قلـــــم ماســــي
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
|
اكمالا لحلقات الجرحى والشهداء (الشهيد صالح متاش)
عدن (عنا) الحامد عوض الحامد / السبت 10 مارس 2012
لقد شكل يوم 21 فبراير يوما استثنائيا في مسيرة الجنوب النضالية وملحمة تاريخية منقطعة النظير, لقد استطاع ابناء شعب الجنوب في هذا اليوم أن يثبتوا للعالم وحدة الصف وحدة الهدف والمصير الجنوبي, اثبتوا للعالم بوجود رابط حقيقي بين ابناء الجنوب فما حدث في العاصمة عدن حدث مثله في حضرموت وفي شبوة وفي جميع المدن والقرى الجنوبية, لقد اثبتوا للعالم في هذا اليوم رفضهم البقاء في أي مشروع وحدوي مع الشمال, وتجاه كل هذا النجاح التاريخي العظيم فقد قدم ابناء الجنوب شهداء وجرحى ارتوت الأرض الجنوبية بدمائهم الزكية, وطهرتها من دنس وشرعنه الاحتلال, دماء زكية أكدت للمحتل أن وحشيتك وقوة جبروتك ليست أقوى من أرادة الشعوب, وفي هذا الملحمة التاريخية فقد قدم ابناء الجنوب أكثر من خمسة شهداء ومئات الجرحى, وفي هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء لتعرف والتقرب أكثر من حياة أبطالنا الشهداء والجرحى وفي هذا الحلقة الأولى من هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على حياة الشهيد العم صالح بن صالح متاش اليافعي,احد شهداء ملحمة فبراير واحد ابرز نشطا الحراك الجنوبي.. فإلى التقرير..
اعد التقرير : الحامد عوض الحامد
بمشاركة الدكتور / يافع صالح
ما ان نزلنا الحي الذي يسكن فيه الشهيد العم صالح بن متاش بالقلوعة, وسؤالنا عن مكان منزلة, بداء لنا الجميع كبارا وصغارا والحزن لا يزال بادي على وجوههم ومن نبرة كلامهم, عندها اعتقدت انه من المحال ان نجري أي لقاء مع اسرة الشهيد متاش نظرا للحزن الذي تركة في نفوس ابناء الحي فما بالكم بنفوس عائلته وأقرباؤه, بعد ذالك مضينا في السير نحو منزل الشهيد وفوجئنا بصور الشهيد متاش وهي تملا الحي يمينا وشمالا كتعبير عن حب ومكانة الشهيد رحمة الله علية, وبعد وصولنا للمنزل تقابلنا مع نجل الشهيد وهو يوسف وطلبنا منة ان يحدثنا عن حياة الوالد في البداية كان يوسف متردد لانه وبحسب كلامه فقد جاؤوا اليه ناس قبلنا وطلبوا منه ذالك غير انه رفض, وبعد حديث بيننا تراجع وقال تفضلوا وسنتحدث عن الشهيد.. حينها قلت للدكتور مازحا ربما اللهجة وملامحنا الجنوبية شفعت لنا وجعلت الولد يتقبلنا..
في البداية كان سؤالنا له ما هو شعور يوسف بعد أن علمت باستشهاد والدك وهو مدافعا عن قضية وطن ؟؟ فبداء حديثه متفاخرا انا اشعر بالفخر والاعتزاز ان يكون والدي استشهد فدى للوطن وليس موته طبيعية او نتيجة لإصابته بمرض, كان يوسف كثيرا متالم على فقدان والدة وان كان يحاول ان يظهر لنا غير ذالك الشعور.. ويواصل يوسف حديثة عن استشهاد والدة فيقول ان الناس لم يتركوهم ولو يوما واحدا بل انهم كثيرا ما يكونون متواجدين مع الاسرة لموساتها, وقال ان وجود الجيران والاقارب انسانا التفكير بالوالد وان نبكية ونحزن علية.. ويواصل يوسف كلامه والدي كثيرا ما كان يعلمنا تحمل المسؤولية منذ ان كنا صغار فكان كثيرا ما يكلفنا بالمهام الصعبة لكي يجعل مننا رجال تعتمد على ذاتها, فقال والدي كان محقا ويعمل الصح عند ما ربانا على هذة الطريقة فها نحن معتمدين على ذاتنا " رحمة الله عليك يا والدي "
