صاعد التوتر جنوبا عشية الانتخابات الرئاسية التي يرفضها الانفصاليون
علي صالح: وداعاً للسلطة وأفتخر أن أكون الرئيس اليمني السابق

نقطة تفتيش أمنية في عدن (أ ف ب) ارسال |
حفظ |
طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
|
صنعاء - من طاهر حيدر - القاهرة - من مصطفى أبوهارون |
يتصاعد التوتر في شكل ملحوظ في جنوب اليمن عشية الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تنظم اليوم، ويرفضها الانفصاليون الذين دعوا الى عصيان مدني في يوم الانتخابات التي سيشارك فيها ملايين اليمنيين، والتي سيكون نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد فيها، وذلك بعد عام من الاضطرابات والاحتجاجات على حكم الرئيس علي صالح الذي قاد البلاد طوال 33 عاما.
ونفذت السلطات حملة اعتقالات في عدن طالت مسلحين ينتمون الى الجناح المتشدد في «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال، ليل الاحد وصباح امس.
من جهة اخرى،اطلق مسلحون ينتمون الى «الحراك» قذيفة «ار بي جي» منتصف ليل الاحد على مقر اللجنة الانتخابية في حي خور مكسر في عدن من دون ان يسفر ذلك عن اصابات.
كما هزّ انفجار مركز اقتراع في عدن أمس، أعقبه اطلاق نيران أسفر عن مقتل جندي.
كما قتل جندي واصيب آخر في مواجهات اندلعت في محافظة الضالع الجنوبية مع محتجين معارضين لاقامة الانتخابات في الجنوب.
وعززت القوات الحكومية انتشارها في عدن مع وصول عشرات المركبات والمدرعات وحاملات جنود قادمة من صنعاء.
وأكدت مصادر امنية ان لجنة عسكرية وأمنية شكلت بقيادة رئيس هيئة الاركان العامة في الجيش اللواء الركن احمد الاشول وعضوية مدراء المؤسسات الامنية والعسكرية في عدن، للتأكد من حسن سير الانتخابات في الجنوب. وسيصبح علي صالح الذي حكم اليمن 33 عاما، ابتداء من الغد، «الرئيس اليمني السابق».
وقال احد المقربين لعلي صالح لـ «الراي» ان علي صالح اكد لهم انه سيكون سعيدا حينما سيقال عنه انه الرئيس اليمني السابق، كما هو حال رؤساء لبنان، وان منجزاته هي التي ستتحدث عن نفسها(...)».
ونقلت «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية» (سبأ) عن علي صالح، امس، في خطاب موجّه الى الشعب، دعوته الى «التوجه جميعاً ناخبين وناخبات إلى صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتكم لانتخاب الأخ عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية».
ووصف انتخاب نائبه كرئيس بأنه «الحدث الذي يأتي في إطار تنفيذ ما تبنيناه من أجل الإنتقال السلمي والسلس للسلطة لإخراج اليمن من الأزمة الخانقة والمريرة التي استمرت عاماً كاملاً».
ودعا «الأطراف المتنازعة الى العمل على تجاوز الماضي وأن ينطلقوا بروح الأمل والثقة نحو المستقبل وإعادة بناء ما دمرته الأزمة التي افتعلتها عناصر التخلّف والإرهاب والنزاعات المناطقية في إطار الفوضى الخلاّقة المزعومة».
وأشاد الرئيس اليمني بدول الخليج قائلا: «كما أتوجه بالشكر الى دول الجوار وأخص بذلك دول مجلس التعاون الخليجي وفي المقدمة الأشقاء في السعودية بقيادة الأخ الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ومملكة البحرين ودولة الكويت (من دون أن ياتي على شكر قطر) فلهم الشكر كل الشكر والتقدير على مواقفهم الأخوية الحريصة على اليمن وعلى دعمهم المتواصل لكل قضاياه».
وأضاف: «وأجد الشكر واجباً ومستحقاً لحزب المؤتمر الشعبي العام، الحزب الوطني الرائد وحلفائه أحزاب التحالف الوطني الديموقراطي وكافة القوى المستقلة على مواقفهم وثباتهم وتماسكهم وحرصهم على مصلحة اليمن ومصالح المواطنين، كيف لا والمؤتمر الشعبي العام هو صانع التحولات التاريخية العظيمة منذ عام 1982 ومحقق كل المنجزات والمكاسب الوطنية، وسيظل رائداً متقدماً الصفوف لتحقيق كل مايصبو إليه شعبنا ويطمح إليه كل مواطن».
وختم صالح كلمته قائلا: «وداعاً للسلطة التي ستظل في نظري ونظر كل العقلاء من أبناء الوطن مغرماً لا مغنماً، وموقعاً لخدمة الشعب والوطن والبذل والتضحية من أجلهما، وسأظل معكم مواطناً مخلصاً لوطنه وشعبه وأمته كما عرفتموني في السراء والضراء أؤدي واجبي ودوري في خدمة الوطن وقضاياه العادلة من خلال المؤتمر الشعبي العام حزب كل أبناء الوطن».
من جانبه، دعا هادي، الذي سيصبح غدا أول رئيس يمني جنوبي يحكم اليمن الموحد، «إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف في مواجهة كل التحديات والتعاون والتكاتف والتلاحم والإخاء للولوج إلى المرحلة الجديدة من تاريخ اليمن للوصول بالبلاد إلى بر الأمان»، كما أشاد بموقف علي صالح «كونه تعالى على جراحهِ مُغلباً سلامة وطنهِ على نزعةِ الانْتِقامِ وهو ما نتمنى أن يحذوَ حذوهُ آخرون».
وفي رسالة وجهها الى معارضيه من الثوار قال: «كما أنني في وقت أعذُر كل من اتخذَ موقفاً مُغايراً من بسطاءِ هذه البلد تحت تأثير خيبة أملٍ وانكسارِ حلمٍ، لا أستطيع فَهمَ البعض الذي قد يكون نظر لِمسألةِ الانتخاباتِ باعتبارِها أحبَطَت طموحات وحطمت مشاريع قد تكون بُنيت على سوءِ تقديرٍ لمعطيات داخلية خادعة أو لرسائل خارِجية خاطئة»، مُجِدِّداً التأكِيد على أن «أي موقِف يُتخذ من أي طرف يجِب أن يكون سِلمِياً بعيداً عن العنفِ لأن واجب الدولةِ يقتضي أن تحمي مواطنيها بما يتوافقُ مع الدستور والقانون».
وفي القاهرة، تسلم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رسالة خطية من «أبناء جنوب اليمن» طالبته بتبني قضيتهم التي وصفوها بأنها «قضية عادلة»، وأبلغوه فيها اعتراضهم على الانتخابات الرئاسية، ومقاطعة أبناء الجنوب لها، وعدم اعترافهم بها وبشرعيتها، وتمسكهم بالنضال السلمي.
http://arabic-media.com/newspapers/k...alraimedia.htm