ان ردك هذا واسشتهادك بايات من القران فى غير مكانها ، فى اصحاب النار وروؤس الكفر وتنزلها على عمل سياسى ليس له علاقة بالدين ، جعلنى ادرك انك تنطلق من منطلق فكرى ، من تصور خاص للدين ، من ايدلوجيا وتفسر بها الواقع وتحكم على سلوك الاخرين بناء عليها . ولم تفرق بين التحالفات السياسية والعمل الدينى وانقلب التحالف الى دين ، اذا كان هذا فهمك للدين وفهمك لسياسة - فرضه تصور مسبق وخاطئ عن الدين وعن مفهوم السياسة ذاته - فلك مطلق الحرية لكن احترم خيارات الاخيرين وفهمهم فالكفر عندك عمل شرعى عندهم . فلا نرى فى التحالف موالاة ولايدل بالضرورة على محبة ومودة . وراجع السيرة واقراها جيدا .
اما من حيث قولك انهم ذهبوا للقومية والاشتراكية وفرضوها على الجنوب ، نقول هذا صحيح ، وقد اضرت بالجنوب . لقد كانت السياسة فى السابق مبنية على ايدلوجية ، ولم تكن مبنية على مصلحة الجنوب . واليوم تركوا الايدلوجية وادركوا مدى ضررها وفداحتها ، ويتصرفون بمنطق سياسى بحت فلم تعد السياسة فى خدمة الايدلوجية بل فى خدمة المصلحة ومد اليد لاران ليس من منطلق ايمان بالمذهب الشيعى بل من منطلق سياسى بحت ولا يمكن مقارنته بمد اليد للاتحاد السوفيتى لانه جاء بناء على ايدلوجية وليس على مصلحة .
انت اليوم ، وغيرك كثير، تنطلق من منطلق ايدلوجى دون ان تعى ذلك ، والايدلوجية التى اضرت بالجنوب سابقا تعود للاضرار به مرة اخرى . والايدلوجية سواء كانت دينية او فلسفية تبقى ايدلوجية . ومنطقها واحد انا على حق والاخرين على باطل ، ومن ليس معى فهو ضدى . صاحب الايدلوجية وطنه ايدلوجيته . ولقد ذهب الجنوب ضحية ايدلوجية وماتزال الايدلوجية تفعل فعلها المدمر فيه سواء من خلال الاصلاح او القاعدة .
اذا كان موقفك من اجل مصلحة الجنوب ، قل لى : هل ما تفعله فى مصلحة الجنوب ، انت لا تخطئ البيض استراتجيا ، بل تخطيه مبدئيا على مبدأ تصورى ، وهذا المبدأ عندك دين ... هذه هى الطامة الكبرى ... وتصبح السياسة لعنة وجحيما عندما تكحمها الايدلوجية . اذ لا يوجد هناك اماكنية للتفاهم اطلاقا . اذا من يريد ان يفرض رايه على الاخر ؟ اذهبوا اقنعوا السعودية بدعمنا وسيأتى من يريدون التعاون مع الشيطان وراءكم وسوف يتخلون عن الشيطان ، ولكن اذا وقفت السعودية ضدك او تركتك وشأنك ، هل ستتركون الاخرين يتصرفون وفق ما يرونه فى صالح الجنوب ، لا نقول اذهبوا وراءهم بل على الاقل لا تشوهوهم ، واذا ناقشتموهم ناقشوهم نقاشا سياسيا ، وليس على اساس مبدأ الايدلوجى الاحتلال ولا ايران . اذا من يريد ان يجر الجنوب وراءه ؟ من الذى يفرض على الاخر رأيه ؟
ارى ان الرفاق - الله يهديهم ويجمع كلمتهم - ارحم ، ارحم بكثير بكثير ، لانهم واقعيون جدا ويفهمون سياسة صح وعلمتهم التجارب جيدا ونبذوا الايدلوجية وعرفوا خطرها . والتفاهم معهم سهل جدا ، لانهم اليوم لا يضعون متاريس وصبات من الافكار والتصورات الجاهزة .
وفى الاخير نقول :
رفاقنا العقلاء ولا شبابنا الايدلوجيين .
التعديل الأخير تم بواسطة ارادة الشعب قانون ; 2012-03-06 الساعة 01:24 AM
|