وهنا يبدا يحدثنا يوسف عن والدة وكيف كان يعيش حياته ؟ فقال والدي كان اغلب يومة يقضيه يعمل سائق بالباص وقال كان والدي كثيرا ما يستمع لاغاني الجنوب الثورية وهو رافع الصوت عاليا خاصة عندما يكون مدخلا الى الحي وهي محاولة من الوالد لكي يثير الحماس وحب الوطن الجنوبي لدى شباب الحي, وكان الاهالي عند ما يسمعون صوت اغاني الجنوب قال على التو يعرفون بانه الوالد العم صالح كما ينادية ابناء الحي.. وفي موقف اخر ذكر لنا يوسف بان والدنا حينما ذهب لادى فريضة الحج فانة ومن كثر حبة وتفكيره بالقضية الجنوبية فانه حينما كان يمشي مع الحجاج فانه ردد بدون قصد وبشكل لا ارادي " لبيك اللهم لبيك ,,وثورة ثورة يا جنوب " سبحان الله لقد ترسخت القضية الجنوبية في عروقه وتجري بها مجرى الدم اما عن حكاية الباص فقال يوسف والدي كثيرا ما ياخذ الشباب ذهابا وايابا من اجل ان يشاركوا باي مسيرة او فعالية للحراك الجنوبي سوى داخل عدن او خارجها دون ان ياخذ من احد مقابل, وكان بالباص كثيرا ما يسعف الجرحى من الشباب اثناء مسيرة . واذا في حد مد له مبلغ معين, فانة يرفض ويقول هولا الشباب ابنائنا ونحن نخدم وطننا وقضيتنا.. وهو بنفس الوقت يراعيظ ظروف الشباب ويرى انه ليس هناك من يقدم لهم الدعم اللازم... ويقول ان والدة يريد فك الارتباط ولكن ليس بالعصبية بل بالسياسة..
ويواصل يوسف حديثة عن والدة وعيناه لامعتان عند ما شعر بتعاطفنا وتأثرنا بكلامه, ويقول والدي اذا جاء ووجدنا نحن وشباب وعيال الحي جلوس نتكلم وهناك مسيرة او فعالية في مكانا ما يصيح فينا ويقول الثورة هناك تناديكم الثورة تريد لها رجال فماذا انتم فاعلون وكان كثيرا ما يحث ويشجع شباب الحي لكي يشاركوا مع إخوانهم الشباب بالمسيرات.. كان يفعل فينا هذا كثيرا حتى انه استطاع ان يثير الحماس لدى الصغير قبل الكبير.
ويقول يوسف بدا يشارك في مسيرات الحراك تقريبا منذ 2007 وكانت عدن ما تشهد مسيرة الا ووالدي اول المنطلقين لها ويتقدم صفوفها, قال كان والدي كثيرا شغوفا بحبة لاي مسيرة للحراك حتى انه كان يفضل الخروج مع اي مسيرة اكثر من الخروج بصحبة العائلة الى مكان يريدوه,, ويضيف يوسف ان والدة كان كثيرا ما يدون أي احداث تتعلق بالحراك وكان يحب يحتفظ باسماء وأرقام الشباب الناشطين بالحراك وكان كثيرا ما يحتفظ بصورة معهم.. وقال يوسف ان تلك الأوراق التي بها أسماء الشباب وصورهم لا زالت بحوزتة وانه سيحتفظ بها.
ويواصل حديثة عن الشهيد فيقول الوالد كان ينبه الجميع بعدم حمل السلاح في أي مسيرة, ويقول لهم ان نضالنا سلمي, وقال كان والدي يقول انه مستعد ان يحمل السلاح لكي يقاتل من اجل الجنوب, لكنة قال ان والدة يرى انه ليس من مصلحتنا الجنوبيين إعلان حمل السلاح لأننا لا زلنا الطرف الأضعف.
وفجأة طرح يوسف سؤالا فقال انا اريد افهم اين هم هي الشخصيات التي تدعي لنفسها حمل الصفة القيادية على الحراك الجنوبي ؟ بعدها واصل حديثة فيقول انا اشعر ان هناك تقصير امني كبير في حق شبابنا,شبابنا كل يوم يتعرض للقمع دون ان يوفر له أي من تلك القيادات أي حماية امنية لحياتهم..
بعدها سئلناة ان كان حد من قادة الحراك قد قام بزيارة لهم لمواساتهم وتقديم واجب العزاء, فقال زارنا الكثير من الشخصيات لكن يوسف لم يستطع ذكر أي من تلك الاسماء نتيجة لكثرة الزيارات والوجوة التي قابلها لاول مرة, بلكاد ذكر لنا اسم الدكتور محمد الشبحي المحظار عضوا الدائرة المالية بالمجلس الاعلى للحراك الجنوبي.. اما عن قيادة الخارج فقال ان العائلة تلقت اتصال من الرئيس علي سالم البيض يعزي العائلة باستشهاد الوالد, وايضا فواز باعوم اتصل بهم لتقديم تعزية الوالد حسن باعوم..
