وكالة الأنباء الفرنسية عن جنود وضباط نجو من الهجوم قولهم بأن «المهاجمين حظوا بتواطؤ من جهة صفوف بعض –ما قيل أنها- كتائب للحرس الجمهوري المتركزة في منطقة الكود- والذي هجم منها المسلحون على منطقة دوفس». ونقلت الوكالة عن أحد هؤلاء الجنود قوله: «إنها مؤامرة». ولم يتسنَ لـ«المصدر أونلاين» التأكد من صدق هذه الرواية، التي انفردت بها وكالة الأنباء الفرنسية، لكن هناك اتجاه آخر يفيد بأن أجزاء من العملية تفصح في بعض معالمها عن احتمال كبير بوجود تنسيق ومؤامرة، خصوصاً وأن العام الفائت حافل بقصص مأساوية مشابهة لما حصل الأحد الماضي.
في 25 مايو من العام الماضي، انسحبت فجأة جميع الأجهزة الأمنية والإدارية من مدينة زنجبار وتسلم تنظيم القاعدة عتاداً ضخماً من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وكان الرئيس صالح صرح قبلها بأن أبين قد تتحول إلى إمارة إسلامية، وبعد 5 أيام على ذلك الانسحاب لقوات الأمن واستيلاء «أ...نصار الشريعة» على أسلحة الأمن المركزي والنجدة والأمن العام، نفذت القاعدة هجوماً باتجاه اللواء 25 ميكا، مستخدمة هذا السلاح ضده، وبالفعل أطبقت على اللواء 25 ميكا بقيادة العميد الركن محمد الصوملي حصاراً خانقاً امتد لأشهر. وصمد قائد اللواء ومن معه من الأفراد والضباط قرابة نصف عام يقاتلون تنظيم القاعدة المدجج بالسلاح الثقيل، والذي كرر محاولاته الرامية لإجبار اللواء 25 ميكا على الاستسلام والسيطرة على معداته.
كان تنظيم القاعدة يتقوى من يوم لآخر، وكانت خطوط الإمداد والإسناد اللوجستي تضيق وتضيق على اللواء الصوملي، الذي رفض فكرة التسليم للقاعدة مهما كلف الثمن.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة «الشرق الأوسط» عبر التلفون مع العميد الصوملي وهو في قلب الحصار، أجاب قائد اللواء 25 ميكا على السؤال: من أين يحصل تنظيم القاعدة على كل هذا السلاح لمحاصرتكم؟ أجاب الصوملي: «بارك الله في زملائنا في الأمن العام والنجدة والأمن المركزي الذين انسحبوا من المحافظة وتركوا كل العتاد العسكري وراءهم غنيمة سائغة لعناصر القاعدة وهو عتاد ضخم لا تزال هذه العناصر تتحصن به وتشن به هجماتها علينا، بأسلحة زملائنا». مؤكداً بأن الحصول على الأسلحة «أمر غير محير وقد انسحبت الأجهزة الأمنية من أبين مخلفة أسلحتها وراءها وهذا ما لا يستطيع أحد إنكاره». وأضاف العميد الصوملي قائلاً: «أما إذا سألتني عن الدوافع وراء ذلك فأنا أقول لك: الله أعلم».
تحاصر هذا اللواء وصمد صموداً أسطورياً، وكان الصوملي يصرح عبر التلفون لوسائل الإعلام ويتحاشى أن يتهم أحد بالتواطؤ، لكن كلامه كان واضحاً، وكان يستغرب من وعود قائد المنطقة العسكرية اللواء مقولة، التي قال الصوملي أنها تتكرر في اتصالاته اليومية: «غداً نكون عندكم ويأتي الغد ولا يأتي أحد».
|