عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-03, 07:33 AM   #5
حيد حديد
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
افتراضي

مسدوس: هناك صراع مخابراتي إقليمي و دولي حول الجنوب

«د. محمد حيدره مسدوس»
الموقف من الحوار
03-01-2012 09:53
الجنوب الحر - متابعات
إن الموقف الذي يفترض بان تجمع عليه كل الأطراف الجنوبية في الداخل والخارج تجاه الحوار الذي تتبناه الأمم المتحدة في اليمن ، يجب أن يبنى على نتائج الانتخابات الرئاسية المبكره . فقد أظهرت هذه الإنتخابات الإقبال الكبير في الشمال والرفض الكبير في الجنوب . وهذا كان شيئا طبيعيا ومتوقعا ، لأن الإقبال الكبير في الشمال هو تعبير عن الرفض الشعبي لحكم الرئيس علي عبد الله صالح ورغبه في دفن قضية شعب الجنوب ،ولان الرفض الكبير في الجنوب هو تعبير عن الرفض الشعبي لواقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب .

وعلى ضوء هذه النتيجة يجب أن يقام الموقف من الحوار ويجب أن يقوم على النقاط التاليه :
أولاً : إن هناك قضايا سياسيه ثلاث تتطلب الحوار لا غيرها ، أولها قضية شعب الجنوب وطرفيها الشمال والجنوب . وثانيها قضية صعده وطرفيها السلطة والحوثيين . وثالثها قضية الدستور وأطرافه الجميع وعلى رأسهم ثورة الشباب . أما ما عداء هذه القضايا الثلاث فهي قضايا أمنيه واقتصاديه تخص حكومة الوفاق الوطني وحدها ومن مسؤوليتها لوحدها . وهذاما يجب أن يدركه الجميع بمن فيهم مندوب الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر قبل الذهاب إلى الحوار.

ثانيا : انه من البديهي بان يكون الحوار في قضية شعب الجنوب ثنائي بين طرفيها ، وربما يكون كذلك في قضية صعده . أما قضية الدستور فجماعي . واعتقد انه من واجب مندوب الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر أن يطلب من حكومة السلطة والمعارضة ، أي من حكومة الوفاق الوطني تشكيل فريق للحوار مع الجنوبيين لحل قضية شعب الجنوب ، وفريق آخر للحوار مع الحوثيين لحل مشكلة صعده ، وبعد ذلك يدعي الجميع إلى الحوار الجماعي حول الدستور .

حيث إن الحوار الثنائي في قضية شعب الجنوب بالذات سيكون أكثر موضوعيه وأكثر منطقيه وأكثر سهوله لحلها بكل تأكيد . فلا توجد لنا قضيه مع الحوثيين ولا مع ثورة الشباب ، ولا توجد لهما قضيه معنا حتى يحاورونا ونحاورهم . وإذا ما حصل هناك إصرار على الحوار الجماعي في كل هذه القضايا ، فلابد من أن تكون مشاركة الجنوبيين في الحوار مشروطة بشروط أربعه ، أولها : أن تكون هناك دعوه خاصة للطرف الجنوبي مستنده على قراري مجلس الأمن الدولي المتخذين أثناء الحرب .

وثانيها : أن تكون مشاركة الجنوبيين في الحوار بصفتهم الجنوبية . وثالثها : أن يأخذ الحوار طابع المفاوضات وليس الحوار . ورابعها : أن تكون قضية شعب الجنوب هي الأولى في هذه المفاوضات ، مع قناعتي بأنه لا يوجد من يفهم الوحدة من الأخوان الشماليين . فهم مازالوا يتحدثون عن وجود الوحدة التي أسقطتها الحرب ، ويتحدثون عن اتفاقياتها التي ألغتها الحرب قبل تنفيذها ، ويتحدثون عن دستور الوحدة الذي استبدلوه بعد الحرب ... الخ ، ولم يدركوا بان مثل هذا الحديث لا معنى له بعد الحرب . وفوق ذلك انه حديث متناقض ، فهم يتحدثون عن وجود الوحدة ويتحدثون عن وجود قضية الجنوب ، ولم يدركوا بان كل من المفهومين ينفي الآخر . فمن البديهي أن وجود القضية ينفي وجود الوحدة ، وان وجود الوحدة ينفي وجود القضية بالضرورة ، ولا يمكن الجمع بين المفهومين .