اما عن والدته فيقول يوسف انها لم تنهار بالشكل الذي كنا نتصوره عند ماعلمت باستشهاد والدي, بل هي مؤمنة بقضاء الله وقدرة, ويضيف نحن لدينا اسرة كلها والحمد لله ملتزمة دينيا ومتشبعة بالدين, ولهذا نحن تقبلنا حكم الله وقظاءة ..
وعن الطريقة التي استشهد بها والدة يقول يوسف والدي لم يقتل بالصدفة بل هو مستهدف من القتل, وان الشخص الذي حاول إسعاف الشهيد تم اصابته في رجلة حتى لا يتمكن من اسعاف الوالد... وقال يوسف ان لدية اثنين اخوان بالسعودية اتصلوا به وحذروة من ان يقوم بقتل أي من الشماليين,, ويضيف ان اصدقاءه والناس الكبار نبهوني بكلام مهم بقولهم " لازم تتذكر يا يوسف ان والدك استشهد ليس دفاعا عن قطعة ارض او بسبب ثار قبلي, بل لقد استشهد دفاعا عن الوطن الجنوبي, واذا فكرت بالذهاب لتثار لوالدك فانت تنتقص من قيمة قطرات دمه الزكية التي قدمها فدى لهذا الوطن.
ولان يوسف يعد كبير البيت بعد استشهاد والدة فقد تم اخبارة باصابة الوالد ويقول يوسف عندما تم اشعاري الخبر بكيت كثيرا وانهارت اعصابي فعجزت ان اتمالك نفسي, بعد ذالك ذهبت مسرعا مع اخرين الى المستشفى فقابلنا الدكتور فحاول الدكتور المعالج للوالد تهدئتنا ويقول اصبروا اصبروا يا شباب ,, وانه في امل ان يعيش الوالد.. ويضيف يوسف بعد ساعات من هذا الموقف علمت باستشهاد الوالد عن طريق اصدقائي فيردد يوسف لا حولا ولا قوة الا بالله الله يا يرحمك يا والد عندها كان الالم يعتصرنا جميعا, ويواصل يوسف كلامة ويقول عند ما علمت بخبر الوفاة لم ابكي مثلما حصل عند ما علمت باصابة الشهيد فقد توقفت عن البكاء فجئه, فقال يوسف بعد ان عرض علينا تقرير عن وفاة والدة من مستشفى النقيب ان والدة توفي في الساعة السادسة وعشرون دقيقة المغرب يوم 21 فبراير 2012م
وفي نهاية اللقاء تبادلنا الشكر, وقال يوسف اشكركم يا شباب لهذا العمل , لقد بقينا ساعة زمن في منزل الشهيد العم صالح بن متاش نتبادل مع نجلة حديثا عنه, ونحن نتبادل اطراف الحديث كان يخيل الي اكثر من مرة بان العم صالح سوف يفاجئنا بالدخول من الباب, ويباشرنا بكلامة عندما يجدنا بالساحة كالعادة كيفكم يا شباب ليش جلوس قوموا واعملوا شي,, كان كثيرا حريصا على ارواح الشباب كان يعاملنا مثل معاملة الاب الحنون على ابناءة,, لقد كان انسانا اكثر من ان يقال عنة اكثر مما قلنا عنة .. وفي الاخير نقول رحمك الله يا عم صالح ورحم كل شهداءنا الابطال الذين قدموا دماؤهم رخصية من اجل الوطن من اجل تستعاد الكرامة والثروة والهوية الجنوبية الى اهلها.. ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقكم لمحزونون ,,,
نبذة مختصرة عن حياة الشهيد العم صالح بن متاش
صالح بن صالح متاش اليافعي
مكان وتاريخ الميلاد 1952 محافظة لحج مديرية يافع لبعوس
قائد ميداني نشط وفعال في الحراك الجنوبي السلمي
كرس معظم وقته وماله في خدمة القضية الجنوبية من خلال التفاعل مع المتظاهرين وتنظيمهم وترتيبهم.
ليس لدية أي وضيفة حكومية .
الى اللقاء بالحلقة القادمة من حلقات حياة شهداء وجرحى ملحمة 21 فبراير
|