ما حصل في دوفس ابين يوم الاحد الاسود ..حدث غاية في الوضوح , شواهده محسوسة ، مقدماته ومعطياته ومساراته كلها تشهد بيقين ، وتقطع في غير ظن .. وهنا على غير العادة تتكامل الصورة والصوت ، والبعدين الزماني والمكاني ، تنطق فيه الاموات قبل الاحياء ، وتتكلم بألسنتها الاشلاء ، وتغلب الدماء الدموع .
من بقي من الجنود قالوا هو ، ومن بقي من الضباط قالوا هو ، وحتى الآليات والمعدات التي أهديت غنيمة قالت هو ..
إنه مهدي مقولة بشحمه ولحمه ، كم أنَّت لهوله عدن ..وكم بكت وتضرعت الى الله ، وكم اشتكت!! ..
يحكي العدنيون قصصا تبكي منها القلوب ...يقولون تلك الدماء كانت جراء بعض حيلة ومكر مقوله ، وتلك نهبها مقولة ، وهذه استولى عليها مقولة ، وذك المسؤول الحر حال بينه وبين واجبه مقولة ، وتلك الاراضي التي تُوازي مساحة مملكة البحرين استولى عليها مقولة ، وشحنة الحراك التي تتأجج دموية وانفصال وراءها اليوم مقولة ، وذك القاعدي الذي يتفجر وتلك القاعدة من ورائهم مقولة ..
السؤال العابر والحزين لماذا مجزرة ابين وإجمالي ما أنبأنا عنه حدث دوفس الاسود لم تكن ويكون الا يوم قرار عزل مقولة بقيادة أخرى ؟
وماذا عن شهادات ضباط وافراد اللواء 31 مدرع واللواء 25 ميكا بشأن فضائع مقولة وتسليمه المواقع والمعدات والآليات للقاعدة ؟
**** ****
وبشأن جدلية العلاقة بين مقولة والقاعدة بخصوص ما حدث فالشواهد انها اقرب للبنيوية ، وفي بعض الاحيان بين متغيرين مستقل وتابع .
أما في هذه فقد صُنعت بإحكام على عيني صالح ومقولة ، وقد كانت القاعدة أداة للتنفيذ ثم بالفعل هي من حضر بعد ، على تقاطع مصالح وحسابات الارباح والخسائر ، وإقتناص الفرص عندما تلوح .
لم تخطط لها القاعدة لكنها نفذتها في عملية اختراق وتوجيه سلس أفادتها الخبرة والتراكم ، ثم تلقفتها القاعدة كفرصة اتت على ارجل لتبني عليها بعد ذلك ..
حتى صارت الكرة الآن في الاغلب في ملعب القاعدة وكأن مقولة قد أخلى العهدة وقام بدور التسليم هنا ايضا .
|