[حيد حديد]

أنصار الشريعة: لدينا معلومات مؤكدة عن وصول طيارين أمريكيين إلى قاعدة العند

عبد الرزاق الجمل ـ صحيفة الحدث ـ شبوة

قالت جماعة أنصار الشريعة إن عددا من الطيارين الأمريكيين وصولوا يوم أمس إلى قاعدة العند الجوية. وكانت معركة بين أنصار الشريعة وقوات الجيش قد خلقت ما يزيد عن مئتين قتيل في صفوف الجيش.

وقالت الجماعة في رسالة مقتضبة إن لديها معلومات أكيدة بأن عددا من الطيارين الأمريكيين وصلوا إلى قاعدة العند الجوية يوم أمس الثلاثاء.

ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة قتالا شرسا بين مقاتلي أنصار الشريعة والقوات الحكومية، لكن عدم قدرة الحكومة على تحقيق تقدم على الأرض قد يدفعها إلى استقدام طيارين أجانب، خصوصا بعد أن أثبتت الحرب البرية فشلها في دحر أنصار الشريعة رغم التدريبات التي تلقتها القوات اليمنية على أيدي مدربين أمريكيين وبريطانيين.

وربما ترى الحكومة اليمنية في ذلك حلا أنسب للخلاص من هذا الملف المزعج، غير أن ما تسبب فيه الطيارون الأمريكيون في كل من أفغانستان والعراق فاقم المشكلة أكثر، لكن الحكومة اليمنية قد تتخذ قرارات غير محسوبة تحت تأثير صدمة ما حدث مؤخرا في أبين.

وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد جدد تعهده بمواصلة الحرب على القاعدة بعد انتكاسة "دوفس" وقال الرئيس هادي إنه سيلاحق التنظيم حتى آخر مخبأ له، في أبين وخارج أبين.

وفي بداية الثورة قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح عبد الرحمن بافضل إن حكومتهم القادمة ستفتح الأجواء اليمنية لطائرات الولايات المتحدة الأمريكية وطائرات فرنسا كي تحارب القاعدة بشكل مباشر.

ومهدت وسائل إعلام المعارضة لمثل هذا التدخل طوال فترة الثورة من خلال الحديث عن وجود علاقة بين تنظيم القاعدة ونظام الرئيس صالح، حتى يكون التدخل تحت غطاء الحرب على بقايا نظام صالح.

لكن المعطيات على الأرض تشير إلى أن من الصعب حسم المعركة عسكريا في محافظة أبين، خصوصا وأن المحافظة ظلت خاضعة لسيطرة أنصار الشريعة طوال عام، ما مكنهم من ترتيب أنفسهم بشكل جيد لما يتوقعون قدومه.

ويرى كثير من المراقبين أن مثل هذا التدخل المباشر سيصب في صالح تنظيم القاعدة، لأنه سيثير حفيظة القبائل التي تعبر عن رفضها له بالانخراط في صفوف التنظيم، كما حدث بعد الغارات التي استهدفت قرية المعجلة بمحافظة أبين ووادي رفض بمحافظة شبوة أواخر عام 2009م.

وكان نظام صالح يومها قد أنكر وجود تدخل أمريكي مباشر، لكن الوثائق الأمريكية المسربة أكدت وجود التدخل، وحرصت المعارضة حينها على استغلال الموضوع على أكمل وجه من خلال الحديث عن تفريط نظام صالح في السيادة الوطنية.

لكن ما يحدث اليوم من قبل من كانوا يتباكون على السيادة يعد أكثر تفريطا، رغم اختلاف الظروف.

ويهدد أنصار الشريعة برد مزلزل خارج نطاق المعارك المكاني إذا ما تعرضوا لقصف داخل محافظة أبين