عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-01, 03:27 AM   #336
عمقيان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 555
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن عفرير مشاهدة المشاركة
أشكركم على تفضلكم بالمرور والتعقيب ، استفساركم يتعلق بالخيارات والاختلافات حولها ، وأظن أن التعامل مع الخيارات كمصطلحات ، تتصل بالجانب الأكاديمي ، أما من حيث المضمون فهي تتصل بالجانب السياسي والقانوني ، وتحتاج إلى بحث مفصل ، فمبدأ حق تقرير المصير يعتبر من مبادئ القانون الدولي التي تم إقرارها في ظل الحرب البادرة واصبح عديم القيمة اليوم لكونه يتصل بحقبة الاستعمار ، أما فك الارتباط فهي حالة لا تعتبر ضمن قواعد القانون الدولي ومن الصعب التعامل معها بقاعدة الإلزام المتعارف عليها دوليا ، ولم يحدث أن اتخذت أي من الهيئات الدولية أي قرار أو توصية تحت مسمى فك الارتباط ، وموضوع الاستقلال يبتعد كثيرا عن فك الارتباط ، فالاستقلال حق مقرر للشعوب في حالة وجود الاستعمار ، وبالنسبة لقضية الجنوب فأن كل الخيارات المطروحة تتطلب في المقام الأول دراسة طبيعة وماهية تلك الخيارات وأي منها يمكن تطبيقها بالنسبة لشعب الجنوب ، ومن الصعوبة بمكان أن نتحدث عن قضية الخيارات قبل أن تتحقق الوحدة الوطنية بين أبناء الجنوب ، فكما نلاحظ اليوم وبعيدا عن الاتهامات والتخوين أن تبني الخيارات المتعددة قد أسهمت في زيادة عوامل الفرقة والانقسام .

أخي الكريم عمقيان ونحن نناقش موضوع الخيارات ارجو أن ننتبة لموضوع مهم وهو أن الأمر لا يتعلق بصياغات معينة لقوانين دولية .. القضية تتعلق بالواقع السياسي والظروف المحيطة بة هنا أو هناك فمثلا الأستقلال يمكننا أن نقول أنة حق للبلدان أو الأوطان التي تعرضت للأحتلال والأحتلال ليس شرطا أن يكون أستعمارا بل ممكن يكون أحتلال تحت دعاوي الحقوق التاريخية والقومية مثل حالة الكويت.. حالة فك الأرتباط ليس حالة تعرضت لها القوانين الدولية ولكنها حالة أنتجها الواقع السياسي كحالة مصر ـ سوريا بعد فشل الوحدة بينمها أو حالة السولفاك والتشيك التي حدثت في التسعينات أما حق تقرير المصير في حالة لازالت قائمة اليوم وحدث في أرتريا أنها ورغم سيطرت الجبهة الشعبية على أرتريا في العام 1991م الا أنها لم تعلن كدولة الا بعد ترتيب الأمم المتحدة لأستفتاء لحق تقرير أنجز في العام 1993م حينما نجح الأستفتاء وأعلنت دولة أرتريا في 23 مايو رغم أن إثيوبيا تعتبرها ولازالت أحد أقاليمها، كذلك حدث في تيمور الشرقية وفي كوسوفو ولازال أقليم الكيبك وبعد عدة أستفتاءات يحاول تقرير مصيره واليوم نجد تحديد عام 2014 كموعد لأستفتاء أسكتلند للأستقلال عن المملكة المتحدة,, سيدي كل الخيارات أمامنا وفي أمكاننا أن نأخذ بأي خيار ولدينا كل الحق والبرهان في عمل ذلك بعد أحتلال الجنوب في94م وضم الجنوب بالقوة العسكرية أو أحتلالة لن نختلف.. الأمر لا يتعلق بالمفاهيم القانونية ولكنة يتعلق كما قلت بوحدتنا الوطنية ووجدنا الفعلي كطرف حقيقي في الميدان.. أرجو عودتك لنقاش ما أوردنا لعلك تضي هذه الآراء بطريقة أفضل.
أخي بن عفرير ، مشكلتنا أن القضية لم تعلل على أساس سياسي ، بل هناك إصرار على أيجاد تعليلات قانونية واهية باجتهادات غير موفقة ، وكما تعلم أن هناك نظريات كثيرة منها نظرية تتصل بالحق التاريخي ونظرية تعتمد على سياسة الأمر الواقع ، وحالتنا في الجنوب لا يوجد لها مثيل في التجارب التاريخية المعاصرة ، لا يمكننا مطلقا مقارنة فك الارتباط بين سوريا ومصر ونعتبره أساسا صالحا لحالتنا ، فهناك فرق كبير بين الحالتين ، الوحدة المصرية السورية قامت على أساس الوحدة بين بلدين وشعبين عربيين وليس بين شطرين لشعب ووطن واحد ، ومصر وسوريا لا تربطهما وحدة جغرافية ، ولذلك فأن مشكلتنا تكمن في مقدمات الوحدة وتأصيلها النظري السياسي والاجتماعي والتاريخي وليس بالوحدة ذاتها ، فالمقدمات كانت بالمطلق خاطئة ، وقامت على جهل مستحكم بالتاريخ والجغرافيا ، ولا يمكننا أخي الكريم أن نتعامل اليوم مع مشكلات العصر بالذهنية التي كانت سائدة في ظل الحرب الباردة وخاصة ما يتصل بمنطق ومفهوم الاستعمار وقضايا الاحتلال ، العالم اليوم تحكمه معايير جديدة ، وقضايا الشعوب والتعامل معها في حقبة الخمسينات من القرن الماضي لم تعد صالحة اليوم ، ولا نحتاج في هذه المرحلة إلى الانشغال بالبحث عن المصطلحات والتخريجات القانونية ، العالم معترف أن هناك قضية وبإمكاننا خلق شرعية جديدة إذا ما تمت ووحدتنا وفرضنا وجودنا على الأرض ، وحيينها يمكننا الدفاع عن شرعيتنا التاريخية وهويتنا ووجودنا المستقل ، العالم اليوم يعتبر اليمن بلد استعاد وحدته كما علمناهم في كتبنا ووثائقنا ونطالبهم اليوم أن يعترفوا إننا بلد محتل من بلد آخر ، آخي يمكننا الدفاع عن الحق بطريقة مختلفة وبوسائل كثيرة ، ولا نحتاج لأي مصطلحات تعلق قضية شعبنا بأوهام كاذبة ، نحتاج إلى رؤية سياسية وبرنامج عمل وقيادة وشعب موحد وحينها سيقبل العالم بنا و بخياراتنا مهما كان سقفها . تحياتي واحترامي
عمقيان غير متواجد حالياً