[حيد حديد]

--------------------------------------------------------------------------------
اليمن: اتهامات حقوقية لبقايا نظام صالح بتسهيل مقتل 185جنديا غدرا في أبين على أيدي عناصر 'القاعدة'
التنظيم تبنى الهجوم على أبين ومقاتلوه من جنسيات عديدة
2012-03-07



صنعاء ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الحمادي:

حمّلت منظمة حقوقية يمنية بقايا نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بتسهيل مقتل 185 جنديا على أيدي عناصر تنظيم القاعدة في أبين، وطالبت بمحاكمة المتسببين في ذلك بتهم الخيانة العظمى.
وأكدت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) مقتل 185 جنديا وضابطا من منتسبي القوات المسلحة اليمنية المرابطين في موقع الكود في محافظة أبين منذ الأحد الماضي وأسر سبعين آخرين من قبل عناصر القاعدة الذين يطلقون على أنفسهم جماعة (أنصار الشريعة).
وكشفت أن سقوط هذا العدد الكبير من القوات العسكرية الحكومية كان بسبب 'تواطؤ قائد المنطقة الجنوبية السابق مهدي مقولة ـ المقرب من الرئيس صالح ـ خلال فترة تسليمه لقيادة المنطقة إلى القائد الجديد سالم قطن وقبل أن يتسلم القائد الجديد المهام العملية لمنصبه'.
وقالت في بيان رسمي إن 'الأعمال التي لو تأكدت فإنها في حكم الخيانة العظمى سبقها اتهامات لقائد المنطقة الجنوبية السابق بأنه من تواطأ وتسبب في تسليم مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ومدينة جعار لمليشيات أنصار الشريعة'.
وطالبت المنظمة بتشكيل لجنة قضائية وعسكرية وأمنية مستقلة من قضاة وضباط معروفين بالاستقامة والاستقلالية للتحقيق فيما نشر من وقائع التآمر والتواطؤ والخيانة وإعلان نتائج هذه التحقيقات ومحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للمحاكمة العادلة.
وأعلنت أن 'قانون الحصانة لا يشمل جرائم الخيانة العظمى ولا التواطؤ على القتل لأفراد القوات المسلحة وضباطها وتسهيل الاستيلاء على التجهيزات والمعدات الحربية للقوات المسلحة والأمن'.
وأوضحت أن 'محاسبة الفاعلين ـ لهذه الجرائم ـ هو الواجب المناط بحكومة الوفاق الوطني ورئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي والذين نقول لهم بصريح القول انهم إن لم يقدموا على اتخاذ إجراءات التحقيق في هذه القضية فإنهم سيكونون شركاء في هذه الخيانة -إن صحت - ومتواطئين على طمس معالمها وفي أحسن الأحوال مقصرين في أداء واجبهم مما يوجب مساءلتهم أمام هذا الشعب الذي اختارهم لقيادة المرحلة الانتقالية'.
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعلن تبنيه عدة هجمات استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظات يمنية أدت إلى مقتل 185 عسكرياً يمنياً في أعنف هجمات دامية شنها التنظيم منذ إعلان قيامه في اليمن قبل نحو أربع سنوات.
وأوضح بيان لتنظيم القاعدة نشرته العديد من مواقع الانترنت المقربة من القاعدة بعض'والاستيلاء على الكثير من المعدات الثقيلة من بينها دبابات ومدفعية ثقيلة.
وأكد البيان انه تم تفجير سيارة ملغومة على مباني لقوات الجيش في منطقة الكود بأبين ما أسفر عن 'تدمير ثلاثة مبان ومقتل وجرح عشرات الضباط والجنود'، وتم تفجير 'عدة عبوات موجهة على مبنى للجيش أسفر عن تدميره ومقتل وإصابة عدد من الجنود'.
وأوضح انه تم 'الهجوم على كتيبة المدفعية المتمركزة بالقرب من مصنع الحديد بدوفس واقتحامها وقتل وجرح وأسر العشرات من الجنود'. مشيرا إلى أنه قتل من مقاتليه اثنين فقط وأصيب 13 آخرين في هذه العمليات الكبيرة.
وقال تنظيم القاعدة في بيانه إنه تمكن من الاستيلاء على الكثير من العتاد العسكري الثقيل من قوات الجيش وأوضح أنها تشتمل على 'دبابة ومضاد طيران عيار 23 رباعي السبطانة، وقاذف صواريخ كاتيوشا و15 صاروخاً، ومدفع هاون عيار 120، و5 قطع دوشكا، و3 قطع بيكا، و2 آر بي جي، و100 قطعة سلاح كلاشنكوف، ومخزن ذخيرة متنوعة، وشاحنة كراز، و3 أطقم عسكرية، و2 سيارة إسعاف، وكميات كبيرة من ذخائر الأسلحة السابقة ذكرها'.
وأطلق على عملية أبين بـ'عمليات قطع الذنب' وأن الهجوم على عاصمة أبين وهي مدينة زنجبار جاء قبل يوم من انتهاء مهلة قال إن الحكومة اليمنية وضعتها لاجتياح أبين.
وقال موقع (المصدر أونلاين) الاخباري المستقل إن مسلحي القاعدة في أبين ممن يطلقون على أنفسهم تسمية (أنصار الشريعة) 'وجدنا فيهم من هو منظم فعلاً ويحمل فكر القاعدة، وآخر في مهمة يخدم أجندة معينة، وثالث منتقم من نظام حكم صالح جرّعه كل ألوان الظلم، وصنف رابع رمته ظروف الحياة القاسية إلى أحضان تجيد فن الاستغلال باسم الدين والشريعة وتمتلك قدرة فائقة على الإقناع وعمل غسيل المخ'.
وأكد أن من بين مقاتلي القاعدة في ابين شيشانيين وأفغان وصربيين وأفارقة كما أن هناك أشخاصاً من مناطق متفرقة في اليمن 'يقولون إنهم جاؤوا جميعاً من أجل هدف واحد هو التأسيس لخلافة إسلامية تحكم بشريعة الله وتنشر العدل والرخاء'.