ثالثا : إن ما يجب طرحه في هذه المفاوضات حول قضية شعب الجنوب ، هي نقاط ثلاث ، أولها : إن حرب 1994م قد أسقطت مشروع الوحدة وفكت الارتباط بين الشمال والجنوب في الواقع وفي النفوس وان الوضع القائم في الجنوب منذ الحرب ليس وحده وإنما هوا اسواء من الاحتلال ، فهو لم يكن قائما على اتفاقيات الوحدة ودستورها ، وإنما قائما على نتائج الحرب .

وثانيها : انه من حق شعب الجنوب أن يرفض هذا الوضع وان يقرر مصيره بنفسه دون وصاية عليه ، وليس هناك مانع من أي حل آخر إذا ما شرط بأخذ شرعيته من شعب الجنوب ، مع العلم بان زمن الاستفتاء وآليته وإدارته هي من وظائف الحوار .

وثالثها : أن يكون المدخل لهذا الحل هو إزالة آثار الحرب واستعادة المؤسسات الجنوبية التي كانت قائمه قبل الحرب وإعادة ما نهب منذ الحرب باعتبار إن كل ذلك من آثار الحرب . وفي حالة رفض هذه النقاط الثلاث أو رفض أي منها ، فانه من الضروري الانسحاب من المفاوضات ، لأنه لم يبق أي مبرر موضوعي أو منطقي للاستمرار فيها . كما انه لا يوجد ولن يوجد أي حل شرعي أو أي حل قابل للتنفيذ غير هذا الحل .

رابعا : إن أي جنوبي يذهب إلى الحوار بدون هذه النقاط أو يتنازل عنها أو أي منها أثناء المفاوضات أو أن يرفض الحوار من حيث المبدأ ، فانه بذلك يرتكب خطأ تاريخي تجاه وطنه الجنوب لصالح غيره . فانا قد أصبحت مقتنع أكثر بعد رحلتي العلاجية إلى القاهرة ، بان هناك صراع مخابراتي إقليمي و دولي حول الجنوب ، وان هذ الصراع قد استغل الظروف المادية للجنوبيين وحال دون وحدتهم ، وجعل البعض منهم ينسى وطنيته الجنوبية ، والبعض يخجل من تبنيها ، وثالث يزايد بها ... الخ .

والأخطر من ذلك إن الشباب ينجرون وراء هذه* **الألاعيب* دون إدراك . فقد ذهبت إلى القاهرة وأنا على ثقة من تأثيريعلى الجميع ، وواثق من قدرتي على توحيد الجميع في الخارج ، ولكن الألاعيب المخابراتيه حالت دون ذلك ، ومع كل هذا لم افقد الأمل . مع إدراكي بان من هو في الخارج يظل تحت رحمة غيره ، وهو ما أجبرني على العودة بعد حرب 1994م .

خامسا : انه من الضروري الإدراك بان نجاح أو فشل الحوار ، ونجاح أو فشل المرحلة الانتقالية التي دخلتها اليمن بعد الانتخابات الرئاسية المبكره ،يتوقف على اتفاق أو اختلاف المخابرات الإقليمية و الدولية . فإذا ما اتفقت هذه المخابرات حول اليمن ، فان الأمور ستسير على ما يرام وسوف ينجح الحوار وتنجح المرحلة الإنتقالية ويموت تنظيم القاعدة في اليمن ، وإذا ما بقيت مختلفة وبالذات حول الجنوب فسوف يفشل الحوار وستسير الأمور نحو الأسواء ، وستفشل المرحلة الإنتقاليه ويتصاعد نشاط تنظيم القاعدة في الجنوب بكل تأكيد .

2522012م

نقلا عن صحيفة الوسط
حيد حديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس