عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-28, 08:47 PM   #90
حسين بن طاهر السعدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-31
المشاركات: 3,801
افتراضي

الجنوب .... مابعد( الصندوق )
أكرم أحمد باشكيل

عدن الغد
الثلاثاء 28 فبراير 2012 07:41 مساءً
في القراءة المتأنية لما حدث يوم الثلاثاء 21/ فبراير 2012م في كل مناطق الجنوب مدنا وريفا وبواديا... يجد أن هناك مرحلة فاصلة قد تشكلت لتعيد رسم الحسابات عند كل الأطراف في الجمهورية العربية اليمنية واللاعبين السياسيين الجنوبيين داخليا وخارجياحيث أن كل الاطراف بحساباتها الضيقة الآنية لم تتوقع ذلك الذي حدث في الجنوب من رفض مطلق ليس للتصويت فحسب بل لإجراء العملية ذاتها رغم كل ما أعد لها من إعداد وتجهيز لم يسبق له نظير وخاصة في المجال الأمني إذ يجشت الجيوش وأكتظت المدن بالمجنزرات حيث بات لهم أنهم بذلك قد حسموا المعركة ( معركة كسر العظم ) فيما سموه ( الإنتخابات الرئاسية ) وهي لاتهدف الى تنصيب رئيس توافقي بل الى إعادة منتجةما عرف بـ( إتفاقية الوحدة) حتى يتسنى للزعماء الجدد للقبيلة أن يتسيدوا على الجنوب ويمارسوا ذات النهب الذي مارسه رئيسهم السابق ويصبح لهم بأرضه وسكانه مستابحا ..!! ولاغرابة أن يكون شعار حملتهم ( الوحدة أو الموت)...!!
هذه المرحلة الفاصلة قد تبلورت منذ أن مارس أهل الجنوب رفضهم المطلق لمهزلة ما عرف بـ(بالانتخابات الرئاسية ) وقد أثبتوا بجدارة إفشالها حيث سطروا ملامح من نضالهم السلمي في مواجهة آلة الحرب العسكرية الهمجية الغاشمةالتي تعطي للقاريء أبعادا في القراءة منها :
- أن المقاومة الجنوبية قد إشتد عودها وباتت تنتقل من دور الدفاع عن النفس الى دور المواجهة الشعبية العارمة وأن ثقافتها تنتشر بعفويتها.. مقابل إنحسار المؤيدين للنظام المحتل من الجنوبيين.
- أن ما بات يعرف بالثوار ورواد ( التغيير) اليوم قد كشروا أنيابهم وإعترفوا على حقيقتهم فهم أسوأ من النظام ذاته وربما وهذا الأصح وجه من وجوهه أكثر بشاعة وسقطت كل دعاويهم الإصلاحية التي نادوا بها خداعا لشعبهم .
- إن على القوى الجنوبية قاطبة مراجعة حساباتها في سبيل العمل المشترك وصولا للهدف المنشود وهو الخلاص من المحتل ويجب تسمية الأمور بمسمياتها ولايمكن لأحد أن يدعي لنفسه هذا النصر للمقاومة الشعبية التي سطرها الشباب الجنوبي الثائر وإذا حدث ذلك فهو واهم حيث ان الانتفاضة الشعبية في تكوينها وفعلها منطلقة من الرفض المطلق للإستفزاز الذي صاحب وصول الصناديق بالمجنزرات والجيش المدجج بالسلاح وساهم الإصلاحيون في تأجيج الوضع مما خلق حالة من الثورة الرافضة لهم بالمطلق ...الى جانب حالة الإحتقان واليأس من أي حل لقضيتهم الأم... القضية الجنوبية... وتحدي المجتمع الدولي والاقليمي لإرادتهم وعدم مراعاة مطالبهم الشرعية خلال الحلول الإقليمية والدولية ..الأمر الذي أوصلهم الى قناعة تامة بأخذ زمام المبادرة الى تحقيق وضع جديد على الميدان في صورة من صور التحدي لكسر الإرادات .
من خلال كل هذا فأن القوى اليمنية عموما المتوافقة قد خسرت الجزء المؤيد لهم على مساحة الجنوب وفي ساحاتهم وبالتالي أيضا خسرت التوجهات السياسية الجنوبية بإمتداداتها اليمنيةهي الأخرى شعبيتها وفقدت قاعدة عريضة لها مستقبلا في الجنوب... وهنا الخسارة الكبرى التي لم يحسب لها حساب هذا الطرف وحسمها الصندوق وكشف عن سوءتها.
والخلاصة التي يجب أن يعيها الجميع أن الجنوب ماقبل الصندوق غير مابعد الصندوق فميزان القوى وكل الحسابات قد تغيرت وعليهم الإنتظار لفعل هذا المارد الذي خرج (عنوة) من هذا الصندوق المراد أن يجعلوه فيه ويدفنوا قضيته والى الأبد .
حسين بن طاهر السعدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس