[عبدالله السنمي]

يبدو أن الرئيس أراد بهذه الخطوة هو وضع قادة الجنوب الرئيسيين (بالخارج ) وهم الذين يتبنى خطابهم ( صياغة ما) لدولة الوحدة ، أراد أن يضعهم في الزاوية ويرمي لهم الطعم الذي طالما تحدثوا بشأنه ، خاصة وأنهم لا زالوا يتحدثون عن دولة الوحدة وإصلاح ما خرب بنيانها بعد حرب صيف 1994 ، حيث الغيت الاتفاقيات واستبدل الدستور ، وتلى ذلك سلسلة التدمير للجنوب منذو الحرب الى يومنا هذا .
وهذه الخطوة اذا صحت ، خطيرة جدا ، وتتحدد هذه الخطورة على ضوء الاجابة على التساؤل التالي :
هل القادة الجنوبيين المعنييون بالدعوة هذه سوف يقبلون ويرحبون بها لاجراء الحوار ؟؟
فإذا قبلوا ، نعلم بالطبع انه سيكون ضمن شروط مدروسة جدا وضوابط لها علاقة بالداخل والخارج .
وفي هذه الحالة ستكون بمثابة الضربة الاولى للحراك في الداخل الذي يتبى بشكل واضح الاستقلال .
وسيشهد الشارع الجنوبي والجو السياسي الجنوبي حالة من التشتت والحيرة والارباك ، وهو ما يهدف اليه الرئيس ايضا من هذه الخطوة ، وبالتالي اضعاف الحراك وجره الى اتجاهات ومسارات متناقضة .
الافتراض الآخر ، أن القادة هؤلاء سيلتزموا بما صرحوا بها مرارا خاصة في الفترة الاخيرة ، أن أي حوار لابد أن يكون مع قادة الحراك في الداخل . وهنا يكونون قد قطعوا الطريق أمام الرئيس وجنبوا انفسهم أي متاهات تغرقهم أكثر مما غرقوا به في الماضي .
والذي اتوقعه انهم لن يتخلوا عن ورقة الداخل ولن يتخذوا مواقف يبدون فيها قد خذلوا الجنوب مرة أخرى .بل سيجعلون من قادة الداخل في الحراك عنصرا رئيسيا في اي ترتيبات مستقبلية للجنوب .