
اليمنيون ينتخبون عبد ربه هادي رئيسا بعد غد
صنعاء - وكالات-
يدلي اليمنيون بأصواتهم يوم بعد غد الثلاثاء في انتخابات رئاسية مبكرة لنقل السلطة بشكل آمن بانتخاب نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يحكم البلاد منذ ذلك الحين كمرشح وحيد. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولي الانتخابات قولهم إن نحو 12 مليون بطاقة اقتراع جرى طباعتها للانتخابات الرئاسية.
وذكرت اللجنة العليا للانتخابات أن مئة ألف جندي سيتم نشرهم في مختلف أنحاء 21 محافظة في البلاد لضمان السلام والأمن. وتحث العديد من الجماعات اليمنية التي كانت نشطة خلال الانتفاضة ضد حكم صالح الناس على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وقال وليد العماري المتحدث باسم لجنة التنسيق العليا للانتفاضة اليمنية هدفنا الرئيسي للثورة هو الإطاحة بصالح من السلطة". وأضاف أن المظاهرات المناهضة للحكومة قد "تنحسر أو حتى تتوقف" إذا تمكن الرئيس الجديد من تطهير المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد من أقارب صالح. وكان هادي 67 عاما قد دشن حملته في السابع من فبراير الجاري وتعهد بإجراء حوار وطني حول جميع القضايا من بينها الثروات في المناطق الجنوبية والشمالية.
وقال هادي :"ستكون انتخابات 21 فبراير السبيل للخروج من الأزمة التي تهدد باندلاع حرب أهلية شاملة".وبموجب اتفاق توسط فيه مجلس التعاون الخليجي وافق صالح على التنازل عن السلطة إلى هادي مقابل الحصول على حصانة من المحاكمة.
وفي محاولة واضحة لتعزيز فرص هادي في صناديق الاقتراع أمر صالح الذي يتلقى علاجا طبيا في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بأن يتم استبدال صوره في المؤسسات الحكومية بصور المرشح الرئاسي.
وأصيب صالح"67 عاما" بإصابات خطيرة في يونيو الماضي خلال هجوم على القصر الرئاسي في صنعاء. وقال إنه سيعود من الولايات المتحدة للتصويت لصالح هادي وحضور مراسم تنصيبه. وقال الصالحي:"من المحتمل أن يدفع الإجماع في الرأي محليا وإقليميا ودوليا على هادي باعتباره المرشح الوحيد في الانتخابات قوات الأمن والجيش على المساعدة في نقل السلطة بشكل هادئ".
لكن الطريق أمام هادي من المحتمل ألا يكون هادئا. وكان سفراء من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي قد أصدروا أوائل فبراير بيانا مشتركا يدعو صنعاء أن تطالب اليمنيين بأن يقوموا بإنجاح التصويت الرئاسي. وتعهد الاتحاد الأوروبي بإرسال سبعة ملايين يورو (2ر9 مليون دولار) لدعم العملية الانتخابية، مشيرا إلى أنه سيحشد بعثة انتخابية من الخبراء المستقلين لمراقبة العملية الانتخابية.
ودعا وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى عدم التدخل في شؤون القوات المسلحة وعدم الزج بها في المماحكات السياسية مؤكدا التزام الجيش بتنفيذ المبادرة الخليجية لحل الازمة في البلاد.
وقال ناصر في رسالة وجهها لرؤساء وأمناء عموم الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن "إن التدخل في شؤون القوات المسلحة والزج بها في المهاترات السياسية وحشرها في قضايا حساسة يخل بمهامها السيادية وحياديتها ويؤثر على كل ما أنجز حتى الآن من جهود مخلصة تنفيذا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
وأوضح أن الأحزاب تتدخل في شؤون القوات المسلحة من خلال ما يثار في بعض الفعاليات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية لبعض قادة الأحزاب والناطقين باسمها وما تتناوله وسائل إعلامها.. وقال إن ذلك ينكئ الجراح ويوسع الشرخ بين وحداتها ويعزز من الفرقة والشقاق ولا يساعد على تعزيز روح الإخاء والتلاحم ووحدة الصف وهو الأمر الذي يتنافى مع ما يمليه الواجب الوطني في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد خاصة وأن الشعب يتهيأ للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها في 21 فبراير الجاري في يوم يتطلع فيه الجميع للانتقال إلى مرحلة جديدة وتعزيز الأمن والاستقرار.
وطالب وزير الدفاع قادة وأمناء عموم الأحزاب مخاطبة لجنة الشؤون العسكرية في حالة وجود أية ملاحظات أو مقترحات للنظر فيها واتخاذ ما يلزم بشأنها. وقال أن جميع الوحدات العسكرية تأتي ضمن تكوينات وهيكل موحد للقوات المسلحة وتقع تحت مسؤولية وزارة الدفاع لكنه أشار إلى أن الجيش عاني من انقسام في وحداته منذ اندلاع الاحتجاجات في فبراير من العام الماضي عندما أعلنت بعض وحداته وقيادته مع المحتجين الذين خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام وأن المبادرة الخليجية نصت ضمن بنودها على إعادة هيكلة الجيش. وأضاف أن اللجنة العسكرية العسكرية أكدت في وقت سابق أن إعادة الهيكلة ستتم عقب الانتخابات الرئاسية .
ودعا مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمار السبت اليمنيين إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الثلاثاء وتدعو مجموعات سياسية في الجنوب والشمال إلى مقاطعتها.وقال بن عمار لدى وصوله إلى صنعاء لمتابعة سير الاقتراع" ندعو جميع الأطراف إلى الاشتراك في الانتخابات".وأضاف أن "هذه الانتخابات ستكون مرحلة انتقالية تمتد لفترة سنتين يجري خلالها الحوار الوطني وإعادة صياغة الدستور والإعداد لانتخابات نيابية".
في غضون ذلك، أعلن مركز الحريات الصحفية في اليمن عن استعدادات مكثفة لإشهار هيئة رقابة شعبية وصحفية في مختلف مدن البلاد لمراقبة أداء الرئيس الجديد وحكومة الوفاق خلال المرحلة الانتقالية وقياس مدى الالتزام بتعهدات الانتقال السياسي للدولة اليمنية الديمقراطية المدنية.من جانبه دعا الشيخ صادق الأحمر أبرز معارضي الرئيس علي عبد الله صالح كافة اليمنيين إلى انتخاب نائب الرئيس منصور هادي وجعل يوم الاقتراع يوما خاليا من السلاح في كل مدن البلاد.
يأتي هذا في الوقت الذي ذكرت تقارير أن عشرات المسلحين من أنصار صالح والمؤتمر الشعبي الحاكم اقتحموا مهرجانا انتخابيا لمرشح التوافق الوطني منصور هادي وهم يحملون صور الرئيس صالح. وأكد شهود عيان أن أنصار الرئيس صالح مزقوا صورا للمرشح هادي في المهرجان الذي نظم لتأييد انتخابه رئيسا جديدا للبلاد، فيما تدخلت الشرطة على الفور لمنع حدوث أي مصادمات بين أنصار المرشح التوافقي وأنصار الرئيسhttp://arabic-media.com/newspapers/qatar/raya.htm صالح.