قبس عربي اليمن الانتقالي .. فرصة لا تعوَّض كتب نبيل حاوي :
الانتخابات الرئاسية المبكرة التي شهدها اليمن جاءت لتشق الطريق امام اجراءات يفترض تنفيذها خلال فترة انتقالية مدتها عامان، وفقاً للمبادرة الخليجية.
المصاعب المتشعبة والمخاوف المتعددة والاتهامات المتبادلة كان لها تأثير واضح على سير عمليات الاقتراع، وبخاصة في الجنوب واماكن اخرى، لكن هذا لا يقلل من اهمية ما حصل، لاسيما ان نسبة المشاركة في عدد من المناطق لامست التسعين في المائة..بما فيها مناطق التدهور الامني الذي استمر حتى الشهر المنصرم في ضواحي العاصمة صنعاء، وفي اماكن الانشقاقات عن الجيش، الخ.
بالطبع فإن الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي يدرك ضخامة المهام الملقاة على عاتقه، في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية. وهو يعرف ان ابناء الرئيس «غير المستقيل» علي عبد الله صالح واقاربه لايزالون ممسكين بابرز مراكز القرار..وان اعادة بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية هي في حد ذاتها مهمة شبه مستحيلة في نظر بعض المعنيين..فكيف اذا نظرنا الى مسألة الانتقال الى يمن المشاركة الديموقراطية والانتهاء من الفساد والتحكم والهيمنة..فضلا عن معالجة اوضاع المناطق المتنازع عليها بين الحوثيين وجماعات سلفية، الخ.
غير ان الوضع في الجنوب اليمني عاد وقفز الى الواجهة، ولاكثر من سبب، وصولا الى تعطيل بعض مراكز الاقتراع يوم امس، وسقوط عدد من القتلى في اشتباكات محلية مع اوساط رافضة اصلا للعملية الانتقالية في اليمن الموحد، بينما يرى جنوبيون آخرون ان المطلوب متابعة اهداف الانتفاضة اليمنية الشاملة، ودعم العملية الانتقالية -ولو بشروط-، فهذا افضل بكثير من اعطاء الاولوية لشعار الانفصال، لكن هناك من يشعر بانها الفرصة السانحة لفرض مطالب الجنوبيين المهملة.
اما الاتهامات المتبادلة بين حزب الإصلاح المعارض، و«الحراك الجنوبي» بمحاولة اغتيال رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي، بينما كانت في جولة برفقة وزيرتين يمنيتين في عدن ..فهي تأتي لتعمق الجروح، ولتعطي جماعة علي عبد الله صالح وآخرين سلاحا قويا لاعادة الامور الى نقطة الصفر.
المطلوب الآن من جميع الحريصين على اهداف الثورة اليمنية ان يدعموا العملية الانتقالية الراهنة، ومع ابقاء العيون - وليس الرشاشات والمدافع - شاخصة لمراقبة كيفية تعاطي الرئيس منصور هادي مع هذا، او ذاك من الملفات الرئيسية.
د. نبيل حاوي
http://arabic-media.com/newspapers/kuwait/alqabas.htm