جوليوس نيريري إلى محادثات استقلال بلدانهم حيث كان لي شرف تمثيل بلدي المملكة المتحدة أمامهم .

يقول السير همفري تريفليان في كتابة الشرق الأوسط في ثورة الجزء الثالث (عدن 1967م) :

ضربنا قوات جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (flosy) على الحدود اليمنية عندما حاولت الدخول إلى أراضي أصدقائنا الجدد في الجنوب العربي.


حذرنا رسمياً المملكة العربية السعودية بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا هم ساعدوا أو مدوا بأي شكل من الأشكال الشريف حسين شريف بيحان في محاولته أسترداد إمارته بمعاونة بعض المشائخ الملكيين عن طريق حريب الحدودية (وان سلاح الجو الملكي البريطاني سيضرب بطائرات الهوكر هنتر المعتدين على أراضي أصدقائنا بل وسيتابعهم داخل الأراضي السعودية إذا مادعت الضرورة لذلك) ( ماصديق إلا وقت الضيق .... اللهم لا شماته.؟؟؟).

وبدون تحفظ سوف يتم النشر ابتداء من المغادرة وترك السلطان فضل بن علي العبدلي بدون غداء مروراً بالبلاغات الكاذبة التي كانت تذاع من إذاعة صوت العرب حول المعارك الوهمية التي تخوضها الجبهة القومية على أرض وهمية أيضاً واحتجاج رابطة أبناء الجنوب العربي على السلطات المصرية وكيف جاء الرد عليهم من قبل وكيل المخابرات المصرية العامة اللواء عزت سليمان عندما اجتمع بقيادة الرابطة كما ورد في كتاب (الجنوب العربي في سنوات الشدة) لمؤلفه عبدا لله الجابري.

وكيف أن شكلتون عند عودته الأخيرة من لندن إلى جنيف لمواصلة المفاوضات مع وفد الجبهة القومية قد حمل معه مبلغ ثلاثة ملايين جنيه نقداً سلمت لرئيس الوفد الجنوبي المفاوض وكان المبلغ هو الوحيد الذي دفع من أصل ستين مليون جنيه إسترليني كانت وقد وعدت به الحكومة البريطانية حكومة اتحاد الجنوب العربي لتقديمه كمساعدة للدولة التي ستقام على أرض الجنوب العربي وفي كل الأحوال فقد أوفت الحكومة البريطانية ممثلة باللورد شكلتون ومعه هارولد بيلي بالستين المليون الذي وعدت به ولكن بالشلن (العشرون شلن يمثل واحد جنيه) أي أن ثلاثة ملايين جنيه تساوي ستين مليون شلن ولم تكن الحسبة بالدولار كما ذكرها عضو وفد المفاوضات لمحادثات الاستقلال عضو لجنة محاربة الفساد اليوم خالد عبد العزيز الذي لايفرق بين الجنيه والدولار فإذا كانت لجنة محاربة الفساد جميعها بهذا المستوى لاتفرق بين الجنيه والدولار فعلى الدنيا السلام . فكل واحد له وزنه عند البريطانيين (وما خفي كان أعظم وان عادوا عدنا إلى الوثائق البريطانية ويكون الرد عليهم قاسياً من خلالها بدون تحفظ).
__________________

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

bakre غير متواجد حالياً