هذا هو شيخ الشهداء
الشهيد الصهيبي (( مقال مؤثر لرفيقه الكاتب - قحطان طمبح))
صحيفة صوت الشعب ((لسان حال الحراك الجنوبي )) العدد 104
الشهيد محسن داؤود الصهيبي رجل من العيار الثقيل
رجل لا يحمل صفاته إلا القليل من الناس في زمننا هذا..
فمن السهل أن تجد رجل يتحلى بصفة واحدة،الشجاعة، الشهامة، الكرم، الصبر، وطول البال، الأمانة، وحسن الخلق، الإيمان المطلق بعدالة قضيته الذي يناضل من أجلها.
ولكن من الصعب أن تجد رجل يحمل كل تلك الصفات في وقت واحد بينما كان شهيدنا البطل واحد من أولئك الرجال ((من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)) صدق الله العظيم.
فكيف لا وهو الرجل الذي قدم لوطنه الجنوب ما لم يقدمه الآخرون، نعم إنه الشهيد محسن الصهيبي الذي ينتمي لتلك الجبال الرواسي جبال يافع الوفاء والشموخ يافع الجنوب الأرض والإنسان.
عرفته وهو يلملم جثمان ولده الشهيد البطل داؤود الصهيبي بأيديه البيضاء في الرابع من سبتمبر 2010م ذلك اليوم الذي قدم به محسن الصهيبي أغلى ما لديه لوطنه وأرضه الجنوبية المحتلة قدم فلذة كبده الشهيد داؤود الذي استشهد هو ورفيقه الشهيد محمد عسكر البدوي 4/9/2010م على أيدي قوات الاحتلال في ردفان ومنها عزم شيخ الشهداء على مواصلة مشواره الثوري على طريق التحرير والاستقلال وبالفعل واصل مسيرته النضالية وبإصرار وعزيمة لا تلين تحدى المصاعب وتحمل المتابع سهر الليالي ذاق مع رفاقه كل ما يمكن أن يتحمله مجاهد في سبيل الله والوطن ترك كل أعماله ليتولاها أبنائها ليتفرغ هو للعمل الثوري من أجل تحرير واستقلال الجنوب.. أنفق أمواله في دعم الثورة والثوار تعرض للاعتقال مع أصغر أبنائه من قبل قوات الاحتلال فوصل حقد قوات الاحتلال على شهيدنا حد أن يتم اعتقال أصغر أبنائه ومن حاول التفاوض عن سبب اعتقاله فأدرج هو أيضاً الزنزانة (الشيخ/ بركان طمبح) ولم يتم الإفراج عنهم إلا بوسائل ضغط استخدمها شباب ثورة التحرير والاستقلال على قوات الاحتلال للإفراج عن المناضل الصهيبي ورفيقه الشيخ/ بركان طمبح ومع ذلك لم تهتز عزيمة شهيدنا بل زادته إصراراً وإيماناً أقوى بعدالة قضيته الذي يناضل من أجلها وضحى هو وولده من أجل تحقيق أهدافها، فماذا عساي أن أقول.. ماذا يقول الآخرون عن رجل بهذا الحجم وبهذا الإصرار وبهذا القدر من الإيمان والوقار الذي أجبر كل رفاقه على احترامه ومحبته ليسكن قلوبهم ويبقى في ذاكرتهم وذاكرة التاريخ المجيد لثورة الاستقلال الجنوبية هو ورفاق دربه الذين أحبوه وأحببهم وتقاسم معهم متاعب الحياة ومصاعب النضال وصعود الجبال وسير الرمال وسهر الليالي الطول حتى نال الشهادة مع رفاقه الأبطال محسن الطوئرة، الزيتونة، وفارس، وبن عسكر، وردفان ، وعباس، وماجد، ووضاح، ومحسن، وولده داؤود والكثير من الشهداء فماذا عسانا أن نقول جميعاً بحق هذه الكوكبة من الرجال الميامين سوى أن نحني رؤوسنا احتراماً وتبجيلاً لهم ولتضحياتهم ولأرواحهم الطاهرة.
وماذا أيضاً نقول هل نتوقف لقراءة ودراسة مشاريع أنصاف الحلول؟ أم نبقى مكتوفي الأيدي حيال ما تقوم به قوات الاحتلال من إبادة جماعية لأبناء الجنوب في ساحات النضال السلمي؟!!!
وهل هذه هي عهودنا ووعودنا لشهدائنا؟! فلا وألف لا ولكننا مجدداً نعاهدهم اليوم كما تعاهدنا وإياهم في فترة سابقة على مواصلة النضال والسير بنفس الطريق الذي بدأناها وإياهم وإننا سنكون أوفياء لتضحياتهم ما حيينا ولن نقبل بأنصاف الحلول بل برحيل قوات الاحتلال وإعلان النصر والاستقلال.
المجد والخلود لشيخالشهداء محسن داؤود الصهيبي
ولكل رفاقه الشهداء
الشفاء لكل الجرحى
الحرية لكل المعتقلين
قحطان طمبح