القبس الكويته
7 قتلى في الجنوب.. والانفصاليون أغلقوا مراكز اقتراع في عدن
اليمن يقترع بكثافة رغم التوتير والتعديات
شرطي يمني إلى جانب طابور نسائي في احد المراكز الانتخابية في صنعاء (رويترز)
صنعاء ـــــ نبيل سيف الكميم
وضع اليمن امس اللمسة الاخيرة لخروج الرئيس علي عبد الله صالح من السلطة بالتصويت على انتخاب نائبه لقيادة البلاد لمرحلة انتقالية مدتها سنتان، يتم خلالها تنظيم الدولة وتوحيد الجيش. ليصبح صالح رسمياً رابع حاكم مطلق في العالم العربي يترك المنصب خلال عام، بعد انتفاضات في تونس ومصر وليبيا ايضا. لكن الانتخابات لن تحسم مواجهة عسكرية قائمة بين أقارب صالح ولواء منشق ومسلحين موالين لشيوخ قبائل، وتمردا مسلحا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب.
ووصف نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الانتخابات بأنها الطريق للمضي قدما، وقال في مركز اقتراع، بعدما ادلى بصوته، ان الانتخابات هي الطريق الوحيد «من أجل الخروج من الأزمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي». واضاف ان استحقاق الانتخابات هو «اغلاق لصفحة الماضي، وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض، نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد». ووصل هادي بالسيارة الى مركز الاقتراع، الذي يبعد مئات الامتار فقط عن منزله، وكان محاطا بتدابير امنية مشددة. وذكرت مصادر مقربة من نائب الرئيس ان التدابير المشددة سببها مخاوف من تعرضه لاعتداء.
واصطف الناخبون في طوابير طويلة خارج مراكز الاقتراع في صنعاء وسائر المدن، وسط اجراءات امنية مشددة، وغمسوا اصابع الابهام في الحبر، ووضعوا علامة على اختيارهم في ورقة اقتراع تحمل صورة لهادي وخريطة لليمن بألوان قوس قزح.
وقال سمير رضوان، وهو طبيب في الثالثة والاربعين من العمر، «ربما لم يتغير النظام لكن الناس تغيروا. انها الخطوة الاولى تجاه التغيير الحقيقي». واضاف «كان صالح يأخذنا الى الجحيم. لقد اوقفناه وسنبدأ الان بناء يمن جديد». وقالت رقية الفوادية (25 عاما)، وهي طالبة اعلام شاركت في الاحتجاجات في صنعاء: «يضع اليوم خطا بين الماضي والمستقبل.. بين نظام عائلي ويمن جديد». ووصفت هادي بأنه «وسطي»، وقالت ان المحتجين يجب ان يبقوا في الميدان حتى اقامة دولة مدنية حقيقية.
بصورة طبيعية
إلى ذلك، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن عملية الاقتراع تجري بصورة طبيعية في 292 دائرة انتخابية من أصل 301 دائرة انتخابية في البلاد، مؤكدة أن عملية الاقبال على الاقتراع في ساعاتها الأولى فاقت التوقعات. وأكد مشرف اللجنة الأمنية باللجنة العليا القاضى، سبأ الحجي، أن عملية الاقتراع تسير بصورة آمنة رغم الأحداث التي شهدتها بعض المراكز في عدن والضالع ولحج. وأضاف أن المراكز الانتخابية شهدت عمليات ازدحام وتدفق واقبال كبيرين، فاقت الأعداد المتوقعة، وأن توافد الناخبين فاق نسبة الـ 80 في المائة.
وفي السياق ذاته، وصف رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه هذا اليوم «بالتاريخي، حيث اثبت الشعب اليمني للعالم رغبته في التداول السلمي للسلطة».
مصادرة أصوات عدن
إلى ذلك، تمكن الانفصاليون الجنوبيون المعارضون للانتخابات من اغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن بالقوة، اضافة الى عدة مراكز في باقي المحافظات الجنوبية، فيما اسفرت اعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في الجنوب عن مقتل 7 بينهم جنديان وجرح نحو 20 آخرين .
وتضم محافظة عدن عشر دوائر انتخابية وعشرين مركز اقتراع، بينها عشرة مراكز سيطر عليها مناصرو الحراك الجنوبي. وذكر شهود عيان ان الناشطين اقتحموا المراكز وهم يحملون اعلام اليمن الجنوبي السابق، وصادروا صناديق الاقتراع، فيما سمعت طلقات نارية بشكل متقطع في سائر انحاء المدينة.
من جهته، ذكر مصدر امني ان مسلحي الحراك اطلقوا النار على مركز انتخابي في مدرسة البيجاني، في حي كريتر في عدن، اثناء تواجد المبعوثة البريطانية الى اليمن البارونة ايما نيكولسون.
من جانبه، اتهم الناشط الموالي للمعارضة البرلمانية والمؤيد للانتخابات خالد حيدان قوات الامن بـ«التواطؤ» في ما يحدث في عدن. فيما غابت صناديق الاقتراع عن مناطق واسعة من محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين حيث ينشط الحراك الجنوبي.
واسفرت هذه المواجهات في المكلا بحضرموت (جنوب شرق)، وفي لحج وعدن، عن مقتل عسكريين اثنين ومحتج وطفل، بحسب مصادر متطابقة.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=22022012